استمارة البحث

مباشر
الرجاء البيضاوي
© حقوق النشر : Dr

إلى أين يا رجاء "الشعب"؟

17/10/2016 هدى أمين على الساعة 20h32

لا يمكن لأي متتبع للشؤون الرياضية المغربية، أن يغفل عن الوضعية "المزرية" التي يعيشها فريق الرجاء البيضاوي لكرة القدم، منذ ما يقارب الموسمين أو يزيد عن ذلك، بسبب الأزمة المالية الخانقة، التي انعكست على مردود ونتائج "النسور".

نتائج كانت ولعهد قريب مشرفة للكرة المغربية، بعد وصول تشكيلة المدرب امحمد فاخر، التي استلمها التونسي فوزي البنزرتي، إلى نهاية كأس العالم للأندية 2013، ومقارعة كبار الأندية العالمية، وصولا إلى نهائي "الموندياليتو" أمام الفريق "البافاري" بايرن ميونيخ الألماني، بحضور كل نجومه وعلى رأسهم المدرب بيب غوارديولا.

الوصول إلى العالمية تلاه بعد وقت قصير، أزمة في النتائج ثم تغيير متواصل للمدربين بالنادي، مما حرم الفريق من الاستقرار التقني المطلوب في عالم المستديرة، بغية العودة إلى السكة الصحيحة وتجاوز العثرات، التي أصر النادي البيضاوي في الوقوع فيها الواحدة تلو الأخرى، ليصل إلى منعرج خطير لم تعد الحلول "الترقيعية" المستخدمة منذ فترة من الزمن كافية لإنقاذه.

أزمة الرجاء التي يتداخل فيها الجانب التسييري والمادي وتراجع النتائج، وصلت إلى الحد الذي لم تعد تتحمل فيه أي تماطل في حلها، خاصة مع تلويح الاتحاد الدولي لكرة القدم "الفيفا" بمعاقبة الرجاء الذي لم يقدم على دفع المستحقات المادية للاعبين الذين فسخت عقودهم، كالقربي وياكوبي وأسامواه، إلى جانب المدربين المستبعدين من "القلعة الخضراء"، والذي يمكن "العقاب" أن يصل حد الخصم من نقاطه أو إنزاله إلى القسم الوطني الثاني.

ديون الرجاء الخارجية، تقابلها ديون داخلية كان آخرها حكم لجنة النزاعات التابعة للجامعة الملكية المغربية لكرة القدم، بدفع مبلغ 268 مليون لصالح المدرب رشيد الطاوسي ومساعديه، إلى جانب مستحقات اللاعبين الحاملين لقميص الرجاء، الذين لم يتوصلوا إلى حدود الساعة، براتب ثلاثة أشهر ومنح التوقيع والمباريات، ومطالبون في ذات الحين بالدفاع عن ألوان النادي وتناسي مشاكلهم المادية.

كل هذه المشاكل وأخرى، والجالس على كرسي رئاسة الفريق، سعيد حسبان، ماض في سياسة "ضرك الشمس بالغربال"، بتقديم أعذار واهية لم تعد تتناسب والوضع "المحرج" للفريق البيضاوي، وإصراره على نجاعة مخططه الذي جاء به لحل مشاكل الرجاء، والذي عرفه خلال حوار سابق لموقع Le360 سبور، بالتخفيض من الميزانية التي يسير بها الفريق من 12 مليار ، إلى 5 مليارات، عن طريق تقليص عدد المستخدمين في النادي أو الخفض من أجورهم، والاعتماد على مداخيل المدرسة، لتسيير فريق من حجم الرجاء.

حسبان وعكس جميع الرؤساء الذين اعتلوا كراسي رئاسة الأندية المغربية، أصر في عدة خرجات إعلامية أنه لن يقدم للرجاء أي فلس من جيبه، وهو بذلك يزيد من تضخيم الأزمة التي ستتسبب نهاية الشهر الحالي "إذا لم يتحرك"، في إضراب اللاعبين الذي ضاق بهم الخناق بالوعود "الكاذبة" للرئيس، وبسياسة الهدنة التي فرضها "الجنرال" محمد فاخر، الذي لم يعد يستطيع هو الآخر كبح جماح اللاعبين.

أزمة لا يمكن اعتبارها تخص الفريق لوحده، بل هي أزمة كل المتداخلين في الكرة المغربية، ويجب تدخل جهات كالجامعة الملكية ووزارة الشباب والرياضة، للمساعدة في حل أزمة الرجاء، الذي يبقى من بين الفرق التي منحت الاشعاع الخارجي للكرة الوطنية في المحافل القارية والدولية.

17/10/2016 على الساعة 20h32 هدى أمين

الرسالة الإخبارية

ادخل باريدك الإلكتروني للتوصل بأخر الأخبار le360