"ديربي كازابلانكا" هو مناسبة رائعة لهذا النوع من المواجهات، ففي كل مرة يكون هنالك مواجهة شاملة بين الرجاء والوداد أو الوداد والرجاء، ومواجهة شخصية بين هذا اللاعب و"غريمه" أو هذا المدرب وزميله.
أول المواجهات ستكون بين مدرب فريق الوداد الرياضي الحسين عموتة، ومدرب الرجاء الرياضي امحمد فاخر.
المدربان سيدخلان الديربي بتاريخ مختلف تماما، ولكن برغبة موحدة في الخروج بالثلاث نقاط والتي يا إما ستقوم بتقريب الفريق الأخضر من الصدارة مرة أخرى، أو أنها ستدفع الوداد بقوة نحو درع الدوري.
بالرجوع إلى السيرة الذاتية لكل مدرب، نجد خبرة المدربين بالديربي البيضاوي مختلفة بشكل كامل، فمدرب الفريق الضيف، الرجاء الرياضي يخوض الديربي رقم 18 له ما بين لاعب ومدرب، ما جعل فاخر يدري جيدا كيف تدور أجواء هذه المقابلة المهمة، فهي مهمة على مستوى النقاط، لكنها تاريخية أيضا وتبقى محفورة في ذاكرة الكرة المغربية.
خبرة فاخر بالديربي ليس فقط بعدد المقابلات التي خاضها كلاعب في خط وسط ميدان الرجاء في حقبة السبعينيات ولا فقط كمدرب للفريق الأخضر، بل أيضا بنوعية الديربيات التي حضرها المدرب الرجاوي، "فالجنرال" كما يحلو لجماهير الرجاء تسميته، كان حاضرا كلاعب في المقابلة التي انسحب فيها الرجاء في موسم 1978 بسبب الاحتجاج على التحكيم، كما أنه عاش كمدرب خماسية الرجاء في مرمى الوداد والتي يتغنى بها جمهور "الماكانا" إلى يومنا هذا.
على الجانب الآخر، يخوض الحسين عموتة، الديربي البيضاوي لأول مرة في تاريخه الاحترافي، المدرب السابق للاتحاد الزموري للخميسات والفتح الرباطي والسد القطري وأندية أخرى، سيكون متسلحا بتجربته الكبيرة، من أجل مواجهة الرجاء في الديربي الأكبر في المغرب، وأحد أفضل 10 ديربيات في العالم.
لكن لأن الديربي لا يخضع أبدا لمنطق كيفما كان، ففرص عموتة في خطف النقاط الثلاث أمام فاخر لن تكون خاضعة لمقاييس الخبرة ومعرفة تفاصيل هذه المقابلة، والتي يعرف الكبير والصغير في مدينة الدار البيضاء الشيء الكثير عنها وعن حكاويها وأسرارها.
عبد الخالق اللوزاني، الإطار الوطني والمدرب السابق لعدد من الأندية الوطنية قال في تصريح لموقع 360 Le سبور إن النزال بين الرجاء والوداد سيكون قويا، لكن سيرورة اللقاء لا يمكن توقعها.
وقال اللوزاني: لا يمكن توقع تكتيك المقابلة، أولا لأننا لا ندري كيف سيقوم كل مدرب بقراءة الخصم، والأمر الثاني هي أن مجرد حالة واحدة قد تغير كل شيء"، مضيفا :" كمثال بسيط، قد ينفرد اللاعب بحارس المرمى، وتأخر هذا الأخير بثواني عن صد الكرة، يدفعه إلى عرقلة المهاجم، الأمر الذي قد يتسبب له في حالة طرد، وهنا ينتهي كل شيء وتبدأ مقابلة جديدة"، على حد وصفه.
