وضع جعل الجامعة الملكية المغربية ومعها العصبة الوطنية الاحترافية لكرة القدم، في موقف حرج، إذ أصبح المسؤولون عن الشأن الكروي ببلادنا مطالبون بالحسم في عدد من القضايا العالقة، خلال الفترة الحالية، في مقدمتها قضية تدبير مجموعة من الفرق بمكتبين مسيرين، على رأسها مشكل فريقي المغرب الفاسي والنادي القنيطري وبصفة أقل حدة مشكل فريق الرجاء البيضاوي مع المنخرطين المعارضين للرئيس الحالي سعيد حسبان.

"ماص" المرنيسي ويناني

يمر فريق المغرب الفاسي بمنعرج خطير، إذ طفا على سطح النادي خلاف جديد يتمثل في توفر النادي على مكتبين مسيرين يترأس الأول أحمد المرنيسي، والثاني مروان بناني، حيث ظل كل طرف يتشبث بأحقيته في تسيير الفريق، كما أن العصبة الوطنية الاحترافية مطالبة أيضا بتحديد شرعية مكتب مسير واحد.

"الكاك" .. الجموع العامة

ويعيش فريق النادي القنيطري لكرة القدم، سلسلة من التطاحنات والتي عصفت بالفريق إلى القسم الثاني، فبعد انتخاب محمد المديوني، رئيسا لـ "الكاك"، حيث تم عقد جمع عام  استثنائي حضره مجموعة من المنخرطين، وتم فيه إقالة عبد الودود الزعاف، الرئيس السابق للنادي، الأخير، طعن في شرعية تولي منافسه لرئاسة الفريق القنيطري، ويصر على أنه الرئيس الفعلي للفريق، إذ يقوم بتوقيع تعاقدات "الكاك" ويباشر عملية التسيير اليومي بشكل عادي، ويفرض على غريمه الانسحاب من منصبه، ويعتبر الجمع العام الذي عقده المديوني غير قانوني.

وبلغت حدة خلاف بين المكتبين إلى حد تعاقد كل طرف مع مدرب، من أجل تدريب الفريق القنيطري، إذ دخل الزعاف في مفاوضات مع الإطار الوطني حسن أوغني لقيادة "الكاك"، خلال الموسم المقبل، في حين اختار المديوني المدرب عبد العزيز كركاش.

الرجاء على خطى الماص والكاك

قرر عدد من المنخرطين داخل فريق الرجاء البيضاوي لكرة القدم، عقد جمع عام استثنائي، من أجل إقالة سعيد حسبان، الرئيس الحالي للنادي من منصبه وانتخاب رئيس جديد، في حين أن الرئيس الحالي للفريق البيضاوي يصر على أنه سيعقد جمعا عاما عاديا لتغيير الثلث، ولن يرحل عن الفريق الأخضر، كما أبرم مجموعة من التعاقدات خلال "الميركاتو" الصيفي، فضلا عن تعاقده مع مدرب جديد الإسباني خوان كارلوس غاريدو.
وحال الاجتماع الذي عقده منخرطو الرجاء مع أوزال دون تسيير الفريق بمكتبين أو مكتب ولجنة مؤقتة، بعدما خلص الاجتماع إلى إلغاء الجمع العام الاستثنائي، وتعويضه بجمع عام عادي في 6 من شتنبر المقبل.

موقف غامض لجامعة الكرة

في ظل الإشكال الذي تعيش فيه أندية المغرب الفاسي والنادي القنيطري والرجاء البيضاوي، يطرح السؤال التالي: ما هو موقف جامعة الكرة من هذه الصراعات؟ كشف مصدر مطلع من داخل الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم، أن الأخيرة بصدد دراسة الإشكالات القانونية لهذه الفرق، وأنها لن تتدخل في الوقت الراهن، خصوصا أن بعض الأمور تتعلق بالشؤون الداخلية لهذه الفرق، مشيرا إلى أن تدخل العصبة سيأتي فقط لحماية اللاعبين والأطر والمدربين الذين يشتغلون في هذه الفرق، وفقا لمقتضيات القانون المنظم للعبة.
كما أن القانون يكبل الجامعة على اعتبار أنها جمعية كباقي الجمعيات الرياضية، ولا يمكن لجمعية أن تحسم في مصير أخرى، إذ يبقى الحل الأنسب هو تدخل السلطات للحسم في الخلافات القائمة.