استمارة البحث

مباشر
لارغيت ناصر
© حقوق النشر : Dr

حوار.. ج1..لاركيط: لقجع كان ذكيا في افتحاص الإدارة التقنية

15/02/2019 le360 على الساعة 17h32

أجرى ناصر لارغيت، المدير التقني الوطني، حوار مطولا مع جريدة "أخبار اليوم"، تحدث خلاله عن موقفه من افتحاص الإدارة التقنية، وعن انجازاته، وطريقة عمله، موقع le360 سبور ينشر الجزء الأول منه:

خرج فوزي لقجع، رئيس الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم، بتصريح، قبل أشهر، قال خلاله بأن مستقبل ناصر لاركيط، المدير التقني الوطني، رهين بما سيسفر عنه تقرير ستعده شركة عالمية تكلفت بافتحاص عمل الإدارة التقنية الوطنية في السنين الأخيرة، ماذا يمكنكم قوله في هذا الإطار؟

كما تعلمون، في ميدان الصحافة، هناك أناس جديون في عملهم، وهناك أناس آخرون أقل جدية، وهؤلاء الأقل جدية، للأسف، لا يأخذون الوقت الكافي للبحث عن المعلومة في أصلها والمجيء إلى الميدان من أجل معرفة حقيقة الأمور، وكيف تدار الأشياء. لكن لهؤلاء أيضا كامل الحق في الانتقاد والتعبير عن آرائهم بكل حرية، وإخبار الرأي العام بما يملكونه من معلومات...
 
ما المقصود بهذا الكلام؟
الرئيس الحالي للجامعة الملكية المغربية لكرة القدم يبقى شخصا مثل أي شخص آخر، يتابع عمل الإدارة التقنية الوطنية جيدا، لكن عندما يسمع بانتقادات تأتي من هنا ومن هناك حول عمل هاته الإدارة، فإنه ومن أجل الشفافية والوضوح ارتأى أن يعين مكتبا دوليا لافتحاص عملنا، وهو أمر ذكي من جانبه... هو أمر لا يحزنني بتاتا أو يصدمني، بل بالعكس، لأنه وكما تعلمون عندما تشتغلون في مثل هذا العمل، يكون عقلك دائما مع المقود، وليس مع أي شيء آخر، وبالتالي فقد لا تجد الوقت أحيانا لتصحيح خلل ما كان يجب تصحيحه.

لحدود الآن، لم أتوصل بالتقرير عن هذا المكتب، لإمكانية معرفة أو إبداء الرأي بخصوص الأمور الإيجابية أو السلبية في عملنا... الشيء الوحيد الذي يمكنني قوله الآن، هو أنني أشتغل في ميدان التأطير والتدريب منذ 37 سنة، وأنا على رأس الإدارة التقنية الوطنية منذ خمس سنوات، وقد كنت محظوظا بأن يكون بجانبي شخص في قيمة جون بيير مورلان الفرنسي، الذي اشتغل هو الآخر في هذا الميدان لمدة 30 سنة، إذ أسسنا لبرنامج جديد لفائدة الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم، أعلم ومتأكد بأنه برنامج غاية في التماسك، وهو برنامج كان أساسه تكوين الأطر التي بإمكانها الاشتغال داخل الإدارة التقنية الوطنية والجامعة الملكية المغربية لكرة القدم، إدراكا منا لأهمية الأمر، ولكون أمر التوفر على منتخبات وطنية قوية لا يمكن أن نبلغه إلا بالحصول على كفاءات بشرية بمستوى عالي من التكوين. وفقا لهذا البرنامج، يمكنني أن أقول بأن مستوى التكوين صعد بشكل كبير في المغرب، إذ مررنا من 6 مراحل تكوينية إلى 13 مرحلة، وهو رقم كبير واستثنائي في الآن ذاته.
 
وماذا حدث بعد ذلك؟
بعد مرحلة التكوين، كان واجبا علينا أيضا توفير تلك الأرضية التي يمكن أن يجد فرصا للاشتغال بداخلها هؤلاء الشباب المكونون، وكما تعلمون في هذا الصدد، فإن العصب من قبل مجيئنا كانت تشتغل بالطريقة التي كانت ترغب بها، لكن مع دخول هذا البرنامج حيز التنفيذ، نفتخر بكون كل العصب الوطنية الآن صارت تعتمد برنامجا موحدا في التنقيب عن اللاعبين الشباب، وفي تكوين الأطر، وفي تطوير أساليب لعب الشباب...

عندما أرى الآن، أن مختلف العصب الوطنية، باتت تتفنن في اقتراح بطولات ودوريات للاعبين يبلغ سنهم عشر سنوات أو 11 أو 12 سنة، فإنني أعتبر هذا الأمر استثنائيا ورائعا، لم يسبق أن وجد في المغرب من ذي قبل، حيث كانت هناك بطولات فقط للصغار، الفتيان والشبان.

بغض النظر عن هذا الأمر، كان ضروريا الاشتغال على النخبة، والنخبة هنا لا تعني بالأساس مختلف المنتخبات الوطنية للفئات السنية، التي تبقى نتاجا للعمل الذي يتم على مستوى الأندية الوطنية، إذ تعني كذلك كل ما قمنا به على صعيد مواكبة هاته الأندية ومختلف مراكز تكوينها، وهنا الحديث عن أندية القسم الممتاز، وأندية القسم الثاني كذلك. قمنا أيضا بإنشاء برنامج دراسة ورياضة على صعيد الإدارة التقنية الوطنية، وهو برنامج للذكور والإناث أيضا، وذلك حتى نكون نموذجا بالنسبة للأندية المغربية التي ترغب في اتباع المنهاج نفسه.
 
هل يمكننا الحديث عن المنتخبات، على وجه الخصوص؟
نصل الآن إلى المنتخبات الوطنية، وهنا يمكن للجميع الحديث كيفما يشاؤون، لكن إن أردنا الحديث عن طريق الأرقام والحساب والإحصائيات، فإن الأمر سهل جدا، لأننا أدركنا عشرة إنجازات مهمة، وهنا لا بد من الإشارة إلى أنها ليست نتاجا لعمل لاركيط فقط، بل هي نتاج لعمل الإدارة التقنية الوطنية التي يوجد على رأسها فوزي لقجع، رئيس الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم، وبالتالي فالفضل يعود إليه...
 
كيف ذلك، هل من توضيح للأمر؟
بكل عجالة فإن هذه الإنجازات بعد ثلاث سنوات ونصف كاملة من العمل تتمثل في ما يلي: أولا، وصول المنتخب الوطني المغربي الأول إلى نهائيات كأس العالم لأول مرة منذ عشرين عاما، ثانيا، الوصول إلى الدور الثاني من نهائيات كأس أمم إفريقيا لأول مرة بعد 13 سنة خلال نسخة 2017 بالغابون، ثالثا، الوصول إلى نهائيات كأس أمم إفريقيا 2019 بمصر قبل الجولة الأخيرة من مسار التصفيات، في وقت كنا دائما ننتظر فيه آخر مباراة من أجل حسم ورقة التأهيل، رابعا، الفوز ببطولة إفريقيا للاعبين المحليين، الشان، في وقت كان الكثيرون في السابق ينتقدون اللاعب المحلي، لكن اليوم، صار للاعب المحلي المغربي شأن، بل وأصبح يصدر أيضا إلى الخارج.

عندما تتحدث عن الإدارة التقنية الوطنية، ما نعلمه هو أنها تهتم أساسا بمنتخبات الفئات السنية، عدا المنتخب الوطني الأول، وما أنتم بصدد ذكره يهم إنجازات المنتخب الأول؟
(يجيب مقاطعا)، سآتي لما تريده أيضا... أتكلم لأن منتخب المحليين هو أيضا تحت مسؤوليتنا... نعم لقد أصررت على جلبه للمنتخب المحلي، في وقت كان فيه العديدون غير مقتنعين، وفي نهاية المطاف، وجدت نفسي على حق عندما جلبته لأنني أؤمن بكفاءته وقيمته، وهناك العديدون من مثل سلامي بالمغرب، الذين بإمكانهم أن يجدوا مكانتهم داخل المنتخبات الوطنية.

أواصل على صعيد الإنجازات: الميدالية الذهبية في الألعاب الفرنكفونية، التي حصل عليها المنتخب الوطني للشبان، وهي ميدالية جاءت بعد الاستمرار في العمل مع منتخب أقل من 20 سنة الذي أقصي في سنة 2015 من تصفيات كأس أمم إفريقيا. الميدالية الذهبية في الألعاب الإفريقية للشباب مع منتخب أقل من 15 سنة العام الماضي بالجزائر، والتي جاءت نتاجا لاستمرارية عملنا مع المنتخب الوطني للصغار الذي حصل على كأس دانون في عام 2015 بمراكش. الحصول على الميدالية البرونزية في ألعاب البحر الأبيض المتوسط مع الراحل مصطفى مديح بتراغونا الإسبانية العام الماضي. التأهل إلى نهائيات كأس أمم إفريقيا للفتيان، والتي ستقام شهر أبريل المقبل بتانزانيا، أمام منتخبات شمال إفريقية من قبيل الجزائر، تونس وليبيا. توجنا بلقبين لكأس شمال إفريقيا، الأول خاص بفئة أقل من 17 سنة، والثاني خاص بفئة أقل من 15 سنة. التتويج بلقب كأس دانون بالمغرب عام 2015، والتي كانت تمرة للعمل الأولي الذي كنا قد بدأناه في مختلف العصب الوطنية.
 
ومع ذلك، فهناك كبوات أيضا. ما قولكم؟

صحيح أننا نريد دائما الأفضل، لكن إقصاءنا أمام موريتانيا في تصفيات كأس أمم إفريقيا للشبان الأخيرة، والتي تقام حاليا بالنيجر، لا يمكن أن تحجب علينا كل هاته النتائج الإيجابية التي أدركناها أيضا.

وصحيح أننا نريد التأهل أيضا مع منتخب الشبان إلى النهائيات القارية، وأيضا مع المنتخبات النسوية، والمنتخب الوطني الأولمبي، الذي يخوض قريبا مباراتين هامتين ذهابا وإيابا ضد الكونغو الديموقراطية، في إطار تصفيات كأس أمم إفريقيا لأقل من 23 سنة، والمؤدية إلى نهائيات الألعاب الأولمبية المقبلة باليابان العام المقبل، وفي حال تجاوزه لهذا الدور، سيلعب دورا آخر قبل الوصول إلى نهائيات مصر.

هناك تخوف من ألا تكون هذه النتائج مستمرة، ومتواصلة، فما رأيكم؟
نعم، ولهذا، فاليوم تحذونا رغبة لإدراك نتائج إيجابية على المدى الطويل، إذ أنه لا يجب أن تكون النتائج التي أدركناها إلى غاية الآن، نتائج ظرفية فقط. هنا يجب أن أفتح قوسا، لأقول إن بعض المنتخبات الوطنية الأخرى لم تقدر على إدراك النتائج إلا بعد 10 أو 12 سنة من العمل الشاق، غير أنه في المغرب، نأتي ونطالب الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم والإدارة التقنية الوطنية بالوصول إلى النتائج وكل الألقاب في ظرف لا يتعدى ثلاث أو أربع سنوات. هذا أمر مستحيل. يجب أن نبني للمستقبل أيضا...

أعتقد أن الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم أصبحت تتوفر اليوم على أسس وركائز، وإذا ما كنا نريد عبور الحواجز فإنه علينا أن نهتم بأمر واحد في الوقت الراهن لا غير وليس 36 أمرا، آلا وهو الموارد البشرية ذات الكفاءة العالية...

كيف ذلك؟
اليوم، الإدارة التقنية الوطنية في حاجة ماسة إلى موارد بشرية من المستوى الرفيع، ونعلم جيدا أننا نتوفر عليها هنا بالمغرب... فعلا لقد حددنا هاته الكفاءات الموجودة هنا بالمغرب، كما أن هناك موارد بشرية مغربية مهمة بالخارج بالإمكان أن تعود إلى أرض الوطن لمساعدتنا، بغض النظر عن تلك الكفاءات الأخرى التي من الممكن أن تظل في الخارج وتساعدنا أيضا من هناك. فللوصول إلى النتائج على المدى الطويل لابد من هاته الكفاءات والموارد البشرية، التي بإمكانها أن تسعد المغاربة بالنتائج المستقبلية، وتسعد كل المكونات المتداخلة في اللعبة بالمغرب من مسييرين، لاعبين، صحافة، جمهور وغير ذلك...

15/02/2019 على الساعة 17h32 le360

الرسالة الإخبارية

ادخل باريدك الإلكتروني للتوصل بأخر الأخبار le360