استمارة البحث

مباشر
مدرب كندا
© حقوق النشر : Dr

مونديال قطر يكمل التحوّل التاريخي للمنتخب الكندي

14/11/2022 Le360 / وكالات على الساعة 15h32

تتطلع كندا في مشاركتها الثانية بنهائيات كأس العالم، بعد مونديال المكسيك 1986، إلى تحقيق نتائج لافتة رغم أن قرعة المونديال وضعت المنتخب الكندي في مجموعة يصنفها الملاحظون بأنها قوية وصعبة، وذلك قبل استضافتها مونديال 2026 في تنظيم ثلاثي مشترك مع الولايات المتحدة والمكسيك.

كان واضحا لأي شخص رأى المنتخب الكندي المضيف في كأس العالم للسيدات عام 2015، أن هناك شيئا مختلفا بشأن المدرب جون هيردمان الذي، وبحماسه الهائل وقميصه الأبيض الضيق، ظهر أنه ليس مشابها على الإطلاق لأي مدرب في منصب الإشراف على فريق للسيدات.

ويفضّل المدرّبون الذكور في فرق السيدات ارتداء الملابس الرياضية لإظهار علامات قيادة في غرف الملابس، لكن هذا التوجه لم يعن الكثير لرجل جذب الكثير من الاهتمام في لعبة السيدات.

ومن الواضح أن الإنجليزي هيردمان كان واثقا بما فيه الكفاية بالعلاقة التي تربطه بفريقه، لدرجة أنه لم يكن يخشى أي انتقادات قد تستهدفه.

هيردمان لعب دورا كبيرا في إقناع العديد من اللاعبين الذين يحملون الجنسية المزدوجة باختيار الدفاع عن منتخب كندا

ولم يكن مفاجئا أن يستغل الإنجليزي الذي صنع اسمه كمدرب لمنتخب السيدات النيوزيلندي بين 2006 و2011، شهرته الجديدة في كندا من أجل محاولة الانتقال إلى وظيفة أكبر في لعبة السيدات.

في الواقع، عُرضت عليه فرصة العودة إلى وطنه وتولي مهمة الإشراف على المنتخب الوطني للسيدات. وكان يتمنى بالتأكيد لو حصل على منصب في أحد الأندية الإنجليزية الكبرى التي بدأت تولي اهتماما كبيرا بالكرة النسائية، لكن ذلك لم يحصل لتتحقق المفاجأة عام 2018 بمغادرته المنتخب الكندي الذي قاده إلى ميداليتين برونزيتين أولمبيتين من أجل تولي قيادة فريق الرجال.

هذا التحوّل المفاجئ جعل قائدة المنتخب الكندي كريستين سينكلير “عاجزة عن الكلام”، مثيرا العديد من التساؤلات والشكوك بقدرته على الارتقاء إلى مستوى المسؤولية، لكن عندما سلط أمين عام الاتحاد الكندي للعبة بيتر مونتوبولي الضوء على “أخلاقيات العمل” لدى هيردمان و”شغفه وتحضيراته واهتمامه بالتفاصيل” باعتبارها العنصر الأساسي خلف التعاقد معه، فلم يكن باستطاعة أحد الجدل في هذه المزايا.

لم يسبق لأي مدرب أن قاد منتخبا نسائيا إلى نهائيات كأس العالم ومن بعده منتخبا للرجال، لكن هيردمان لم يهدر الكثير من الوقت في إعلان نواياه ورغبته بتأهيل كندا إلى مونديال قطر 2022، على رغم سجل كندا الطويل من الإخفاقات في تصفيات منطقة كونكاكاف.

لكن هيردمان فاجأ المشكّكين ونجح في تحقيق الإنجاز وتصدّر ترتيب مجموعة كونكاكاف أمام العملاقين المكسيكي والأميركي، بعد الفوز بثماني مباريات، مقابل أربعة تعادلات وهزيمتين.

ووصول المنتخب الكندي إلى هذا الإنجاز شكّل مفاجأة لصاحب سجل متواضع لم يفز في تاريخه بأي شيء سوى الكأس الذهبية عامي 1985 و2000.

لا يتذكّر الكثير من الناس أنه لعب في مونديال 1986، باستثناء الفرنسيين ربما لأن هدف جان بيار بابان في الجولة الأولى مهّد الطريق أمام “الديوك” من أجل الوصول إلى ثمن النهائي في طريقهم إلى دور الأربعة حيث انتهى المشوار أمام ألمانيا الغربية 0-2.

وحده القائد ولاعب الوسط أتيبا هاتشينسون عاش في تلك هذه الحقبة، رغم أنه كان في الثالثة من عمره فقط ولا يتذكر بالتأكيد المشاركة الوحيدة لبلاده في النهائيات العالمية وخسارتها لمبارياتها الثلاث ضد فرنسا (0-1) ثم المجر (0-2) والاتحاد السوفييتي (0-2).

وفي بداية عهد الإنجليزي البالغ 47 عاما، كانت كندا تقبع في المركز الرابع والتسعين في تصنيف فيفا، لكن بعد أربعة أعوام وجدت نفسها في مارس الماضي في المركز الثالث والثلاثين، في أعلى تصنيف في تاريخها (تحتل المركز 41 حاليا).

وبعد فوز رائع على الولايات المتحدة 2-0 في يناير ضمن الجولة العاشرة من التصفيات، قال هيردمان إنها “المرة الأولى التي شعرت فيها بأني أعيش في بلد كرة قدم”، موحدا البلاد خلف الفريق و”هذا ما حلمنا به، أن نجعل الناس متحمسين”.

تغيير اللعبة
مجموعة هيردمان تفرح قلوب مشجعيها
مجموعة هيردمان تسعد قلوب مشجعيها
رأى أن المنتخب الحالي جعل الناس يرتدون قميص كندا بفخر عوضا عن ارتداء قمصان منتخبات مثل “إيطاليا أو صربيا أو اليونان”، نظرا إلى جذورهم.

وفي مقابلة أجراها أخيرا مع صحيفة تايمز، قال هيردمان “لقد أثبتت للناس أنهم مخطئون طوال حياتي. لكنني لا أريد أن يكون الأمر متعلقا بي، بل أريده أن يكون متعلقا بهذه المجموعة من الرجال الذين سيغيّرون الرياضة الأبد في بلدنا إلى الأبد”.

من بين هؤلاء الرجال هناك الجناح / الظهير ألفونسو ديفيس الذي نقل نجاحه على مستوى النادي مع بايرن ميونخ الألماني إلى المنتخب الوطني، مثبتا أيضا أنه مصدر إلهام للاعبين الآخرين في فريق يضم أيضا المتألق الآخر في الساحة الأوروبية جوناثان ديفيد الذي وعلى غرار العديد من الأعضاء الرئيسيين في الفريق، ينحدر من أصول مهاجرة.

ولعب هيردمان دورا كبيرا في إقناع العديد من اللاعبين الذين يحملون الجنسية المزدوجة باختيار الدفاع عن ألوان المنتخب الكندي، لكنه يأمل أيضا في أن تُقنع كأس العالم النسيج المجتمعي المتنوع في كندا باحتضان المنتخب الوطني.

وقال في هذا الصدد “لقد خاضوا نهائيات كأس العالم مرة واحدة حين كان هناك في وسط مدينة تورونتو إيطاليا صغيرة وكرواتيا صغيرة وألمانيا صغيرة (أحياء المهاجرين). لكننا الآن نرى المزيد من القمصان الكندية في الشارع”.

14/11/2022 على الساعة 15h32 Le360 / وكالات

الرسالة الإخبارية

ادخل باريدك الإلكتروني للتوصل بأخر الأخبار le360