استمارة البحث

مباشر
درار
© حقوق النشر : Dr

مقال رأي.. أنور خليل يكتب للمنتخب "كل ما أقولو آه يقولي هو لاء "

06/07/2019 le360 على الساعة 17h00 | تحديث 06/07/2019 على الساعة 19h12

ودع المنتخب الوطني المغربي، بطولة كأس أمم أفريقيا بعد الهزيمة أمام منتخب بنين بضربات الترجيح بنتيجة 4- 1 بعد أن انتهى وقت المباراة الأصلي والإضافي بالتعادل الإيجابي بهدف لمثله .

وفيما يلي رسالة إلى فريقنا الوطني الذي لو لم يخسر ، لما نجحتُ في كتابة هذه القصة
ــــــــــــ

منذ العاشرة صباحا وعبد الصبور يبحث عن عشرة دراهم تكفيه ليتابع مقابلة المنتخب الوطني بكرامة في مقهى الأمل، المقهى الوحيد الذي يتمتع صاحبه بالروح الرياضية بالإضافة إلى الجزيرة الرياضية، لم يجد عبد الصبور أحدا يقرضه هذا المبلغ، فاضطر إلى رهن "الكارط ميموار" الموجودة بهاتفه المحمول عند محل لبيع الهواتف النقالة، فهو لم يقدر على بيعها وفراقها لأنها محملة بالكثير من الأغاني الوطنية التي كان يحفظها ليرددها في الشارع بعد تأهل المنتخب، ووعد صاحب المحل باسترجاعها في حالة فوز المنتخب لأنه "مزايد مع واحد صاحبو على خمسين درهم وتعكيرة .

ذهب عبد الصبور إلى المقهى باكرا، وجلس أمام التلفاز، ثم طلب لأول مرة حليبا باردا ليحافظ به على برودة أعصابه، وليتيمن بلونه الأبيض لعل حظ الأسود يكون أبيض أيضا في هاته المقابلة المصيرية...بعد قليل جاء صديقه اللي مزايد معاه، وجلس أمامه، وبأعلى صوته طلب قهوة كحلة وتكون قاسحة مزيان، ثم التفت إلى عبد الصبور وقال له متهكما: "والله مانطفروه، غير وجد خمسين درهم ودوك الشنيفات لشي تعكيرة هي هاديك"، نظر إليه عبد الصبور وأمره بالصمت، وبأن لا يسبق الأحداث قبل نهاية المقابلة، لكن صديقه كان متيقنا بأن المنتخب "والله مايدير شي لعبة".

... تجاهل عبد الصبور صديقه وأكمل المقابلة منتظرا فوز المنتخب، ليفوز هو أيضا بخمسين درهما ويسترد بها "الكارط ميموار" اللي بقات عند مول التلفونات، لكن الحظ لم يسعف لا المنتخب ولا عبد الصبور الذي نهض من مكانه في حالة غضب هيستيرية، وكاد يسقط بعد أن "عكّلته رجل الطابلة"، فشتم "رجل الطابلة" وأرجل اللاعبين أيضا، وانتقل إلى المدرب وإلى جامعة الكرة، ومن ثمة إلى هاد العيشة الكحلة اللي عايشينها فهاد البلاد ، أما صديقه فقد تبعه بعد خروجه من المقهى ضاحكا وهو يحك يديه، "يالاه أخويا عبد الصبور حك جنابك وطلع الخمسين درهم ، والله يسامح فالتعكيرة، حيث راحنا كلنا فهاد البلاد معكرين ، لكن بال عبد الصبور كان مشغولا يفكر فقط في طريقة يسترجع بها "الكارط ميموار" التي قرر بعد هذا الإقصاء أن يمسح منها جميع الأغاني المشجعة للمنتخب، ويعوضها بأغنية وحيدة للمغنية المصرية روبي، التي تقول: " كل ما أقولو آه، يقولي هو لاء ".

بقلم : أنور خليل

06/07/2019 على الساعة 17h00 le360

الرسالة الإخبارية

ادخل باريدك الإلكتروني للتوصل بأخر الأخبار le360