وأكدت قوائم المنتخبات الوطنية خلال فترة التوقف الدولية الحالية، فشل ناديي الرجاء والوداد الرياضي، اللذان يُعتبران قاطرة الكرة الوطنية، ومعهما جل الأندية الوطنية، في تكوين لاعبين قادرين على حمل القميص الوطني.
وبات مسؤولو الوداد والرجاء الرياضيين، خلال الفترة الأخيرة يولون اهتماما كبيرا للفريق الأول، وإهمال باقي الفئات العمرية، من خلال البحث عن اللاعب الجاهز في كل المراكز دون اسثتناء، علما أن تعاقداتها تبقى في غالب الأحيان دون التطلعات، واستنزفت ميزانياتها في كثرة النزاعات محليا ودوليا .
ورغم حديث مسؤولي الفريقين عن سياسة التكوين في كل مناسبة وحين، غير أن خلو قائمة الفئات العمرية للمنتخبات الوطنية من لاعبي الفريقين الأحمر والأخضر، يدل على افتقاد الرجاء والوداد معا رؤية واضحة بهذا الخصوص، طالما أنهما مازالا يفكران بعقلية ضيقة ،ويسعيان لتحقيق النتائج الآنية من خلال البحث عن اللاعب الجاهز تحت وطأة الضغط الجماهيري الساعي للوصول لمنصات التتويج ولو على حساب مدرسة النادي .
وبات ناديا الرجاء والوداد ومعهما جل الأندية الوطنية مطالبة بمراجعة سياسة التكوين داخل أسوار ناديها، باعتبارها مصدر قوة ونواة لكل تقدم، من خلال انتقاء الأطر التقنية الكفأة التي يُمكنها تدبير شؤون الفئات العمرية وفق طرق بيداغوجية واحترافية ومعقلنة، عوضا عن سياسة إرضاء بعض اللاعبين القدامى، وإعطائهم مهمة الاشراف على بعض الفئات العمرية ، رغم عدم توفرهم على شهادات تدريب تؤهلهم لهذه المهة .
وبالرغم أن الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم، رصدت أموالًا مهمة ووضعت استراتيجية للنهوض بالفئات العمرية للأندية الوطنية، وأيضا تنظيم دورات تكوينية متطورة كتلك المعمول بها في مراكز التكوين العالمية، غير أنه للاسف واقع الحال يؤكد أن الأهداف المسطرة لم تحقق بعد، وأن هذا المشروع يحتاج لطاقات تحسن التدبير على المستوى المتوسط والبعيد، بدل مسؤولين يبحثون عن نتائج "وهمية" نهاية كل أسبوع .
