في ضواحي العاصمة لندن وعلى بعد 46 كلم فقط، يحط أرسنال الرحال في مدينة لوتون لمواجهة فريقها المحلي الوافد حديثا الى دوري النخبة والسابع عشر في الدوري، في مهمة الحفاظ على الصدارة التي عزّزها بفارق نقطتين عن مطارده المباشر الجديد ليفربول، فيما تراجع حامل اللقب الى المركز الثالث بسقوطه في فخ التعادل أمام النادي اللندني الآخر توتنهام 3-3.
ويبلي "المدفعجية" بلاءً حسناً في المراحل الثلاث الأخيرة عبر علامة كاملة خوّلتهم تربع الصدارة، علما أنهم حققوا الفوز خمس مرات متتالية في مختلف المسابقات، بينها مرتان في مسابقة دوري أبطال أوروبا حيث بلغوا ثمن النهائي، وتحديداً منذ السقوط الجدلي أمام نيوكاسل 0-1 في المرحلة الحادية عشرة.
وقال مدرّبهم الإسباني ميكل أرتيتا عقب الفوز على ولفرهامبتون (2-1) السبت "لا يسعني إلا أن أهنئ اللاعبين، لقد قدّموا أداءً ممتازًا أمام فريق جيد حقًا. لقد صنعنا العديد من الفرص، دون أن نسمح لهم بخلق أي فرص تقريباً. كان يجب أن تكون النتيجة مختلفة، لم يحالفنا الحظ بالتسديد في القائمين مرّتين أو ثلاث مرات".
ويدرك وصيف بطل الموسم الماضي أهمية النقاط الثلاث أمام لوتون خصوصاً وأنه تنتظره ثلاث مباريات قوية في المراحل المقبلة أمام أستون فيلا وبرايتون وليفربول الذي يخوض بدوره اختباراً سهلاً نسبياً أمام الوافد الجديد الآخر شيفيلد يونايتد متذيّل الترتيب.
وأفلت ليفربول بأعجوبة من فخّ ضيفه فولهام الأحد عندما قلب تخلّفه 2-3 قبل 10 دقائق من النهاية الى فوز مجنون 4-3.
وعلّق مدرّبه الالماني يورغن كلوب عقب المباراة قائلا لشبكة "سكاي سبورتس" البريطانية "لا أعتقد أني رأيت في حياتي مباراة بهذا الكمّ من الأهداف الجميلة. لكن لأننا كنا أغبياء بعض الشيء، كنا قريبين من خسارتها..."، معتبراً أن "كرة القدم تُحسم بالتفاصيل. كنا جيدين حقاً في المباراة وقمننا بالكثير من الأشياء الجيدة لكن النتيجة كانت 2-2 بعد انتهاء الشوط الأول وبطريقة مستحقة (لفولهام)".
- سيتي في فترة انعدام وزن -
في المقابل، يخوض مانشستر سيتي اختباراً لا يخلو من صعوبة أمام مضيفه أستون فيلا الرابع بفارق نقطة خلف رجال المدرب الاسباني بيب غوارديولا.
وهو الاختبار الصعب الرابع توالياً لسيتي الذي يمني النفس باستعادة نغمة الانتصارات وفك نحس تعادلات كلّفته خسارة ست نقاط وبالتالي التنازل عن الصدارة لصالح وصيفه أرسنال.
وسقط مانشستر سيتي في فخ التعادل أمام ضيفيه ليفربول 1-1 وتوتنهام 3-3 ومضيفه تشلسي 4-4.
وما يزيد صعوبة مهمة سيتي أنه سيخوض مواجهة الأربعاء في غياب لاعب وسطه الدولي الاسباني رودري وجناحه الدولي جاك غريليش بسبب الايقاف.
وإذا كان غوارديولا يملك البدائل في مركز الجناح بتواجد البلجيكي جيريمي دوكو وفيل فودن، فإنه سيواجه صعوبة لا محالة لتعويض غياب مواطنه رودري.
وظهر الغياب المؤثر لرودري على تشكيلة سيتي عندما أوقف لثلاث مباريات بسبب طرده أمام نوتنغهام فوريست في المرحلة السادسة في 23 شتنبر الماضي، حيث خسر الفريق جميع المباريات الثلاث أمام وولفرهامبتون (1-2) ونيوكاسل (0-1 في مسابقة كأس الرابطة) وأرسنال (0-1).
وأسال تعثر سيتي امام توتنهام الكثير من المداد، خصوصاً قرار حكم المباراة سايمون هوبر بعدم إتاحة الفرصة لهجمة مرتدة كان غريليش على وشك الانفراد بحارس مرمى توتنهام الدولي الايطالي غولييلمو فيكاريو في الوقت بدل الضائع في الدقيقة الرابعة قبل الاخيرة من الوقت بدل الضائع والعودة الى احتساب خطأ في منتصف الملعب بحق المهاجم الدولي النروجي إرلينغ هالاند.
وغضب الهدّاف الشاب من قرار الحكم على ارضية الملعب وواصل احتجاجاته بعد المباراة، بنشره مقطع فيديو للحادثة على موقع إكس (تويتر سابقاً) مع تعليق من ثلاثة أحرف يرمز إلى تعبير عامي مسيئ (ما هذا بحق الجحيم)، ما قد يعرّضه الى اجراءات تأديبية محتملة من رابطة الدوري.
في المقابل، رفض مدربه غوارديولا التعليق على قرار الحكم عندما سُئل عن الموضوع، قائلاً "السؤال التالي..."، مشيرا الى انه لا يريد القيام بـ"تصريح ميكل أرتيتا"، في إشارة إلى غضب مواطنه مدرّب أرسنال بعد قرار خاطئ بحق "المدفعجية" في مباراة نيوكاسل كلّفه خسارة فريقه الوحيدة هذا الموسم.
وتبرز الأربعاء أيضا قمة الجريحين مانشستر يونايتد وضيفه تشلسي.
وعاد مانشستر يونايتد بقيادة مدربه الهولندي إريك تن هاغ الى سكة الهزائم بعد ثلاثة انتصارات متتالية عندما سقط امام مضيفه نيوكاسل 0-1 السبت، فيما استعاد تشلسي ومدربه الارجنتيني ماوريسيو بوكيتينو نغمة الفوز بتغلبه وبعشرة لاعبين على ضيفه برايتون 3-2 الأحد.
ويحل نيوكاسل العائد بقوّة ضيفاً على إيفرتون المعاقب بحسم 10 نقاط من رصيده بسبب خرقه القواعد المالية، في مواجهة مهمة بالنسبة الى الفريقين الخميس، فيما يلتقي توتنهام مع جاره وست هام في اليوم ذاته في ختام المرحلة.