جامعة "أحيزون" ..أسفل من الحضيض

Dr

عندما كان الراحل محمد نودير، الرئيس الأسبق للجامعة الملكية المغربية لألعاب القوى، يُسأل عن سر الإنجازات التي راكمها في فترة رئاسته، ولاسيما منها الفوز بذهبيتين أولمبيتين في دورة لوس أنجليس الأمريكية لسنة 1984، بفضل نوال المتوكل وسعيد عويطة، كان يتحدث عن العمل الجاد لأناس عارفين بأم الرياضات.

في 12/08/2024 على الساعة 16:30

فرغم أن ميزانية الجامعة لم تتعد، حينها، 60 مليون سنتيم، إلا أن النتائج كانت كبيرة، ولم يقتصر الأمر على الفوز بالميداليات، والحضور القوي في بطولة العالم (انطلاقا من نحاسية سعيد عويطة بهيلسينكي سنة 1983)، وفي الألعاب الأولمبية، بل كان التميز في وجود العدائين والعداءات، الذين يمثلون المغرب، في أغلب سباقات المسافات المتوسطة وشبه الطويلة والطويلة، مثل سباقات 800 متر و1500 متر و5000 و10 آلاف متر، وكذلك الماراطون.

هذا لم يقع مع عبد السلام أحيزون، الذي تسلم رئاسة الجامعة الملكية المغربية سنة 2006، ووضعت الدولة رهن إشارته ميزانية ضخمة بملايين الدراهم، ووقعت معه اتفاقية بملايير السنتيمات، وجهزت له عشرات المضامير، في عدد من المدن، حيث يوجد عداؤون أبطال محتملون، وأنشأت له مركزا دوليا لإعداد رياضيي ألعاب القوى في مدينة إفران، كما أنه وجد تاريخا عريقا وكبيرا من الإنجازات المهمة، وعددا من الأبطال يمكنهم المساعدة في المضي قدما بأم الرياضات.

ولو أن أحيزون، الذي وعد بالكثير من الأشياء دون أن يحققها، جاء بعدائين وعداءات عمرهم سنة واحدة فقط، إلى معهد ألعاب القوى بالرباط، ثم أخضعهم للتكوين على مدى 16 سنة، لكان المغرب يملك اليوم مئات من الأبطال يقبلون على حمل القميص الوطني، وتمثيل بلادنا في أكبر المنتديات الجهوية والقارية والعالمية. وهو ما لم يحدث، ويبدو أنه بعيد المنال، على اعتبار الأخطاء التي وقع فيها الرجل، وتكررت كثيرا، حتى أصبحت هي القاعدة في تدبير شؤون ألعاب القوى المغربية.

بالنسبة إلى الذين يدافعون عن الحصيلة الهزيلة لأحيزون، فهم يقدمون البطل سفيان البقالي نموذجا، باعتبار فوزه بالميدالية الذهبية الأولمبية لأولمبياد باريس، غير أنهم لا يقولون إن هذا البطل تم تكوينه بمجهودات ذاتية، بعيدا عن الجامعة، إلى أن اتضح بأنه سيصبح منقذا، ويغطي بشجرته غابة الفشل الذريع لأم الرياضات على عهد الرئيس الحالي.

والدليل على صحة هذا الكلام أن المغرب، الذي ظل يوجد مع كبار إفريقيا في البطولات، فشل في التواجد بنهائي 1500 متر رجال الذي يحمل رقمه القياسي البطل العالمي هشام الكروج و الذي يعتبر أيضا التخصص الذي منح المغرب أكبر عدد ميداليات في تاريخه (4 : ذهبية و فضيتين و نحاسية)وأيضا نهائي 5000 متر بنفس العدد ، أكبر دليل على تقهقر ألعاب القوى المغربية في عهد أحيزون .

في 12/08/2024 على الساعة 16:30