ودخل االبقالي السباق بصفته حامل اللقب في نسختي يوجين 2022 وبودابست 2023، وكمتوج بذهبية أولمبياد طوكيو 2021، لم يتمكن من الحفاظ على صدارته العالمية، حيث خسر في الأمتار الأخيرة لصالح النيوزيلندي جوردي بيـميش، الذي حسم الصراع القوي في خط النهاية بزمن 8:33.88 دقائق، مقابل 8:33.95 للبقالي، في حين حل الكيني إدموند سيريم ثالثًا بتوقيت 8:34.56.
ورغم الأداء القتالي الذي قدمه البقالي حتى اللحظات الأخيرة، إلا أن فشله في التتويج للمرة الثالثة على التوالي يُعد نهاية لسلسلة ذهبية استمرت منذ 2021، والتي جعلت منه أحد أبرز الأسماء في تاريخ سباق الموانع على المستوى العالمي.
أ.ف.ب
وتحمل هذه الخسارة بعدًا رمزيًا يتجاوز مجرد فقدان ميدالية، إذ إنها تُبرز هشاشة البنية التنافسية للرياضة المغربية في ألعاب القوى، التي تعتمد بشكل كبير على نجم واحد ظل لسنوات يحمل لواء التألق في المحافل الدولية، وكان الشجرة التي يختبئ وراها المسيرون الفشلة الذين أوصلو أم الرياضات إلى مستوى أصبح الحضيض سماءا لها.
ورغم هذا السقوط، يظل مسار سفيان البقالي استثنائيًا بكل المقاييس، فهو بطل عالمي مرتين، ومتوج بالذهب الأولمبي، وواحد من القلائل الذين تمكنوا من كسر الهيمنة الكينية على السباق، كما استطاع فرض اسمه في سجل عظماء الموانع، بحنكة تكتيكية وقدرات بدنية نادرة.
في سن التاسعة والعشرين، لا يزال أمام البقالي متسع من الزمن لاستعادة توازنه ومواصلة التحدي على أعلى مستوى، خصوصًا وأن الرهان المقبل سيكون أولمبياد لوس أنجلوس 2028، حيث يأمل في مواصلة كتابة التاريخ.
وفي الوقت الذي يُعد فيه هذا السقوط مؤلمًا للجماهير المغربية، إلا أنه يُسلّط الضوء على الحاجة الملحة لإعادة بناء منظومة ألعاب القوى الوطنية، التي تتطلب أكثر من بطل فردي لضمان الاستمرارية والمنافسة على الساحة العالمية.
يذكر أن الكيني إديموند حل في المركز الثالث، والإثيوبي صامويل فايروو رابعا، ثم المغربي صلاح الدين بن يزيد خامسا، فالإثيوبي جيرمي غيرما، وصيف بطل العالم 2019 و2022 و2023، ووصيف بطل الأولمبياد سنة 2021، الذي جاء المركز السادس.
