كان جواو أراوجو، المقيم في مدينة سانتوس الساحلية بالقرب من ساو باولو في جنوب-شرق البرازيل، مصفّف شعر بيليه لمدة ستين عاماً، حتى وفاة أسطورة كرة القدم الخميس عن 82 عاماً.
يكشف الرجل ذو الشعر الأبيض "لقد فقدنا رمزاً كبيراً، هذه خسارة كبيرة للبرازيل والعام بأسره. وأنا خسرت زبوناً رائعاً وصديقاً كبيراً".
بعمر الرابعة والثمانين لا يزال يستخدم المقص ببراعة، ويمنح اللمسة الأخيرة لقصّة شعر مراهق يرتدي قميص نادي سانتوس حيث سطّر بيليه انجازات تاريخية بين 1956 و1974.
في اليوم التالي لوفاة بيليه، اصبح صالون الشعر الخاص به بمثابة متحف تحجّ اليه الجماهير، على بعد أمتار من استاد فيلا بلميرو، حيث ستسهر على جثمان بطل العالم ثلاث مرات يومي الإثنين والثلاثاء.
تبرز على الجهة الأمامية لوحة سوداء بأحرف بيضاء كُتب عليها "مصفّف شعر بيليه، وأنتم أيضاً".
بين الامشاط والمقصات، يُمكن رؤية العديد من صور لاعب كرة القدم الذي يعتبره كثر الأعظم في تاريخ المستديرة.
بعض الصور تظهره في خضم التنافس، في ارض الملعب، وأخرى أكثر حميمية تؤكد الصداقة بين "الملك" وحلاقه. احدى تلك الصور، بالأسود والابيض، تظهرهما في سن يافعة. وفي صورة أخرى، يبدوان قريبين من سن الشيخوخة.
- أكثر من ألف قصّة -
دامت هذه الصداقة نحو 66 سنة. عندما كان بعمر السادسة عشرة، أراد بيليه تغيير مظهره. وجد المصفّف المثالي: مشجع لنادي سانتوس، ومثله من مواليد الولاية الجارة ميناس جيرايس.
يشرح المصفّف الذي كان يعمل في الصالون عينه في تلك الحقبة "اتذكّره عندما وصل، كان يافعاً، وكنا نعتقد انه لاعب جيّد، لكن ليس ملكاً".
خرج إدسون أرانتيس دو ناسيمنتو من موعده الأول في صالون ديدي بقصة تميزت بحلق الشعر على الجانبين لازمته طوال بداية مسيرته، خصوصاً مع احراز أول لقبين عالميين في 1958 و1962.
يكشف ديدي الذي يؤكّد انه قصّ شعر النجم البرازيلي الراحل أكثر من ألف مرّة، تقريباً على غرار 1283 هدفاً سجلها خلال مسيرته الزاخرة "أعجبته كثيراً، ومذذاك الوقت، كنت أنا من قصّ شعره حتى وفاته".
بعد تدهور حالته الصحية بسبب المرض والنكسات المتلاحقة، كان ديدي يزوره في المدينة المجاورة غواروجا.
المرّة الأخيرة كانت العام الماضي، قبل قليل من اكتشاف سرطان القولون الذي ادى الى نهاية قصة المهاجم الفذ السابق، في شتنبر 2021 "أتيت في كل مرّة اتصل بي، لكن في نهاية المطاف لم يكن على ما يرام فتوقفت عن زيارته".
يجد ديدي صعوبة في اخفاء حزنه لخسارة زبون وصديق وفي، كان يتقاضى منه تسعيرة 40 ريالاً كأي زبون آخر، أي ما يعادل سبع دولارات ونصف تقريباً.