هذا التوسع في عدد المنتخبات فتح آفاقًا جديدة أمام منتخبات عديدة لم يسبق لها الظهور في المونديال، كما رفع من حدة الصراع في التصفيات، خاصة في القارات التي حصلت على مقاعد إضافية ضمن النظام الجديد المعتمد من طرف الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا).
في قارة آسيا، شهدت التصفيات تأهل منتخبات ذات تقاليد كروية مثل اليابان، كوريا الجنوبية، إيران وأستراليا، إلى جانب المفاجأة الكبيرة التي صنعتها الأردن وأوزبكستان، بعدما ضمِنتا تأهلهما للمرة الأولى، مما يعكس تطور الكرة في غرب ووسط آسيا.
أما في قارة أمريكا الجنوبية، فقد نجحت أسماء كبرى مثل الأرجنتين والبرازيل والأوروغواي وكولومبيا في تأمين عبورها المبكر، فيما لا تزال منتخبات أخرى تنافس على المقاعد المتبقية في واحدة من أصعب التصفيات عالميًا.
وفي القارة الإفريقية، بدأت ملامح التأهل تتضح، حيث ضمن منتخبنا الوطني المغربي وتونس تواجدهما في النهائيات، بينما لا تزال المنافسة مفتوحة بين بقية المنتخبات على المقاعد التسعة المخصصة للقارة، في انتظار الجولات الحاسمة المقبلة التي قد تحمل مفاجآت من العيار الثقيل.
قارة أوقيانيا بدورها ضمنت تأهل منتخب نيوزيلندا، فيما تخوض كاليدونيا الجديدة غمار الملحق العالمي على أمل الظفر بإحدى البطاقتين المتبقيتين.
في إطار التحولات الكبرى التي يشهدها كأس العالم 2026، يعتمد الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا) نظامًا جديدًا كليًا لتوزيع المقاعد بين القارات، يهدف إلى ضمان تمثيل أوسع وأكثر عدالة لمختلف مناطق العالم، خاصة بعد رفع عدد المنتخبات المشاركة من 32 إلى 48.
ووفق هذا التوزيع الجديد، حضيت القارة الآسيوية بثمانية مقاعد، بينما حصلت القارة الإفريقية على تسعة، في حين منحت قارة أمريكا الجنوبية ستة مقاعد، وهو نفس عدد المقاعد التي خُصصت لأمريكا الشمالية والوسطى والكاريبي (الكونكاكاف)، مع احتساب الدول الثلاث المستضيفة: الولايات المتحدة، كندا، والمكسيك ضمن هذا التوزيع.
أما قارة أوقيانيا، التي لطالما عانت من ضعف التمثيل، فقد حظيت لأول مرة بمقعد مباشر، في حين وُزعت ستة عشر مقعدًا على قارة أوروبا، كما جرت العادة بحكم وزنها التاريخي في البطولة.
ورغم اكتمال 46 مقعدًا بهذا التوزيع، فإن المقعدين المتبقيين سيُحسمان من خلال بطولة فاصلة تُقام قبيل انطلاق النهائيات، بمشاركة ستة منتخبات من قارات مختلفة، سيتأهل منها منتخبان فقط لاستكمال العدد الإجمالي للمنتخبات المشاركة.
وفي ما يخص نظام البطولة، فستُقام النهائيات لأول مرة بتقسيم المنتخبات إلى 12 مجموعة، تضم كل واحدة أربعة فرق.
ووفق هذا الشكل الجديد، سيتأهل إلى الدور الثاني أو ما يُعرف بدور الـ32، كل من صاحب المركز الأول والثاني في كل مجموعة، بالإضافة إلى أفضل ثمانية منتخبات احتلت المركز الثالث، بناءً على الترتيب العام.
ويُتوقع أن يُسهم هذا النظام في رفع عدد المباريات التنافسية وزيادة الإثارة في كل جولة من دور المجموعات، فضلًا عن منحه فرصًا إضافية للمنتخبات متوسطة المستوى من أجل تحقيق التأهل ومقارعة الكبار، في واحدة من أكثر نسخ المونديال انفتاحًا وتنوعًا على الإطلاق.
وعلى مستوى البنية التحتية والاستضافة، ستُقام مباريات كأس العالم 2026 على أراضي ثلاث دول، موزعة على ست عشرة مدينة كبرى.
حيث تحتضن الولايات المتحدة النصيب الأكبر من الملاعب، عبر 11 مدينة تشمل نيويورك، لوس أنجليس، ميامي، دالاس، بوسطن، سياتل، هيوستن، فيلادلفيا، أتلانتا، كنساس سيتي وسان فرانسيسكو. أما المكسيك، فستشارك بثلاث مدن هي مكسيكو سيتي، مونتيري، وغوادالاخارا، في حين سيكون لكندا حضور من خلال مدينتين بارزتين هما فانكوفر وتورونتو.
وبهذا التوزيع الجغرافي، سيكون العالم على موعد مع مونديال استثنائي لا من حيث عدد المنتخبات، ولا من حيث التنوع الجغرافي والثقافي، ولا حتى من حيث البنية التنظيمية الجديدة التي تعِد بنقلة نوعية في تاريخ بطولات كأس العالم.
