لكن الانطلاقة جاءت معاكسة تمامًا لهذه الطموحات، حيث تعرض الفريق لهزيمتين متتاليتين في افتتاح الدوري، الأولى أمام سيخوخون يونايتد والثانية أمام غالانت، ما فجّر موجة من الانتقادات تجاه الطاقم التقني الجديد، وجعل الفريق يتراجع مبكرًا إلى قاع جدول الترتيب.
وسط هذا السياق المعقد، جاء اختبار الكأس أمام ماميلودي صنداونز، حامل لقب الدوري وأحد أكثر الأندية استقرارًا وقوة في القارة. مواجهة بدت في ظاهرها صعبة على وادو، لكنها تحولت إلى فرصة مثالية لإعادة ترتيب البيت الداخلي، حيث نجح أورلاندو في تحقيق تأهل مستحق إلى النهائي، في نتيجة أثبتت أن المشروع التقني رغم بدايته المتعثرة، يملك من المقومات ما يستحق البناء عليه.
لكن ما شد الأنظار أكثر من النتيجة، كان تصريح عبد السلام وادو بعد انتزاع بطاقة التأهل من صنداونز، والذي فجّر فيه قضية تتجاوز كرة القدم لتلامس جوهر التمييز في محيط اللعبة.
عبد السلام وادو لم يتردد في التعبير عن امتعاضه من الصورة النمطية التي تُلاحق المدربين أصحاب البشرة السمراء في إفريقيا، قائلاً بنبرة حادة:« حين .تكون أسود اللون، لا يُمنح لك الوقت للعمل، وكأن كفاءتك موضع شك دائم. »
وأضاف:« لا أطلب معجزة، فقط الوقت، لأثبت ما يمكنني تقديمه. أنا إفريقي وأفتخر بذلك. إن غادرت فهذا قَدَرُ اللعبة، وإن بقيت سأواصل العمل لأنني أحب ما أقوم به » .
تصريح وادو لم يكن مجرد تبرير لمرحلة صعبة، بل موقف صريح ضد منطق التسرع في تقييم الكفاءات على أساس اللون أو الخلفية.
وقد حظي وادو بدعم واسع في الأوساط الرياضية الإفريقية، باعتباره صوتًا يعبّر عن فئة من المدربين كثيرًا ما يتم تجاهل طموحاتها، رغم ما تحمله من خبرة وقدرة على التطوير.
بهذا الأداء المميز والتصريحات الشجاعة، يؤكد عبد السلام وادو أنه ليس مجرد مدرب طموح، بل شخصية تسعى لترك بصمة تتجاوز المستطيل الأخضر، وفتح نقاشًا أوسع حول العدالة والفرص في كرة القدم الإفريقية.















