فإذا كان من المفترض أن تضطلع العصبة بدور تنظيمي وحيادي يضمن السير العادي للبطولة الاحترافية، فإن بلقشور اختار الانزياح عن هذا الدور، والدخول في مواجهة مفتوحة مع مؤسسة عريقة مثل نادي الرجاء، بلاغ العصبة الأخير لم يكن إلا ردًا على تواصل داخلي يخص منخرطي الفريق، وهو ما يطرح أكثر من علامة استفهام حول دوافع رئيس العصبة في تحويل النقاش الإداري إلى معركة إعلامية مكشوفة.
مصادر قريبة من البيت الرجاوي ترى أن ما يقوم به بلقشور لا يمكن فصله عن خلفيات شخصية، خاصة بعد فشله في بلوغ رئاسة النادي الأخضر خلفًا لـ عبد الله بيرواين، الأمر الذي جعله ـ حسب ذات المصادر ـ يتعامل بردود فعل متشنجة لا تليق بمقام المسؤول الأول عن جهاز يفترض فيه أن يكون الضامن للنزاهة والاحترافية.
إن الإصرار على الدخول في لعبة « التراشق بالبلاغات » لا يسيء فقط لعلاقة العصبة بالرجاء، بل يضرب في العمق صورة المؤسسة التي تشرف على البطولة الاحترافية.
فمن غير المقبول أن تتحول العصبة إلى طرف مباشر في صراع مع أحد أعرق الأندية المغربية، عوض أن تظل مرجعية محايدة تُعنى بتكريس الحكامة الجيدة وضبط التوازنات داخل المنظومة الكروية.
ولعل ما يزيد من حدة الاستغراب أن بلاغات العصبة باتت تُقرأ لدى الشارع الرياضي باعتبارها رسائل شخصية أكثر منها وثائق مؤسساتية، وهو ما يهدد بفقدان الثقة في جهاز من المفروض أن يقود مشروع الاحتراف لا أن يجرّه إلى مستنقع الحسابات الضيقة.
إن الرجاء الرياضي، بتاريخِه وثقله الجماهيري، ليس في حاجة إلى معارك جانبية، بقدر ما يحتاج إلى بيئة تنظيمية سليمة تسمح له بمواصلة إصلاحاته الإدارية والمالية، أما العصبة، فهي مطالبة بأن ترتقي إلى مستوى التحديات التي تواجه الكرة الوطنية، بدل أن تنغمس في سجالات تُسيء للرياضة المغربية ككل.
