ورغم أن محمد طلال لم يُسهب في شرح الأسباب المباشرة وراء الاستقالة المذكورة، غير أن توقيت الاستقالة ومضمونها جاءا ليُسلطا الضوء مجددًا على حالة التوتر الإداري والتدبيري التي يعيشها الفريق الأحمر منذ انتهاء مشاركته « السلبية » في مونديال الأندية .
وكتب طلال في تدوينته التي نشرها على حسابه بموقع التواصل الاجتماعي « فايسبوك » : « أقدم استقالتي من المكتب المديري لنادي الوداد الرياضي »، دون الخوض في تفاصيل إضافية، لكنه أرفق خطوته برسائل ضمنية توحي بـعدم الرضا عن الأجواء العامة داخل البيت الودادي، خاصة في ما يتعلق بطريقة التسيير والانقسام الحاصل بين مكونات النادي .
استقالة طلال جاءت في خضم حرب بلاغات محتدمة بين منخرطي النادي، حيث يعيش الوداد على وقع انقسام واضح بين تيارين ، إذ أن الفئة الأولى تطالب برحيل الرئيس هشام أيت مانة وتعتبره غير قادر على قيادة المرحلة، بسبب ما تصفه بـ« الإخفاقات المتتالية والتخبط الإداري« .
فيما ترى الفئة الثانية المحافظة على الاستقرار الادراري و تدعو إلى منح الرئيس أيت مانة فرصة لتصحيح الأخطاء، وتراهن على بقائه مع مراجعة اختياراته التسييرية والتقنية.
هذا الانقسام يعكس غياب رؤية موحدة داخل النادي، واستمرار حالة الارتباك المؤسسي الذي يطبع الوداد خلال المواسم الثلاثة الأخيرة، رغم تاريخ الفريق الحافل وإنجازاته القارية والمحلية.
في الشق الرياضي، لا يبدو الوضع أفضل حالًا من الوضع الاداري ، إذ أحدث المدرب محمد أمين بنهاشم زلزالًا داخل التركيبة البشرية للفريق بعد أن وضع لائحة ضخمة تضم 21 لاعبًا ضمن قائمة المغادرين المحتملين خلال الميركاتو الصيفي الجاري، وهو ما يُعد مؤشرًا إضافيًا على حجم التعاقدات العشوائية التي يشهدها الفريق في غياب مشروع تقني واضح المعالم.
تشير كل هذه المؤشرات، سواء في الإدارة أو في الطاقم التقني، إلى أن الوداد يعاني من غياب الاستقرار الاداري والتقني والرؤية المستقبلية، ما يجعل من مهمة إعادة بناء الفريق تحديًا معقدًا، يحتاج إلى وضوح في القيادة وانسجام في الصفوف، قبل الدخول في موسم تنافسي جديد.