الكاف : أكاديمية محمد السادس نموذج مغربي يرسّخ مكانته في صلب كرة القدم الإفريقية

Dr

سلّط الاتحاد الإفريقي لكرة القدم الضوء على التجربة المغربية في مجال التكوين الكروي، معتبرًا أن أكاديمية محمد السادس لكرة القدم باتت اليوم أحد أبرز المراجع القارية في إعداد اللاعبين، بفضل رؤية استراتيجية بعيدة المدى جمعت بين بنى تحتية حديثة ومنهجية عمل دقيقة ومتطورة.

في 20/12/2025 على الساعة 16:30

وأشار “الكاف”، عبر منصاته الرسمية، إلى أن اقتراب انطلاق نهائيات كأس أمم إفريقيا المغرب 2025 يبرز دلالة رمزية قوية، تتمثل في حضور عدد من لاعبي المنتخب الوطني الذين تخرّجوا من الأكاديمية نفسها، من بينهم نايف أكرد، عز الدين أوناحي، أسامة تيرغالين، يوسف النصيري وعبد الحميد آيت بودلال، وهو ما يعكس نجاح مشروع كروي بلغ مرحلة النضج بعد سنوات من البناء المتواصل.

وأوضح الاتحاد القاري أن مشاركة هؤلاء اللاعبين في بطولة قارية تُقام على أرض المغرب تمثل تجسيدًا عمليًا لفلسفة التكوين التي تبنتها الأكاديمية منذ تأسيسها، حيث يلتقي المسار الفردي للاعبين مع مشروع وطني متكامل، أفرز عناصر قادرة على المنافسة في أعلى مستويات الضغط القاري والدولي.

وفي هذا السياق، أكد طارق الخزري، المسؤول عن استكشاف المواهب داخل الأكاديمية، أن هذا الصرح الرياضي جاء ثمرة رؤية ملكية متبصّرة، مشددًا على أن أكاديمية محمد السادس أصبحت اليوم علامة معترفًا بها داخل المغرب وخارجه، ليس فقط من خلال المستوى التقني لخريجيها، بل أيضًا عبر القيم السلوكية التي تزرعها في لاعبيها، وفي مقدمتها التواضع، والانضباط، والعمل الجماعي، والإحساس بالانتماء لمشروع يتجاوز الطموحات الفردية.

وأضاف الخزري أن وجود خمسة لاعبين من خريجي الأكاديمية ضمن المنتخب الوطني في كأس أمم إفريقيا لا يُعد هدفًا في حد ذاته، بقدر ما يُمثّل مؤشرًا واضحًا على نجاعة النموذج المعتمد، موضحًا أن نجاح أي منظومة تكوين يُقاس بقدرتها على إعداد لاعبين مؤثرين وقادة في المحطات الكبرى، وليس فقط محترفين يمارسون خارج البطولة الوطنية.

ويبرز هذا النموذج جليًا من خلال المسارات المختلفة لهؤلاء اللاعبين، حيث أصبح نايف أكرد ركيزة أساسية في الخط الخلفي للمنتخب الوطني، بينما يُجسد عز الدين أوناحي الذكاء التكتيكي والتحكم في نسق اللعب، ويمنح أسامة تيرغالين التوازن والانضباط في وسط الميدان، في حين نجح يوسف النصيري في استثمار إمكاناته البدنية والتقنية منذ التحاقه المبكر بالأكاديمية، أما عبد الحميد آيت بودلال فيمثل امتدادًا طبيعيًا لجيل جديد يسير على النهج ذاته.

ومن جانبه، استحضر ناصر لارغيط، أول مدير تقني للأكاديمية، بدايات هذا المشروع، مؤكدًا أن الورش انطلق برؤية واضحة منذ اللحظة الأولى، حيث شمل التخطيط كل الجوانب، من التصميم المعماري إلى النموذج التربوي والبيداغوجي، قبل أن يكتمل البناء التنظيمي ما بين سنتي 2007 و2010.

وأشار “الكاف” إلى أن عملية الانتقاء داخل الأكاديمية اعتمدت معايير صارمة، بعدما جاب لارغيط مختلف مناطق المملكة لمتابعة أكثر من 15 ألف طفل، انتهت باختيار نخبة محدودة لا تتجاوز العشرات، ضمن رؤية تقوم على الجودة لا الكم.

وأضاف لارغيط أن المشروع سرعان ما دخل مرحلة الإنجاز، إذ شهدت سنواته الأولى استدعاء لاعبين من الأكاديمية لتمثيل المنتخبات الوطنية في فئات أقل من 17 و20 سنة، إضافة إلى المنتخب الأولمبي، ما يعكس الوتيرة السريعة التي اتخذها المشروع منذ انطلاقه.

وتؤكد الأرقام، بحسب الاتحاد الإفريقي لكرة القدم، صلابة هذا النموذج، حيث تحول أغلب خريجي الأكاديمية إلى لاعبين محترفين، وانتقل عدد مهم منهم إلى البطولات الأوروبية، كما شارك العديد منهم في بطولات كبرى مثل كأس العالم، الألعاب الأولمبية، وكأس أمم إفريقيا، وهو ما يعكس أن التكوين المغربي يقوم على مسار عملي ومنظم، لا على وعود نظرية.

من جهته، عبّر نايف أكرد عن اعتزازه بالمشاركة في نهائيات كأس أمم إفريقيا التي يحتضنها المغرب، معتبرًا أن خوض هذه البطولة فوق أرض الوطن يشكل لحظة استثنائية في مسيرته، ومتقدمًا بالشكر لصاحب الجلالة الملك محمد السادس على الرؤية الشاملة التي أرساها لتطوير كرة القدم الوطنية والقارية.

وخلص الاتحاد الإفريقي لكرة القدم إلى أن المنتخب الوطني المغربي يدخل غمار هذه النسخة بطموح استعادة اللقب القاري الغائب منذ 1976، مؤكدًا في الآن ذاته أن المشروع الكروي المغربي، بغض النظر عن نتائج بطولة واحدة، يسير بثبات نحو ترسيخ نموذج هيكلي مستدام يقوم على التخطيط والصبر وتراكم الخبرات.

تحرير من طرف le360
في 20/12/2025 على الساعة 16:30