اللقطة التي فجّر بها طنان المدرجات لم تكن عادية، بل جاءت في توقيت حساس وبطريقة غير متوقعة، حين قرأ تقدم الحارس الأردني يزيد أبو ليلى، ليقرر في جزء من الثانية تسديد كرة صاروخية بقدمه اليسرى من مسافة تقارب 59 مترًا، قطعت أكثر من نصف الملعب بسرعة هائلة، قبل أن تستقر في الشباك وسط ذهول الجميع.
هذا الهدف أعاد إلى الأذهان إحدى أيقونات الكرة المغربية، وتحديدًا تسديدة محمد علي عمار “نعيم” الشهيرة بقميص ريال سرقسطة في نهائي كأس الكؤوس الأوروبية سنة 1995 أمام أرسنال، غير أن كثيرًا من المحللين يرون أن لمسة طنان حملت قدرًا أكبر من الجرأة والجمالية، بالنظر إلى المسافة الطويلة، ودقة التنفيذ، وسرعة الكرة التي قاربت 70 كلم في الساعة.
قيمة الهدف لم تكن في شكله فقط، بل في رمزيته أيضًا، إذ عكس ثقة كبيرة في النفس، وذكاءً تكتيكيًا عاليًا، وقدرة استثنائية على اتخاذ القرار الصعب في لحظة فارقة. تسديدة واحدة كانت كافية لتحويل مجرى النهائي، ومنح المنتخب المغربي دفعة معنوية هائلة في بداية المواجهة.
وتحول الهدف إلى حديث الشارع الرياضي العربي والدولي، وسط تفاعل هستيري من الجماهير المغربية داخل الملعب وخارجه، بينما عاش لاعبو المنتخب الأردني لحظات صعبة، خاصة الحارس أبو ليلى الذي اصطدم بالقائم أثناء محاولته اليائسة للتصدي للكرة.
ويُعد أسامة طنان من الأسماء التي راكمت تجربة احترافية غنية، إذ وُلد سنة 1994 بمدينة تطوان، وانتقل في سن مبكرة إلى هولندا، حيث صقل موهبته داخل مدارس كروية مرموقة، أبرزها أياكس وبي إس في وأوتريخت وهيريفين، قبل أن يخوض عدة تجارب في هولندا وفرنسا وإسبانيا وتركيا، وصولًا إلى نادي أم صلال القطري صيف 2023.
وعلى المستوى الدولي، اختار طنان الدفاع عن ألوان المنتخب المغربي سنة 2016، بعد دعوة من الإطار الوطني بادو الزاكي، قبل أن يسجل أولى مشاركاته الرسمية مع “أسود الأطلس” تحت قيادة هيرفي رونار، حيث خاض 10 مباريات دولية ودوّن هدفين.
