ونشر غاردينغ عبر صفحته الشخصية بمنصة « إكس » (تويتر سابقًا) صورة للرسالة التي تلقاها، مرفقًا بتعليق قال فيه:
« تم مؤخرًا التواصل معي من طرف وكالة علاقات عامة لقيادة حملة مدفوعة لصالح ترشيح ديمبيلي للكرة الذهبية. لا أعرف من يقف وراء تمويل هذا الأمر، لكنني أعتقد أنه سخيف تمامًا وكان لابد أن ألفت الانتباه إليه. »
الرسالة اقترحت على الصحفي نشر ثلاث تغريدات أسبوعية على مدى شهر كامل، تهدف إلى خلق زخم إعلامي مُختلق حول ديمبيلي وتقديمه كأحد أبرز المرشحين للجائزة، مع التشديد على ضرورة الحفاظ على سرية المبادرة، في محاولة واضحة للتأثير على الرأي العام الكروي قبل التصويت.
لكن هذا الكشف المدوي يطرح تساؤلات عميقة حول مصداقية عملية اختيار الفائز بالكرة الذهبية، خاصة في وقت يقدّم فيه عدد من اللاعبين أداءً مبهراً على أرضية الملعب، على غرار الدولي المغربي أشرف حكيمي الذي رشّحه كثير من المحللين والنجوم بفضل تألقه اللافت مع باريس سان جيرمان والمنتخب الوطني المغربي، سواء في دوري الأبطال أو الاستحقاقات الدولية.
غير أن ظهور مثل هذه الحملات المدفوعة يبعث برسالة مقلقة: الفوز بالكرة الذهبية لم يعد مرتبطًا بالجهد والتألق داخل رقعة الملعب، بل أصبح مرهونًا بقدرة المرشحين على حشد دعم إعلامي وتسويقي واسع، حتى لو كان مصطنعًا ومدفوعًا، وهو ما يُفقد الجائزة قيمتها المعنوية ويشوّه رمزيتها التي لطالما ارتبطت بالإنجاز الرياضي الخالص.
ويرى محللون أن ما حدث يهدد بتحويل الجائزة من مكافأة لأفضل لاعب في العالم إلى سباق علاقات عامة خاضع لمن يمتلك النفوذ الإعلامي الأكبر، بدل أن تكون منصفة لمن يبرهنون على علو كعبهم في الميادين، مثل الدولي المغربي أشرف حكيمي الذي كسب احترام الجماهير والنقاد بفضل مردوده لا حملات دعائية أو تسويقية.
ورغم عدم الكشف عن الجهة التي تقف وراء محاولة الترويج لديمبيلي، إلا أن هذه الحادثة قد تشكّل منعطفًا مفصليًا يدفع القائمين على الكرة الذهبية لإعادة النظر في آليات التصويت وضمان نزاهتها، حمايةً لسمعة الجائزة ومكانتها في الذاكرة الكروية.
