وهكذا ،فبين شوارع الرباط وساحاتها وأزقتها ودروبيها،يتجلى نبض الوطن في أبهى صوره: حماس، فخر، وتفاؤل بلا حدود، وإيمان قوي بمؤازرة اسود الأطلس ومساندتهم في مشوارهم الافريقي الذي ينطلق قبيل سويعات ، و دعمهم بالغالي و النفيس لكتابة فصل جديد من صفحات المجد في السجل الذهبي لكرة القدم المغربية ، سيما وأن المستحيل.. ليس مغربيا.
وتعكس هذه الحالة، التي نادرا ما تحدث نهاية الأسبوع، حجم الإقبال على متابعة مباريات المنتخب المغربي في كأس إفريقية ، حيث يعلق فيها انصار أسود الأطلس آمالا عريضة بالبصم على أداء مميز والاحتفاظ باللقب على أرض المغرب،و العزف بالتالي على نفس نغمة الإنجازات التي ما فتئت الكرة المغربية تحققها في السنوات الأخيرة.
و تشهد الطرقات المؤدية إلى ملعب الامير مولاي عبد الله ومحطة القطار الواقعة بحي الرباط حركية غيرؤ عادية أبطالها جماهير المنتخب المغربي التي حجت لمؤازرة كتيبة وليد الركراكي والاستمتاع بحفل افتتاح الدورة.
فبمحاذاة محيط الملعب ،سادت أجواء احتفالية مميزة، مع توافد أعداد كبيرة من الجماهير التي زينت المكان بالأعلام الوطنية، مرددة شعارات النصر الداعمة للمنتخب الوطني، في مشهد عكس الحماس الكبير الذي يرافق انطلاق هذه التظاهرة القارية.
كما تميزت المحاور الطرقية القريبة بكثافة مرورية ملحوظة، وسط حضور مكثف للمصالح الأمنية التي عكفت على تأطير حركة السير والجولان بهدف ضمان ولوج سلس للأعداد الكبيرة من الجماهير إلى مدرجات ما حال دون تسجيل أية اختلالات تذكر.
وبالموازاة مع الحالة الميدانية المباشرة، تفاعل رواد وسائل التواصل الاجتماعي مع أجواء الكأس الإفريقية من خلال مشاركة صور ومقاطع قاسمها المشترك المتابعة الكبيرة التي يخص بها المغاربة الرياضة عموما، وكرة القدم على وجه الخصوص.وتكتسي مباراة افتتاح الـ (كان) بالنسبة لـ « أسود الأطلس » أهمية خاصة، لأنها تشكل أول اختبار لزملاء أشرف حكيمي الذي تأكدت مشاركته في منافسات هذه الدورة الاستثنائية ولقياس درجة جاهزيتهم لإضافة نجمة ثانية إلى قميص الفريق الوطني وإدخال الفرحة على قلوب الجماهير المغربية.
وبين الهدوء النسبي لمدينة الرباط والحركية الكبيرة التي يشهدها محيط ملعب مولاي عبد الله، رسمت عاصمة الأنوار يوم الافتتاح لوحة جماعية تعكس شغف المغاربة بالمستديرة ورغبة جامحة في رؤية « أسود الأطلس » يبصمون على أداء متميز يكون ختامه مسك بالتتويج بكأس إفريقية طال انتظارها.
