ولم يكن تأهل النشامى إلى ربع نهائي كأس العرب مجرد عبور عادي، بل جاء بعد حصيلة تاريخية في دور المجموعات، بداية بالفوز على منتخب الإمارات بهدفين لواحد، ثم و التفوق على الكويت بثلاثة أهداف مقابل واحد ثم الانتصار العريض على منتخب مصر بثلاثية نظيفة، ثلاثة انتصارات أكدت جاهزية أبناء جمال سلامي، ورسخت مكانة ابن الرجاء كأحد أبرز مدربي المسابقة العربية.
وبهذا المسار، حقق جمال سلامي أرقاماً استثنائية: أعلى عدد من النقاط في دور المجموعات، المدرب الوحيد الذي تصدر مجموعته بثلاثة انتصارات كاملة، وأقوى خط هجوم في البطولة بثمانية أهداف، إلى جانب امتلاكه رابع أقوى خط دفاع بعدما استقبلت شباك فريقه هدفين فقط.
ورغم الإشادة الكبيرة بالمردود التقني للنشامى، حرص سلامي على الإبقاء على تواضعه، مؤكداً في تصريحاته عقب الفوز على مصر أن «ظروف المباريات خدمت المنتخب»، مشيراً إلى استفادة فريقه من الطرد في المباراة الأولى أمام الإمارات، ومن خوض الكويت لمباراتهم بالصف الثاني، إضافة إلى الضغط الذي واجهه المنتخب المصري الذي كان مطالبا بتحقيق الانتصار، ومع ذلك، شدد المدرب المغربي على أن لاعبيه قدموا أداءً جيداً واستحقوا العلامة الكاملة.
واعتبر سلامي مواجهة مصر مثالاً على جاهزية مختلف عناصر الفريق، بعدما خاضها بالبدلاء مؤكداً أن “قوام المنتخب كبير وجاهز”، قبل أن يعبّر عن سعادته بالتأهل، متعهداً بالاستعداد بجدية للمرحلة المقبلة التي وصفها بالصعبة، في ظل قوة المنتخبات المتأهلة مثل فلسطين والإمارات.
بهذا التألق، يواصل جمال سلامي تقديم نسخة ناضجة من فكره التدريبي، ويقود النشامى بثقة نحو أدوار أكثر تقدماً، وسط طموح كبير من الجماهير الأردنية لرؤية منتخبها ينافس على اللقب، في واحدة من أكثر النسخ إثارة في تاريخ كأس العرب.







