عبد المجيد تبون يكرّم لويس دياز… وإصابة حكيمي تتحول إلى «إنجاز وطني جزائري »!

AFP or licensors

في مشهدٍ مؤلمٍ هزّ مشاعر عشّاق كرة القدم في العالم، سقط الدولي المغربي أشرف حكيمي متألماً على أرضية ملعب «حديقة الأمراء» بعد تدخلٍ عنيف من الكولومبي لويس دياز خلال مواجهة باريس سان جيرمان وبايرن ميونخ.

في 05/11/2025 على الساعة 18:45

وأثارت دموع الدولي المغربي أشرف حكيمي موجة تعاطف واسعة عبر العالم: من نجوم الكرة إلى الجماهير الرياضية، الكل عبّر عن حزنه لإصابة واحد من أفضل الأظهرة في العالم.

لكن في زاويةٍ مظلمة من فضاء منصات التواصل الاجتماعي، كانت هناك ضحكات تأتي من الجهة الشرقية... ضحكات امتزجت بالشماتة، وكأن إصابة حكيمي تحوّلت إلى نصرٍ وطنيٍ جزائري مؤقت لجمهور فقد الإحساس بطعم الانتصارات الحقيقية!

صفحات جزائرية سارعت إلى الاحتفال كما لو أن لويس دياز «أنقذ الأمة الجزائرية من خطرٍ مغربي».إحدى هذه الصفحات أبدعت ـ أو بالأحرى اجتهدت في العبث ـ حين نشرت صورة مركبة للرئيس عبد المجيد تبون وهو يكرم الكولومبي لويس دياز، مرفقةً إياها بتعليق:

«تستحق كل خير أيها العزيز»

نعم، كل خير… فقط لأنه تسبب في إصابة لاعب مغربي!أما صفحة أخرى فاختصرت الموقف بعبارة لا تقل وقاحة :

«من الجزائر… شكراً لويس دياز»

ولأن المشهد لا يكتمل دون لمسة الغيرة، جاءت تدوينة ثالثة تقول:

«شحال من جادور يقدر يوصل ولدنا!»

وكأن التفوق المغربي صار عقدة لا شفاء منها، وأن التمني الوحيد المتبقي هو «تعثر الآخر» بدل أن يحققوا شيئاً بأنفسهم!

وبينما كان العالم يشيد بعميد الأسود أشرف حكيمي ويبعث له رسائل الدعم، كان بعض الجزائريين يحتفلون بالإصابة كما لو أنها «كأس الأمم للشماتة». ربما هو الفارق بين شعبٍ يفرح لإنجازاته ونظامٍ علّم أنصاره أن يحتفلوا بآلام الآخرين.

الطريف في الأمر أن هذا الفرح جاء في توقيتٍ لا يخلو من رمزية: فبعد القرار الأممي رقم 2797 الذي جدّد دعم العالم للمبادرة المغربية للحكم الذاتي، وجّهت الدبلوماسية الجزائرية ضربة جديدة إلى مرآتها، فعجزت عن الاحتفال بالسياسة، فلجأت إلى التشفي بالرياضة.

لكن التاريخ يُعلّمنا أن الأسود لا تبقى طويلاً على الأرض، فكما نهض حكيمي من كل إصابة ومن كل مؤامرة، سيعود أقوى، وسيدوّي اسمه في المحافل الرياضية ومنصات التتويج كما اعتاد، فيما سيظل الآخرون يكتفون بمونديالهم الخاص على «فيسبوك»: بطولة الشماتة… بنسخةٍ جزائريةٍ خالصة.

تحرير من طرف خليل أبو خليل
في 05/11/2025 على الساعة 18:45