ورغم أنأداء النشامى في الشوط الأول كان مقبولًا من حيث التنظيم والانضباط التكتيكي، فإن الشوط الثاني كشف عن عدة ثغرات دفاعية واضحة، ما استغلها المنتخب الألباني ونجح في تسجيل ثلاثة أهداف متتالية وسط ارتباك غير منتظر في صفوف المنتخب الأدرني.
وأثار الأداء المتراجع في الشوط الثاني قلق الجماهير الأردنية التي تتابع عن كثب تحضيرات المنتخب بقيادة المدرب المغربي جمال سلامي، خاصة في ظل تطلعات كبيرة لتقديم مشاركة مشرفة في المحافل المقبلة.
وشكّلت اللياقة البدنية المتدنية أحد أبرز أسباب الانهيار، حيث بدا المنتخب عاجزًا عن مجاراة نسق المنتخب الألباني الذي تميز بالحيوية والسرعة في بناء الهجمات.
وفي المقابل، لم تُسهم التغييرات التي أجراها جمال سلامي في تحسين صورة النشامى، حيث لم يقدم اللاعبون البدلاء الإضافة المنتظرة، باستثناء بعض المحاولات الفردية، كما أن الأداء الهجومي افتقر إلى النجاعة والسرعة في التحول، في ظل تراجع مردود المهاجم يزن النعيمات، الذي تأثر بغيابه المتكرر عن التشكيلة الأساسية في الدوري القطري، ما أثار مخاوف الجماهير حول جاهزيته لقيادة خط الهجوم في الاستحقاقات المقبلة.
وتأتي هذه الهزيمة بعد خسارة أخرى أمام منتخب بوليفيا (0-1) يوم الجمعة الماضي في إسطنبول، ما يجعل الحصيلة النهائية للمعسكر الأوروبي غير مرضية بالنسبة للجماهير والنقاد، الذين دعوا إلى ضرورة مراجعة بعض الاختيارات التكتيكية والبشرية، خاصة مع اقتراب مواعيد رسمية حاسمة.
ويُذكر أن قرعة بطولة كأس العرب 2025 أوقعت منتخب الأردن في المجموعة الثالثة إلى جانب مصر، الإمارات، والفائز من مواجهة الكويت وموريتانيا، في مجموعة توصف بـ« الصعبة« ، مما يزيد من أهمية الجاهزية النفسية والفنية قبل صافرة البداية.
أما على مستوى التصفيات الآسيوية، فقد حسم منتخب الأردن تأهله إلى المرحلة الثالثة المؤهلة إلى كأس العالم 2026، إلى جانب كوريا الجنوبية، في إنجاز مهم يؤكد تطور الكرة الأردنية، لكنه في الوقت ذاته يضع تحديًا كبيرًا أمام الجهاز الفني لضمان أداء يليق بطموحات الجماهير في المونديال.
وفي انتظار الاستحقاقات الرسمية المقبلة، تبقى الاختبارات الودية مؤشراً حقيقيًا لحجم العمل المنتظر، خصوصًا في معالجة نقاط الضعف الدفاعية وتطوير المنظومة الهجومية، لضمان ظهور مشرف في المحطات الكبرى المنتظرة.
