ويأتي انتقال بناني بعد مشاركته في معسكرات الفريق الأحمر خلال كأس العالم للأندية بأمريكا، رغم عدم خوضه لأي مباراة رسمية مع الفريق الأول. خطوة مفاجئة للبعض، لكنها اعتُبرت منطقية من طرف جماهير الوداد التي رأت فيها فرصة ثمينة للاعب الشاب لاكتساب مزيد من الخبرة والاحتكاك داخل فريق يمنحه دقائق لعب أكثر.
ويُعد ياسين بناني من أبرز خريجي مدرسة الوداد الرياضي لأقل من 18 سنة، وقد تمت المناداة عليه سابقًا للفريق الأول بتوصية من المدرب الجنوب إفريقي رولاني موكوينا، الذي أبدى إعجابه بإمكاناته التقنية، رغم أنه لم يشارك في مباريات رسمية، واقتصر حضوره على المواجهات الودية ومنافسات كأس التميز.
وبعدما وقع رسميًا مع نادي فتح سباتة، يجد بناني نفسه أمام تحدٍّ جديد في بيئة قد تبدو متواضعة مقارنة بمحيط القلعة الحمراء، لكنها مناسبة لتطوير المهارات والانخراط الفعلي في أجواء المنافسة.
ويُراهن نادي فتح سباتة، الذي حقق الصعود من القسم الوطني الأول هواة إلى القسم الوطني هواة، على التعاقد مع عناصر شابة قادمة من فرق كبيرة بهدف بناء نواة فريق تنافسي للموسم المقبل.
وضمن هذه السياسة، انضم بناني إلى كوكبة من اللاعبين الذين سبق لهم التدرج في صفوف الوداد، مثل إسحاق زيداني ويازيد فافا، واللذين انتقلا لاحقًا إلى نهضة زمامرة، حيث برزا بشكل لافت وأسهموا في احتلال الفريق للمركز السادس في ترتيب البطولة الوطنية.
الانتقال من فريق خاض كأس العالم للأندية إلى نادٍ حديث العهد في قسم الهواة، قد يبدو لأول وهلة خطوة إلى الوراء، إلا أن الواقع يثبت أن العديد من اللاعبين الشباب اختاروا نفس المسار من أجل ضمان دقائق لعب مستمرة وتفادي مقاعد الاحتياط في أندية القمة.
ياسين بناني اليوم أمام فرصة لتأكيد موهبته، والتدرج بخطى ثابتة نحو العودة إلى الأضواء. فهل تكون محطة فتح سباتة هي منصة الإقلاع الحقيقي؟ وحدها نتائج الميدان ستكشف عن الإجابة.










