واعتبر الفصيل في بلاغه أن الأندية عبر العالم تتجه نحو التطوير والاحتراف عبر تحديث أساليب التسيير، بينما يواصل المغرب الفاسي السير في الاتجاه المعاكس، حيث يستمر النزاع على المصالح الشخصية والحسابات الضيقة التي عطّلت، على حد وصفهم، مسيرة الفريق وحرمت جماهيره من رؤية نادٍ عصري قادر على مواكبة التحولات التي تعرفها كرة القدم على الصعيدين الوطني والدولي.
وكشف البلاغ أن الأوضاع تعقدت بشكل متسارع خلال الأيام الماضية، خاصة بعدما تم التراجع عن وعد إقامة جمع عام وفتح باب الانخراط لإعادة هيكلة المكتب المسير للنادي، وهو ما وصفه الفصيل بمحاولة مكشوفة للتحكم في مستقبل الفريق. كما وجه أصابع الاتهام مباشرة إلى الرئيس الحالي هشام شاقور، الذي قالوا إنه من الموالين لما أسموه بـ« العهد القديم« ، متهمين إياه بوضع العراقيل أمام أي خطوة إصلاحية خلال الموسم الماضي، خدمةً لمصالح الرئيس السابق وبعض الأسماء المرتبطة به.
وأضاف الفصيل أن ما يجري حالياً هو مسعى واضح للسيطرة على نادي المغرب الفاسي من جديد، مستغلين عودة الأسهم من الشركة إلى الجمعية، في خطوة تهدف إلى تمركز القرار في يد الرئيس الحالي، الذي اعتبر البلاغ أن طموحه الأساسي هو توظيف النادي لأغراض انتخابية مرتبطة بانتمائه السياسي .
وأكد « الفاطال تايغز » رفضه القاطع لتداخل الرياضة بالسياسة، مشدداً على أن نادي المغرب الفاسي ملك لجميع مكونات المدينة، دون استثناء أو تحزّب، ومعتبراً أن أي محاولة لاستغلال الفريق كأداة انتخابية تشكل تهديداً حقيقياً لمستقبله.
وفي السياق ذاته، دعا الفصيل جميع الأطراف إلى تحكيم المصلحة العليا للنادي بعيداً عن المصالح الشخصية والحسابات السياسية، والعمل بشكل فوري على تنظيم جمع عام حقيقي وفتح باب الانخراط أمام الجميع بشروط ميسّرة، مع ضرورة تخفيض قيمة الانخراط للقضاء على كل أشكال البيروقراطية التي تُستخدم، حسب البلاغ، كوسيلة للتحكم في تركيبة الجمعية ومنخرطيها.
وختم البلاغ بتحذير واضح من مغبّة استمرار الوضع الحالي، مؤكداً أن الجماهير باتت ترفض استمرار نفس الوجوه والأسماء التي ظلت، على حد وصفهم، سبباً مباشراً في الأزمات المتكررة التي يعيشها الفريق، محملينها مسؤولية عرقلة أي مشروع إصلاحي، ومتعهدين بالتصعيد والاحتجاج في حال تجاهل المطالب المشروعة لجمهور الماص، الذي سئم الصراعات الداخلية والممارسات التي وصفوها بـ« السرطانية » داخل النادي.
تاريخ حافل بالإنجازات... والمستقبل على المحك
يُعدّ نادي المغرب الفاسي من أعرق الأندية المغربية، حيث تأسس سنة 1946، ويمتلك تاريخاً زاخراً بالألقاب والإنجازات، سواء على المستوى المحلي أو القاري.
ويُعد التتويج بلقب كأس الاتحاد الإفريقي سنة 2011 أبرز لحظاته القارية، بعدما أحرز اللقب على حساب النادي الإفريقي التونسي، في إنجاز غير مسبوق آنذاك.
كما تُوج الفريق الفاسي بلقب كأس العرش ثلاث مرات، سنوات 1980، 1988 و2011، بالإضافة إلى لقب البطولة الوطنية سنة 1985، فضلاً عن تتويجه بلقب كأس السوبر الإفريقي سنة 2012 على حساب الترجي الرياضي التونسي.
ورغم هذا السجل الحافل، يعيش الفريق منذ سنوات حالة من التراجع والتذبذب في النتائج، بسبب الصراعات الداخلية، وتدخل الحسابات السياسية في شؤونه الرياضية، وهو ما دفع فصيل « الفاطال تايغز » وباقي الجماهير إلى دق ناقوس الخطر، مطالبين بضرورة القطع مع أساليب التسيير التقليدي وإعادة النادي إلى سكته الصحيحة.
ويبقى المغرب الفاسي اليوم في لحظة فارقة، بين الاستمرار في دوامة الصراعات والتسيير العشوائي، أو فتح صفحة جديدة عبر هيكلة شاملة للنادي، قائمة على الشفافية والكفاءة، بعيداً عن كل ما هو سياسي أو شخصي، خاصة أن جماهير الماص تطمح إلى رؤية فريقها يعود للواجهة الوطنية والقارية، ويستعيد هيبته كواحد من أبرز رموز الكرة المغربية.
