الجزائر: وفاة مشجع جزائري، أو عندما يقتل النظام العسكري أبناءه

مشاهد الشغب خلال مباراة مولودية الجزائر والاتحاد المنستيري يملعب الدويرة الجديد بالجزائر العاصمة

عاشت كرة القدم الإفريقية السبت الماضي مأساة بوفاة أحد المشجعين لنادي مولودية الجزائر خلال مباراة الأخير ضد اتحاد المنستير التونسي. وشهدت المباراة التي تندرج في إطار دوري أبطال إفريقيا، اشتباكات بين المشجعين والشرطة وسط أجواء فوضوية مرت بصمت من قبل الإعلام الرسمي الموالي لنظام العسكر الجزائري، والتي مع ذلك تطلق النار بشكل أسرع من ظلها عندما يتعلق الأمر بالإضرار بصورة المغرب.

في 23/09/2024 على الساعة 12:00, تحديث بتاريخ 23/09/2024 على الساعة 12:00

تعيش كرة القدم الإفريقية حالة حداد بعد الوفاة المأساوية لشاب من مشجعي مولودية الجزائر، والتي وقعت عقب أعمال عنف خلال المباراة ضد اتحاد المنستير (2-0)، في إطار الجولة التمهيدية الثانية من دوري أبطال أفريقيا، حيث توفي هذا المشجع، البالغ من العمر 23 عاما، متأثرا بجراحه بعد سقوطه من مدرجات ملعب علي عمار بالدويرة.


وجرت المباراة في أجواء فوضوية تميزت بالتدخل العنيف للشرطة والدرك الجزائريين ضد المشجعين المحليين. وحتى قبل انطلاق المباراة، اندلعت التوترات خارج الملعب، حيث مُنع العديد من المتفرجين الذين يحملون تذاكرهم من الدخول. وأدى الوضع إلى اشتباكات مع قوات الأمن، والتي سرعان ما تصاعدت إلى اشتباكات واسعة النطاق، مما يدل على مخاوف السلطات المستمرة من كل تجمع جماهيري منذ أحداث الحراك. هذه الحركة الشعبية، رغم أنها سلمية، والتي هزت البلاد منذ عام 2019، كان سببها جنرال سئم النظام العسكري السياسي الذي يعتبر فاسدًا واستبداديًا والدعوة إلى الحكم المدني.

إن صور أعمال العنف التي وقعت خلال المباراة، ولا سيما صور أنصار مولودية الجزائر وهم ينهبون جزءا من المنشآت أو الشباب الذين تعرضوا للضرب بطريقة سادية واضحة على يد الشرطة، تظهر إلى أي مدى يمكن أن يتدهور الوضع في بلد حيث أدنى مستوى التجمع مرادف للخطر. يجب علينا أن نضع في اعتبارنا دائما أن الجزائر، التي نصبت نفسها بطلة القضية الفلسطينية، هي الدولة الوحيدة في العالم التي تُحظر فيها المظاهرات المؤيدة للفلسطينيين.

مناخ العنف هذا ليس جديدا، ولكنه اشتد في السنوات الأخيرة. ويواجه المشجعون، الذين يعتبرون كرة القدم صماما يسمح لهم بالتعبير عن أنفسهم، إجراءات قمعية متزايدة. خوفا من أن تصبح الملاعب، المكان الوحيد الذي لا يزال يسمح فيه للتجمعات، نقاط تجمع للمطالب الاجتماعية، تعمل السلطات على تعزيز الضوابط وتدخلات الشرطة وتبني موقف قمعي فاضح.

كما كان منتظرا هذا الحدث المأساوي لم ينشر من قبل الصحافة الجزائرية الرسمية، على الرغم من أنها تستجيب بشدة عندما يتعلق الأمر بالإضرار بصورة المغرب. وبنفس الطريقة، تفضل هذه الصحافة تجاهل آلاف القتلى الجزائريين في البحر الأبيض المتوسط الذين يحاولون الوصول إلى إسبانيا.

وفي عام 2024 وحده، فر عشرات الآلاف من « الحراكة » من الجزائر لسلك الطريق المحفوف بالمخاطر إلى الساحل الإسباني. وقد لقي العديد منهم حتفهم في البحر دون أن تنطق الصحافة الجزائرية المخزية بكلمة واحدة عنهم. نعم، من المثير للقلق، في بلد غني بالنفط والغاز، أن نرى آلاف الرجال والنساء والأطفال يفضلون المخاطرة بالموت في البحر على البقاء في الجزائر.

تحرير من طرف le360 سبور
في 23/09/2024 على الساعة 12:00, تحديث بتاريخ 23/09/2024 على الساعة 12:00