يستضيف ملعب حديقة الأمراء المباراة التي ستجمع بين باريس سان جرمان ومنافسه نادي مانشستر سيتي، في إطار منافسات الجولة السابعة من بطولة دوري أبطال أوروبا. ويتواجد نادي مانشستر سيتي في المركز الـ22 من ترتيب جدول دوري أبطال أوروبا برصيد 8 نقاط، بينما يأتي نادي باريس سان جيرمان في المركز الـ25 برصيد 7 نقاط.
وحصل باريس سان جرمان على القرعة الأصعب في المجموعة الموحدة من المسابقة بنظامها الجديد، إذ وجد وصيف بطل 2020 نفسه في مواجهة أرسنال الإنجليزي وأتلتيكو مدريد الإسباني وبايرن ميونخ الألماني من بين خصومه قبل لقائه بمانشستر سيتي ومدربه الاسباني بيب غوارديولا.
لكن النادي الذي يعد واحدا من أغنى وأكثر الأندية نفوذا في اللعبة العالمية تحت قيادة مالكيه القطريين لا يزال يعاني الأمرّين حتى الآن، حتى مع الأخذ في الاعتبار صعوبات التكيف مع الحياة دون نجمه السابق كيليان مبابي المنتقل إلى صفوف ريال مدريد الإسباني. وخسر الباريسيون الذين بلغوا الدور نصف النهائي الموسم الماضي، خارج أرضهم أمام أرسنال وبايرن ميونخ، وعلى أرضهم أمام أتلتيكو مدريد في الوقت بدل الضائع، ثم تعادلوا على الملعب ذاته أمام أيندهوفن الهولندي ولم يفوزوا إلا على جيرونا الإسباني بفضل هدف بالنيران الصديقة.
وسجل فريق المدرب الإسباني لويس إنريكي ستة أهداف فقط في ست مباريات حتى الآن، وجاءت ثلاثة منها في الفوز خارج الأرض على سالزبورغ النمساوي المتواضع الشهر الماضي. ويدخل الفريق مواجهة مانشستر سيتي الذي خسر أمامه أربعا من آخر خمس مباريات، وهو يتخلف نقطة واحدة ومركزا واحدا عن المراكز المؤهلة إلى الملحق المقرر الشهر المقبل.
خالي الوفاض
وفي حالة الفشل في الفوز على أبطال إنجلترا في الأعوام الأربعة الأخيرة، فسيدخل الفريق إلى مباراته الأخيرة خارج أرضه أمام شتوتغارت الألماني في 29 يناير الحالي، وهو مضطر إلى تحقيق الفوز لتجنب الخروج خالي الوفاض. ولوضع ذلك في سياقه، لم يخرج باريس سان جرمان من دور المجموعات في أيّ من المواسم الـ12 الماضية منذ عودته إلى دوري أبطال أوروبا في أعقاب الاستحواذ عليه من قبل شركة قطر للاستثمارات الرياضية في عام 2011.
وقبل ذلك كان ظهورهم الأخير في دور المجموعات خلال موسم 2004 – 2005، عندما احتلوا المركز الرابع الأخير في مجموعتهم بفوز واحد في ست مباريات. وكان باريس سان جرمان وقتها ناديا مختلفا تماما عمّا هو عليه الآن.
صحوة الفرنسي كيليان مبابي تأتي في الوقت المثالي بالنسبة إلى الريال الذي تنتظره مباراتان حاسمتان في دوري أبطال أوروبا
ويؤكد سوء الحظ في تسجيل الأهداف هذا الموسم على حقيقة أنه لم يتم التعاقد مع بديل مباشر لمبابي، صاحب 44 هدفا في الموسم الماضي، عندما رحل قائد المنتخب الفرنسي إلى ريال مدريد.
وغاب البرتغالي غونسالو راموس عن معظم الموسم بسبب الإصابة، وتراجع مستوى راندال كولو مواني إلى حد كبير لدرجة أن باريس سان جرمان قرر إعارته في فترة الانتقالات الشتوية الحالية، بعد 18 شهرا من ضمه في صفقة بقيمة 90 مليون يورو (93.6 مليون دولار) من أينتراخت فرانكفورت الألماني.
وعلى الأقل، كان أداء باريس سان جرمان في الدوري المحلي قويا، حيث حقق فوزا على لنس السبت ووسّع الفارق إلى تسع نقاط عن أقرب مطارديه مرسيليا.
وقال إنريكي الذي سيتواجه مع زميله السابق في برشلونة غوارديولا « نحن في ديناميكية جيدة قبل خوض مسابقة لدينا الكثير من الأمل فيها. » المشكلة هي أن هيمنة باريس سان جرمان المحلية لم تثبت دائما أهميتها في الماضي عندما يتعلق الأمر بنتائجه في أوروبا، حيث كانت مخيبة للآمال في الكثير من الأحيان، وإن كانت نادرا ما تشكل مشكلة قبل مرحلة الأدوار الإقصائية.
وأضاف إنريكي عن محنة فريقه الأوروبية الأسبوع الماضي « وجدنا أنفسنا في هذا الموقف بسبب أدائنا. لكننا مستعدون ومتفائلون. » وستكون عودة الظهير الأيمن الرائع الدولي المغربي أشرف حكيمي والجناح الدولي عثمان ديمبيليه أمرا أساسيا بعدما أراح إنريكي الأول في المباراتين الأخيرتين، فيما كان الثاني الذي سجل ستة أهداف في آخر خمس مباريات له، مريضا.
إلى ذلك، يأمل باريس سان جرمان في أن يكون أداء جناحه الدولي برادلي باركولا الذي حسم الفوز في المباراة الأسبوع الماضي بتسجيله هدفا وتمريره كرة حاسمة أمام لنس (2 – 1)، بمثابة إشارة إلى أشياء أفضل قادمة من لاعب لم يسجل في دوري أبطال أوروبا هذا الموسم.
تحقيق حلم
عندما بدا أن الضغط الناجم عن تحقيق حلم الدفاع عن ألوان ريال مدريد الإسباني قد أثقل كاهل النجم الفرنسي كيليان مبابي، خرج قائد « الديوك » من كبوته وأسكت المشككين بقدراته وسيكون الركيزة التي يعول عليها حامل اللقب حين يخوض مواجهة مصيرية في دوري أبطال أوروبا ضد ضيفه سالزبورغ النمساوي. وبعد بداية مضطربة في مدريد، يبدو أن مبابي تأقلم أخيرا مع أجواء العاصمة وفكرة الدفاع عن أحد أعرق الأندية في العالم وهو مستعد لإحداث الضرر بالخصوم إن كان على الصعيد المحلي أو القاري.
وتأتي صحوة مبابي في الوقت المثالي بالنسبة إلى الريال الذي تنتظره مباراتان حاسمتان في دوري أبطال أوروبا، المسابقة التي يحمل لقبها والرقم القياسي في عدد الألقاب بها (15) والتي عانى فيها هذا الموسم نتيجة التغيير في نظامها الذي بات من مجموعة موحدة يتأهل فيها مباشرة إلى ثمن النهائي أصحاب المراكز الثمانية الأولى، فيما تخوض الفرق التي تحتل المراكز بين 9 و24 ملحقا فاصلا بينها لتحديد هوية الفرق الثمانية الأخرى المتأهلة.
وقبل جولتين على النهاية، يحتل ريال المركز العشرين بعد فوزه بثلاث مباريات وخسارته مثلها، لكن بفارق 4 نقاط عن منطقة التأهل المباشر. وبعد استضافته لسالزبورغ الثاني والثلاثين في الترتيب، يختتم ريال الدور الأول الأسبوع المقبل في ضيافة الوافد الجديد بريست الفرنسي الذي يحتل المركز السابع بـ13 نقطة.