قمة عربية بنكهة أفريقية بين الترجي والأهلي في نهائي دزري الأبطال

Dr

يتطلع الترجي التونسي وضيفه الأهلي المصري إلى التقدم خطوة هامة نحو التتويج بلقب دوري أبطال أفريقيا لكرة القدم، وذلك حينما يلتقي الفريقان على ملعب رادس بتونس، في ذهاب الدور النهائي للمسابقة القارية.

في 18/05/2024 على الساعة 08:30

سيبقى لقب دوري أبطال أفريقيا لكرة القدم عربيا للموسم الثامن تواليا، عندما يتواجه الأهلي المصري حامل اللقب ومضيفه الترجي التونسي اليوم السبت على ملعب حمادي العقربي في رادس في ذهاب الدور النهائي.

ويبحث الأهلي عن لقبه الرابع في النسخ الخمس الأخيرة والثاني عشر القياسي في تاريخه، بينما يطارد الترجي لقبه الخامس والأوّل منذ 2019.

وتصدّر فريق “الشياطين الحمر” مجموعته، ثم أطاح في ربع النهائي بسيمبا التنزاني (1 – 0، 2 – 0) وتخطى مازيمبي الكونغولي الديمقراطي في نصف النهائي (0-0، 3 – 0).

في المقابل كان طريق فريق “باب سويقة” صعبا، إذ حل ثانيا في مجموعته خلف أتلتيكو دي لواندا الأنغولي، ثم أقصى أسيك ميموزا الإيفواري من ربع النهائي بركلات الترجيح بعد التعادل سلبا في المواجهتين، وفي نصف النهائي أزاح ماميلودي صنداونز الجنوب أفريقي بفوزه عليه ذهابا وإيابا بنتيجة واحدة 1 – 0.

تاريخيا تواجه الفريقان في 24 مناسبة، ففاز “المارد الأحمر” في 12 مباراة، وفاز الترجي أربع مرات فقط، فيما تعادلا 8 مرات.

وسيكون هذا هو النهائي العربي الخالص رقم 18 في البطولة التي انطلقت في ستينات القرن الماضي، وكان الأهلي طرفا في أول نهائي عربي عام 1987، حينما توج باللقب على حساب الهلال السوداني، وكذلك في اللقاء الأخير، عندما فاز بالبطولة أيضا إثر تغلبه على الوداد البيضاوي المغربي العام الماضي.

كما يحمل الأهلي، صاحب الرقم القياسي في عدد مرات الفوز بالبطولة برصيد 11 لقبا، في مواجهاته مع الترجي من جهة والوداد من ناحية أخرى أكثر النهائيات العربية تكرارا، بعدما التقى مع كل منهما 3 مرات في نهائي دوري الأبطال.

وبينما يتطلع الأهلي إلى التتويج باللقب للمرة الـ12 في تاريخه، فإن الترجي يحلم بالحصول على البطولة للمرة الخامسة، بعدما نالها أعوام 1994 و2011 و2018 و2019.

ويتواجد الأهلي للمرة الـ17 في نهائي دوري أبطال أفريقيا والخامسة على التوالي، كما يعد هذا هو النهائي السابع الذي يخوضه في البطولة الأهم والأقوى على مستوى الأندية في القارة السمراء، خلال النسخ الثماني الأخيرة.

ظهور تاريخي


الترجي بقيادة مدرّبه البرتغالي ميغيل كاردوزو يسعى إلى تكرار النتيجة ضد صنداونز الذي كان مرشحا فوق العادة لنيل اللقب

في المقابل يستعد الترجي، الذي يرغب في معادلة عدد ألقاب الزمالك المصري وتي بي مازيمبي الكونغولي الديمقراطي في دوري الأبطال، لتسجيل ظهوره التاسع في نهائي البطولة والأول منذ 5 أعوام.

وسبق للأهلي أن واجه الترجي في نهائي دوري الأبطال مرتين، حيث كانت الأولى في نسخة عام 2012، التي توج بها نادي القرن في أفريقيا، عقب فوزه 3 – 2 في مجموع مباراتي الذهاب والعودة على نظيره التونسي.

أما المواجهة الثانية فكانت في نسخة عام 2018، التي فاز بها الفريق الملقب بـ”شيخ الأندية التونسية”، عقب تغلبه 4 – 3 في إجمالي لقاءي الذهاب والإياب.

وبصفة عامة التقى الأهلي مع الترجي 22 مرة في دوري أبطال أفريقيا، حيث فاز الفريق المصري في 10 مباريات وسجل لاعبوه 25 هدفا، مقابل 4 انتصارات لأبناء “باب سويقة” الذين أحرزوا 14 هدفا، فيما تعادل الناديان في 8 مواجهات.

وباتت مواجهات الأهلي والترجي بمثابة ديربي للكرة العربية والأفريقية حيث تحمل دوما طابع الإثارة والندية. وتأهل الأهلي للنهائي بعد أن تصدر المجموعة الرابعة في مرحلة المجموعات برصيد 12 نقطة، ثم تخطى عقبة سيمبا التنزاني ومازيمبي في دوري الثمانية ونصف النهائي على الترتيب.

دفاع صلب

يسعى الترجي بقيادة مدرّبه البرتغالي ميغيل كاردوزو إلى تكرار النتيجة ضد صنداونز الذي كان مرشحا فوق العادة لتحقيق اللقب ولاسيما بعدما افتتح الموسم بلقب دوري أفريقيا.

ويعوّل على خط دفاعه المتين بقيادة الجزائري محمد توغاي وياسين مرياح وخلفهما الحارس المتألق أمان الله مميش. حافظ على نظافة شباكه في 11 مباراة من أصل 12 (خسر أمام الهلال السوداني 1 – 3)، حيث يلعب بطريقة متوازنة تعتمد على إغلاق منطقته وتضييق المساحات ولاسيما أمام الفرق الهجومية.

ويعتمد فريق “الدمّ والذهب” هجوميا على البرازيليين يان ساس ورودريغو رودريغيز، ولاعب الوسط المحوري الجزائري حسام غشة والمخضرم غيلان الشعلالي والتوغولي روجيه أهولو، فضلا عن الظهيرين محمد بن علي ومحمد أمين بن حميدة.

وعدّ كاردوزو أن التأهل مع الترجي إلى النهائي بمنزلة “أكبر إنجاز في مسيرتي”. وحول النهائي قال “الحذر سيكون أساسيا ضد الأهلي المتمرس بالبطولات ويعرف كيف يحصدها”. وأضاف “نعرف جيدا صعوبة ملعب القاهرة في العودة؛ لأنه دائما يكون ممتلئا بجماهير الأهلي”.

بدوره قال المدافع مرياح في تصريحات إذاعية “ينبغي أن نكون حاضرين ذهنيا وبدنيا، لأن الأهلي فريق كبير لديه تقاليده في هذه البطولة وكذلك الترجي يمتلك تاريخا كبيرا، وأتمنى أن نكون الأكثر تركيزا”. كما سيعوّل الترجي على رفع عدد جماهيره من 27 ألفا إلى 34 ألف متفرّج بعد سماح السلطات.

الخبرة والتاريخ


تحقيق نتيجة إيجابية ذهابا هو جل ما يطمح إليه الأهلي قبل موقعة الإياب في القاهرة، إلا أن الفريق الأحمر يعي تماما أن اللقاء سيكون صعبا؛ إذ اختبر أجواء رادس مرارا ولاسيما في نهائي 2018. ورغم ذلك يُعدّ الفريق المصري الأوفر حظا لنيل اللقب.

وأشار المدرب السويسري مارسيل كولر، الساعي إلى لقبه الثاني تواليا مع الفريق، إلى أن “كل منافس في دوري الأبطال يرفع من مستوى مباراته أمام الأهلي. نحن النادي الأكثر نجاحا في أفريقيا، لذلك يريد الجميع الفوز علينا”.

وسيشرف كولر (تولى المهمة في سبتمبر 2022) على الفريق في المباراة رقم 100 في مختلف البطولات.

وعلى غرار الحارس الشاب مميش، يتألق الشاب الموهبة في حراسة مرمى الأهلي مصطفى أحمد شوبير الذي تحمل المسؤولية إثر غياب العملاق محمد الشناوي بسبب الإصابة، وكرس نفسه في التشكيلة الأساسية إذ لم تهتز شباكه في ست مباريات قارية هذا الموسم.

في 18/05/2024 على الساعة 08:30