وأصبح دوري روشن وجهة جديدة لنجوم أوروبا، بسبب المبالغ الطائلة التي يتم دفعها، إلى جانب الإمكانيات المذهلة المتعلقة بالملاعب والمرافق، وغيرها من الأمور التي جعلته يتصدر المشهد في الشرق الأوسط والعالم.

وتحدثت جريدة "العرب" الصادرة من لندن عن تحديات اللاعبين في الموسم المقبل، فيجب ذكر الفرنسي كريم بنزيمة مهاجم اتحاد جدة، وزميله السابق المغربي عبدالرزاق حمدالله، المنضم حديثا لصفوف الشباب. وشهد الموسم الماضي العديد من الصراعات المختلفة بين الثنائي، والتي تسببت في رحيل حمدالله بنهاية المطاف، وبقاء بنزيمة لقيادة هجوم “العميد” خلال الفترة المقبلة.

وضع بنزيمة نفسه أمام مسؤولية كاملة خلال الموسم المقبل مع الاتحاد، بعدما تحكم في العديد من الملفات المختلفة، مثل اختيار الصفقات الجديدة في الصيف الجاري، وتعيين مواطنه لوران بلان، كمدرب للفريق. والأمر لم يتوقف عند هذا الحد، حيث تسبب في رحيل حمدالله من صفوف الاتحاد، والتعاقد مع صالح الشهري بعد نهاية عقده مع الهلال، وذلك لأن الأخير لا يتمتع بنفس مستوى النجم المغربي، ليضمن بنزيمة المشاركة بصورة أساسية دون تهديد.

وكل هذه الأمور ستضع أسطورة ريال مدريد تحت ضغط كبير، وذلك من أجل تحقيق النجاح مع الاتحاد، بعد الفشل خلال الموسم الماضي في تقديم أوراق اعتماده، بتسجيل 16 هدفا وصناعة 9 أخرى بمختلف المسابقات.

وتتمثل المهمة الانتحارية التي ستواجه بنزيمة في تحقيق أحلام جماهير الاتحاد عن طريق تسجيل الأهداف وصناعتها بصورة مستمرة، مثلما كان يفعل حمدالله الذي نجح في قيادة هجوم “العميد” خلال أغلب مباريات الموسم الماضي، بتسجيل 30 هدفا في مختلف المسابقات، وأصبح نجم وهداف الفريق الأول، رغم وجود بنزيمة الذي غاب مرارا وتكرارا لعدة أسباب مختلفة.

وتسبب توهج حمدالله، في حالة غليان داخل المدرج الاتحادي حيث فتحت جماهير “النمور” النار على بنزيمة طوال الموسم الماضي، بسبب هبوط مستواه وتراجعه التهديفي، وهو السر وراء رغبته في التخلص من حمدالله.

وبالتالي، سيكون النجم الفرنسي مطالبا بتعويض جماهير الاتحاد عن رحيل حمد الله، إلى جانب انتظارهم لنجاح الصفقات التي اختارها، بالإضافة إلى المدرب الجديد لوران بلان. في المقابل، سيواجه حمدالله، مهمة صعبة هو الآخر، بعدما قرر تمثيل الشباب خلال الموسم المقبل، بعد صدمه رحيله عن اتحاد جدة.

صحيح أن حمدالله كان مُجبرا على الرحيل، ولكن التواجد مع الشباب سيمثل تحديا كبيرا له من أجل الاستمرار في كتابة التاريخ وتسجيل الأهداف، رغم فارق الإمكانيات بين “الليوث” والأندية الكبرى الأخرى. ويتمثل الفارق في الدعم المادي والجماهيري إلى جانب جودة اللاعبين على عكس أندية المقدمة المتمثلة في الهلال والنصر والاتحاد والأهلي، لذا فإن “الساطي” سيكون أمام مهمة انتحارية.

وسيكون الموسم المقبل بمثابة مفترق طرق في مسيرة حمدالله، وذلك بعدما قرر الاستمرار في الملاعب السعودية والمنافسة بالمستويات العليا، رغم تلقيه مجموعة عروض أقل من حيث القوة والضغط من أندية قطرية وإماراتية.

وبالتالي، فإن النجاح مسألة لا تقبل النقاش بالنسبة لحمدالله مع الشباب من أجل الاستمرار بالمستويات العليا، خاصة وأن فشله سيتسبب في خفوت نجمه وخطف مكانه، نظرا إلى عدة عوامل منها تقدمه في العمر ووجود أسماء مميزة بنفس المركز.

وعلى الجانب الآخر، تنتظر جماهير الاتحاد تألق بنزيمة بفارغ الصبر، وذلك لأنها لن تقبل ظهوره بمستوى مخيب للموسم الثاني على التوالي، حيث سيتسبب في رحيله دون أدنى شك، بعد سلسلة من الأزمات التي أحدثها منذ مجيئه في صيف 2023.

وبالتالي، فإن مسيرة حمدالله وبنزيمة أمام مفترق طرق بين التألق أو النهاية الصادمة، وسط ترقب شديد من الجماهير التي تهاجم وتنتقد بقوة في حالة الإخفاق.