الرجاء وعلى الرغم من الهفوات والأخطاء، التي بالمناسبة لم يكن ليخوض فيها أحد لو حافظ الأخضر على عذرية مرماه بعد هدفه وتأهل على حساب الأهلي، واجه فريقا يضم سبعة رجال لهم خبرة دولية، خمسة في المنتخب المصري، وهم أيمن أشرف، محمد عبد المنعم، حمدي فتحي ومحمد شريف وعمرو السولية، بالإضافة إلى علي معلول، ظهير أيسر المنتخب التونسي، وبيرسي طاو، مهاجم منتخب جنوب إفريقيا.
هذا الزخم لم يكن مع ذلك كافيا لقهر فريق شاب عمل مسؤولوه على قص أجنحته مقابل بضع مليارات سنتيم وتركوا فراغات مهولة في صفوفه، وهو الذي يلعب على عدة واجهات محليا وقاريا. إذا كنا سنحاسب الطاوسي لكونه أقل رشدا مما كنا نتوقع، أو لاعبين يافعين بسبب بعض الهفوات، فإننا ملزمون بمحاسبة المسؤولين أولا، إذ يجب تبرير التسعة عشر انتدابا التي ثبت أنها صفقات فاشلة "فالصو" لم يصلح منها سوى حارسي المرمى مروان فخر والجزائري غايا مرباح ثم لاعبين شاركا في مباراة الأمس : جمال حركاس الذي خاض مباراة الأهلي ومحمد الناهيري الذي لزم دكة البدلاء.
الأهلي استحق التأهل لاحترافيته على جميع الأصعدة، تركيبته البشرية القوية، إدارته التقنية المؤهلة والمستقرة التي يشرف عليها الإطار الجنوب إفريقي لما يزيد عن موسمين، في حين ارتأى مسؤولو الرجاء الاستغناء عن مدربين متمرسين رغم نتائجهما الإيجابية في تصرف يخالف المنطق السليم، حين ضحوا بجمال السلامي في أوج عطائه في منتصف الموسم، ثم بديله التونسي لسعد الشابي، الذي سار على خطى سابقه وحقق ما كان منتظرا منه وزيادة، ومع ذلك تمت تنحيته هو الآخر في غضون بضعة أشهر دون مبرر ليتم تعويضه بالبلجيكي فيلموتس الذي عاد أدراجه غانما بعد ثلاثة أشهر من العبث.
وما ذلك سوى ضرب من رعونة تدبير تلطخ سمعة فريق عريق، في المقابل تقوم بتدبير شؤون الأهلي إدارة محنكة لن نسمع أبدا أن أحد لاعبيها تخلف عن الركب بسبب.. جواز سفر إنتهت صلاحيته.