تجاوزت إسبانيا، البطلة ثلاث مرات، صدمة مبكرة لتفوز 4-1 على جورجيا الشجاعة، الأحد، وتبلغ دور الثمانية في كأس أوروبا 2024 لكرة القدم بعد مواجهة مثيرة للإعجاب وضعت حدا لمسيرة المنتخب المتواضع في المسابقة، لتضرب موعدا مع ألمانيا مستضيفة البطولة في دور الثمانية. وبعثت إسبانيا برسالة واضحة لنواياها في البطولة بأداء قوي، تناوب خلاله رودري (رودريغو هيرنانديز) وفابيان رويز ونيكو وليامز وداني أولمو على التسجيل.

وتأخرت إسبانيا في النتيجة بعد مرور 18 دقيقة عندما وضع روبن لي نورماند تمريرة أوتار كاكابادزي العرضية بصدره في مرمى أوناي سيمون. وفي مشاركتها الأولى بالبطولة، سادت حالة من النشوة بين لاعبي جورجيا الذين كانوا يطمحون لتحقيق مفاجأة ثانية على التوالي بعدما تغلبت 2-0 على البرتغال في ختام دور المجموعات ليتقدموا للدور الثاني.

وحظيت جورجيا بدعم من آلاف المشجعين الذين توافدوا على ألمانيا مرتدين اللون الأبيض ومتدثرين بأعلام جورجيا. وكان سجل إسبانيا في دور المجموعات مثاليا، إذ فازت في ثلاث مباريات ولم تهتز شباكها بأي هدف، وهي أفضل بداية لها منذ عام 2008 عندما فازت بالبطولة. واستعان المدرب لويس دي لافوينتي بالقوة الضاربة في التشكيلة الأساسية بعدما أجرى عشرة تغييرات على التشكيلة في المباراة الأخيرة بدور المجموعات.

وقال رودري الذي اختير رجل المباراة “أمام ألمانيا علينا تقديم أفضل مستوياتنا. كنا نعرف أنها ستكون مباراة صعبة. وضعونا في مأزق”. وأضاف “كان من المؤسف أن نتلقى هدفا، لكننا أظهرنا قوة شخصيتنا، وكبرياءنا للعودة في النتيجة. كنا نعرف أنه سيكون فريقا قويا”. وسيطرت إسبانيا على المباراة منذ البداية، وكادت تتقدم بعد خمس دقائق عندما لعب داني كاربخال تمريرة عرضية من الناحية اليمنى في اتجاه بيدري الذي سدد بقوة لكن جيورجي مامارداشفيلي حارس مرمى جورجيا تصدى للكرة ببراعة.

وكان وليامز أكبر تهديد في مباراة مثيرة واقترب من التسجيل مبكرا عندما أطلق تسديدة من خارج منطقة الجزاء اصطدمت وغيرت طريقها إلى خارج الملغب. وواصلت إسبانيا هجماتها، لكن جورجيا صعقتها عندما تقدمت بعدما مرر جيورج ميكاوتادزي الكرة إلى كاكابادزي على الناحية اليمنى ليرسل تمريرة عرضية ارتطمت في لي نورماند وسكنت الشباك.

وحافظت إسبانيا على هدوئها وتمكنت من تسجيل هدف التعادل عندما مرر وليامز الكرة إلى رودري الذي أطلق تسديدة منخفضة من خارج المنطقة في الزاوية اليسرى. وتقدمت إسبانيا 2-1 بعد ست دقائق من نهاية الاستراحة عندما لعب الأمين جمال تمريرة عرضية رائعة قابلها فابيان رويز بضربة رأس من مسافة قريبة في الشباك.

وأنهى وليامز آمال جورجيا في العودة بتسديدة قوية من داخل المنطقة في الدقيقة 75 قبل أن يكمل داني أولمو فوز إسبانيا بالهدف الرابع قبل سبع دقائق من صفارة النهاية. وقال ويلي سانيول مدرب جورجيا إن فريقه بات يحظى بالوقت ليشعر بحجم الإنجاز الكبير الذي حققه. وأضاف “كان الفريق رائعا للغاية. أنا فخور للغاية به. أنا فخور جدا بما فعله اللاعبون في الشهور الأخيرة. الآن، انتهت الرحلة، لكنني واثق أن الرحلة المقبلة ستكون أيضا مثيرة جدا”.

وفي مباراة ثانية، قلب منتخب إنجلترا تأخره بهدف أمام نظيره السلوفاكي إلى فوز 1-2، الأحد، ليبلغ دور الثمانية من المسابقة. وانتظر منتخب الأسود الثلاثة حتى الدقيقة الخامسة من الوقت المحتسب بدلا من الضائع للشوط الثاني، ليسجل له نجمه جود بلينغهام هدفا رائعا تعادل به مع نظيره السلوفاكي الذي سجل له إيفان سكرانز هدف التقدم في الدقيقة 25.

وبعد نهاية الوقت الأصلي للمباراة بالتعادل، تم الاحتكام إلى شوطين إضافيين، وسجل منتخب إنجلترا هدفه الثاني عن طريق قائده هاري كين في الدقيقة الأولى من الشوط الإضافي الأول. وسيواجه المنتخب الإنجليزي، وصيف النسخة الماضية، نظيره السويسري في دور الثمانية، حيث تأهل الأخير لهذا الدور بعد فوزه على إيطاليا حامل اللقب 2-0، السبت.

وستقام مواجهة إنجلترا وسويسرا يوم السادس من يوليو المقبل في مدينة دوسلدورف. وبدأت المباراة بضغط من جانب المنتخب الإنجليزي، الذي اعتمد في هجومه على قائده هاري كين، بمساندة من فيل فودين على الجهة اليسرى وبوكايو ساكا على الجهة اليمنى. واعتمد المنتخب السلوفاكي على الهجمات المرتدة، وعلى ضربات الرأس المميزة من مدافعه ميلان سكرينيار.

وفي الدقيقة 25 سجل منتخب سلوفاكيا هدف التقدم عن طريق إيفان سكرانز، الذي تلقى تمريرة من زميله ديفيد ستريليتس، ليضع الكرة في شباك جوردان بيكفورد. وشن المنتخب الإنجليزي العديد من الهجمات بعد اهتزاز شباكه بهدف التقدم، وقاد نجمه جود بلينغهام الهجوم، فيما تراجع كين إلى الخلف من أجل منح المساحات للجناحين فودين وساكا في التحرك.

لكن محاولات الإنجليز لم تشكل أي خطورة على مرمى مارتن دوبرافكا حارس سلوفاكيا، الذي لم يختبر كثيرا في الشوط الأول الذي انتهى بتقدم منتخب بلاده بهدف نظيف. ومع بداية الشوط الثاني، كثف المنتخب الإنجليزي من محاولاته لتحقيق الريمونتادا في المباراة، ونجح في تسجيل هدف في الدقيقة 49 عن طريق فيل فودين، لكن الحكم لم يحتسب الهدف بداعي التسلل.

وواصل المنتخب الإنجليزي محاولاته بعد الهدف الملغي، لكن الدفاع السلوفاكي وحارس مرماه دوبرافكا، تألقا في إبعاد الخطر. وفي الدقيقة 80 جاءت أخطر فرص المنتخب الإنجليزي، حينما سدد ديكلان رايس كرة من خارج منطقة الجزاء، لتصطدم بالقائم الأيمن لمرمى دوبرافكا، فيما لم ينتج عن متابعة كين للمحاولة أي جديد.

ورد منتخب سلوفاكيا بتسديدة من ستانيسلاف لوبوتكا في الدقيقة 86، لكن بيكفورد حارس إنجلترا أمسك بالكرة بسهولة. وفي الدقائق الأخيرة، أجرى غاريث ساوثغيت عدة تغييرات، ودخل مهاجم تشيلسي كول بالمر بديلا، وكذلك مهاجم برينتفورد إيفان توني، فيما تراجع بوكايو ساكا ليشغل مركز الظهير الأيسر بعد خروج كيران تريبير المصاب.

وفي الدقيقة الخامسة من الوقت المحتسب بدلا من الضائع للشوط الثاني، أدرك المنتخب الإنجليزي التعادل عن طريق جود بلينغهام، حيث لعب كايل والكر رمية تماس طويلة داخل منطقة الجزاء، ليوجهها المدافع مارك جيهي باتجاه بلينغهام، الذي وضعها بطريقة فنية رائعة من الوضع طائرا في شباك دوبرافكا الذي لم ينجح في التصدي لها.

وانتهى الشوط الثاني بالتعادل هدف لهدف، ليتم اللجوء إلى شوطين إضافيين. وفي الدقيقة الأولى من الشوط الإضافي الأول، سجل منتخب إنجلترا الهدف الثاني عن طريق قائده كين، حيث سدد إيبرشي إيزي كرة من خارج منطقة الجزاء بدون دقة، لكن كرته وصلت إلى إيفان توني الذي حولها برأسه باتجاه كين الذي سدد الكرة داخل الشباك.

وفي الدقيقة 104 من الشوط الإضافي الأول، كاد المدافع بيتر بيكاريك أن يسجل هدف التعادل للمنتخب السلوفاكي، بعدما تلقى كرة عرضية أمام مرمى بيكفورد، غير أن تسديدته علت عارضة مرمى بيكفورد، وهي المحاولة الأخيرة قبل نهاية الشوط الإضافي الأول.

وفي الشوط الإضافي الثاني، حاول المنتخب السلوفاكي التعادل، لكنه فشل في ذلك في ظل التزام وصمود الدفاع الإنجليزي الذي حاول الحفاظ على تقدمه. ونجح المنتخب الإنجليزي في الحفاظ على تقدمه حتى النهاية، ليطلق الحكم صافرة نهاية الشوط الإضافي الثاني والمباراة بفوزه 1-2 وتأهله لدور الثمانية.