بعد سلسلة من النتائج المتخبطة، كتب "الفرعون" على مواقع التواصل الاجتماعي "كانت فترة صعبة لأسباب عديدة. نحن أبطال وسنقاتل كالأبطال، حتى النهاية. لن نسمح بأن يتم تقييم هذا الموسم على أساس النتائج التي حققناها أخيرا. هذا وعدي لكم جميعا".
يحتاج ليفربول إلى نتيجة جيّدة في دوري الأبطال الذي أحرزه قبل موسمين للمرة السادسة في تاريخه، لتشكل رافعة لرجال المدرب الألماني يورغن كلوب الباحثين عن الثقة وسط كمّ رهيب من الإصابات في صفوفهم.
لكن المباراة لن تقام على أرض أي من الفريقين، بعد منع السلطات الألمانية حضور ابناء ليفربول بسبب بروتوكول فيروس كورونا، فاضطر الاتحاد القاري لنقلها إلى العاصمة المجربة بودابست.
وقد يصبّ إقامة المباراة خارج عقر دار لايبزيغ في مصلحة ليفربول الذي يمرّ بفترة غير اعتيادية، إذ لم يفز سوى 3 مرات في آخر 12 مباراة في مختلف المسابقات.
سلسلة أنهت حظوظه منطقيا، وباعتراف مدربه كلوب، بمطاردة مانشستر سيتي المتصدر الذي يبتعد عنه بفارق 13 نقطة ومباراة أقل، بعد خمس جولات على بداية دور الاياب من الدوري الانكليزي.
وفي ظل خروجه أيضا من مسابقة الكأس المحلية، ينشد "الحمر" تحقيق مشوار جيد في المسابقة القارية لانقاذ ماء الوجه.
لكن عشاق نادي "لن تمشي أبدا لوحدك" قد يمنحون أسباب تخفيفية لفريق أثقله كاهل الإصابات، خصوصا خط دفاعه الذي خسر قطبه الهولندي فيرجيل فان دايك، إلى جو غوميز والكاميروني جويل ماتيب.
حتى لاعب البرتغالي ديوغو جوتا الذي كان المفاجأة الإيجابية لهذا الموسم، فيغيب لعدة اسابيع بسبب الاصابة.
تراجع ليفربول إلى المركز الرابع، وبحال فوز مطارديه في البريميرليغ بمبارياتهم المؤجلة، قد يهبط نظريا إلى المركز الثامن.
وما زاد الطين بلّة، اخطاء غير اعتيادية لحامي عرينه البرازيلي أليسون بيكر الذي ارتكب هفوة تلو الاخرى في آخر مباراتين ضد مانشستر سيتي وليستر سيتي، ذكّرت ببعض مآثر الألماني لوريس كاريوس في دوري الأبطال.
غيابات واصابات أرهقت قلب الفريق النابض المؤلف من أليسون، الظهيرين ترنت ألكسندر-أرنولد، الاسكتلندي أندي روبرتسون، البرازيلي فابينيو، الهولندي جورجينيو فينالدوم وثلاثي الهجوم صلاح مع البرازيلي روبرتو فيرمينو والسنغالي ساديو مانيه.
- بحثا عن صفقة مماثلة لكوتينيو -
وبعد أربع سنوات من تطبيق أسلوب كلوب المبني على الضغط العالي المستمر على الخصم، بدأ ليفربول يعاني من نضوب في الطاقة.
قال مدافعه السابق جايمي كاراغر على شبكة "سكاي سبورتس": "لا يتعلق الامر بالسلوك. هذا ليس فريقا يقول +حسنا، أحرزنا لقب الدوري، ولقد نجحنا. لم يتنفسوا منذ ثلاث سنوات".
ويشير كاراغر الى التحوّل الكبير الحاصل بعد التعاقد مع صلاح، فان دايك وأليسون في 2017 و2018، ليتحوّل ليفربول من منافس للحلول بين الاربعة الاوائل الى مصدر الخطر الاكبر في انكلترا وأوروبا، وذلك برغم التخلي عن لاعب الوسط الهجومي البرازيلي كوتينيو إلى برشلونة الاسباني مقابل صفقة قد تصل الى نحو 200 مليون دولار في يناير 2018.
لكن الفريق لن يكون بمقدوره اجراء صفقة كبيرة جديدة لتمويل قادمين جدد، مع اقتراب صلاح ومانيه وفيرمينو من الثلاثين، فيما سيصبح فينالدوم لاعبا حرا الصيف المقبل.
من دون بيع أي نجم الصيف المقبل، لن يكون بمقدور حتى بطل الدوري الانكليزي الانفاق بسخاء في ظل التقشف المادي الرهيب الناجم عن تداعيات فيروس كورونا.
- لايبزيغ خارج السرب الألماني -
في المقابل، يغرّد لايبزيغ خارج سرب الأندية التقليدية في ألمانيا، مع الدعم المالي الجدلي من شركة ريد بول لمشروب الطاقة المالكة للنادي، لكن من دون ذلك لم يكن الفريق الناشىء قادرا على مقارعة أبطال قاريين في فترة زمنية قصيرة.
آخر مكتسباته المادية كان التخلي في نهاية الموسم الجاري عن مدافعه الفرنسي دايو أوباميكانو مقابل 43 مليون يورو لبايرن ميونيخ حامل اللقب، علما بانه ضمّه إلى صفوفه مقابل مليون يورو فقط من نادي سالزبورغ النمسوي الشقيق قبل أربع سنوات.
وكان ليفربول معتادا على التسوّق من مجموعة ريد بول، بعد ضمّه لاعب الوسط الغيني نابي كيتا والياباني تاكومي مينامينو، فيما صنع مانيه أيضا اسمه مع سالزبورغ.
ويتردّد ان قلب دفاع لايبزيغ الفرنسي إبراهيما كوناتيه قد يشكّل أحد الحلول لمشكلات دفاع ليفربول.
وبرغم خسارة مهاجمه الدولي تيمو فيرنر إلى تشلسي الإنكليزي، لا يزال لايبزيغ من منافسي بايرن على صدارة الدوري الالماني واقصى مانشستر يونايتد الإنكليزي من دور المجموعات في دوري الابطال.
ويعوّل الفريق على مجموعة من اللاعبين الجدد على غرار الاسباني داني أولمو، المجري دومينيك سوبوسلاي، المالي أمادو حيدرا، الفرنسي كريستوفر نكونكو، كوناتيه والاسباني أنخلينيو.