تمثل الأزمات في أغلب الأحيان فرصة واعدة لأندية كرة القدم لترتيب أهدافها والوقوف على نقاط ضعفها لتداركها والانطلاق من جديد. لكن هل يمكن اعتبار توقف النشاط بسبب أزمة كورونا، والتي بلغت قرابة أربعة أشهر، كافية لبعض أندية الدوري الإنجليزي مثلا من أجل تحقيق صحوتها والعودة من جديد إلى أمجادها؟
للإجابة على هذا السؤال لا بد من الوقوف على النتائج التي حققتها أندية البريميرليغ في نهاية هذا الموسم الاستثنائي، وليس فقط النتائج بل الأكثر من ذلك مستوى هذه الأندية مقارنة ببداية الموسم أو ما قبل اندلاع أزمة كورونا.
رغم الإقرار بأنه يصعب الحكم على مستوى الأندية في موسم كالذي مرت به كرة القدم الإنجليزية والعالمية، لكن من المفيد التذكير بما عاشته بعض فرق الدوري الممتاز قبل توقف النشاط على غرار مانشستر يونايتد.
منذ إعلان إدارة الفريق عن قرارها بمنح الثقة في النرويجي أولي غونار سولسكاير لتولي المقاليد الفنية بعد حقبة جوزيه مورينيو “السيئة”، والنادي يعيش ارتباكا وضعفا كبيرا على مستوى النتائج محليا وأوروبيا رغم العناصر الكبيرة التي يمتلكها.
ورغم تواصل هذه المرحلة من الفراغ التي يعيشها فريق “مسرح الأحلام” على مستوى النتائج، لكنّ محللين يؤكدون على أن نهاية هذا الموسم أظهرت فريقا آخر أكثر تماسكا وتطلعا للنتائج من الذي عرفه الجمهور العريض ليونايتد.
وأعادت هذه الفترة، رغم قصرها، التذكير بحقبة السير أليكس فيرغسون وحقق خلالها الفريق حصادا كرويا مثاليا تغنى به عشاق البريميرليغ، من حيث الأداء على الميدان وتعلق اللاعبين بتحقيق الفوز والانسجام بين الخطوط وغيرها من الأمور الفنية التي جعلت تلك الفترة استثنائية.
وخلال النصف الثاني من هذا الموسم لم يتجرع يونايتد أي هزيمة طيلة 14 مباراة في ختام رائع كلله بالفوز 2-0 على ملعب ليستر سيتي ليتأهل فريق سولسكاير إلى دوري أبطال أوروبا.
وقاد المدرب النرويجي فريقه لتحقيق هدفه الأساسي هذا الموسم، رغم أنه لم يكن من المتوقع أن ينافس ليفربول البطل أو وصيفه مانشستر سيتي على اللقب، لكن عودته إلى أرفع مسابقة للأندية في أوروبا تؤشر إلى قرب استعادة النادي لأمجاده.
ويقف محللون ومتابعون لمسيرة هذا النادي الكبير على عامل الجاهزية والمعنويات المرتفعة للاعبين التي تستمد قوامها الأساسي من عودة بعض الركائز الأساسية بعد فترة توقف النشاط أمثال الفرنسي بول بوغبا والإنجليزي ماركوس راشفولد ودورهما البارز في منح الثقة لزملائهما والإصرار على تحقيق النتائج.
ويرى هؤلاء المحللين أنه مهما كان مستوى أي فريق، خصوصا الأندية الكبرى، فإن جميعها غير محصن ضد فترة الفراغ التي تتخللها فترة ضخ دماء جديدة وبناء فريق شاب، لكنهم يؤكدون على أن يونايتد احتاج إلى أكثر من ذلك لجهة تعاقب العديد من المدربين عليه في السنوات الماضية.