ختام الأولمبياد كشف الوجه الحقيقي لفرنسا

Dr

انتهت دورة الألعاب الأولمبية في باريس ومرّرت عاصمة الأنوار المشعل إلى مدينة لوس أنجلس الأميركية بشواطئها وتلالها والسينما المشهورة بها، حيث يتعيّن عليها البدء في العمل كي تكون على أتم الاستعداد في عام 2028 بعد التنظيم الرائع في باريس.

في 13/08/2024 على الساعة 14:30

واختتم أولمبياد باريس 2024 الذي وصفه رئيس اللجنة الأولمبية الدولية بـ”المذهل”، خلال حفل بنبرة أكثر كلاسيكية، سُلِّم في نهايته المشعل إلى لوس أنجلس الأميركية، مستضيفة الألعاب عام 2028. وذلك بعد 16 يوما من المنافسات.

بعد الحماس الذي خلّفته مراسم الافتتاح غير المسبوقة على نهر السين والتي تميّزت بالجرأة والشمولية لكن تعرّضت للانتقاد من قبل بعض السياسيين المحافظين، اتخذ حفل الختام منحى تقليديا أكثر.

قام السباح ليون مارشان، الرياضي الوحيد الفائز بأربع ذهبيات خلال هذه النسخة، بإطفاء المرجل الأولمبي بشكل رمزي في حديقة التويلري، وسط العاصمة.

وبنبرة كلاسيكية أكثر، سبق الحفل خطابان لرئيسي اللجنة المنظمة توني إستانغيه واللجنة الأولمبية الدولية الألماني توماس باخ الذي أشاد بألعاب أولمبية “مذهلة” وبـ”الأجواء التي لا تضاهى”. وأضاف الممثل الأميركي توم كروز لمسة هوليوودية بنزوله على حبل من سطح “ستاد دو فرانس”، أمام 71500 متفرج ليمسك بالعلم الأولمبي.

غادر نجم فيلم “المهمة المستحيلة” على دراجة نارية قبل أن يظهر مقطع فيديو له ينقل العلم إلى أحرف هوليوود العملاقة في لوس أنجلس مضيفة أولمبياد 2028.

على المستوى الرياضي، تصدّرت الولايات المتحدة جدول الميداليات النهائي، رغم تساويها مع الصين بأربعين ذهبية.

وأنهى الأميركيون الألعاب برصيد 126 ميدالية بينها 44 فضية مقابل 91 للصين بينها 27 فضية.

وانتهت الألعاب بحصول الأميركيات على الميدالية الذهبية في كرة السلة أمام الفرنسيات. وتمكن الجمهور الذي حضر بكثافة أمام المعالم السياحية الرائعة، من مشاهدة الفوز الباهر للهولندية سيفان حسن بذهبية سباق الماراثون بعد أيام قليلة من حصولها على برونزيتيها في سباقي 5 آلاف م و10 آلاف م.

بعد ساعات قليلة من فوز نجوم “أن.بي.أي” على فرنسا المضيفة 98 – 87، حذا حذوهم منتخب السيدات بفوزه على فرنسا أيضا.

كانت الفرنسيات في الموعد وواجهن بشجاعة التحدي أمام الملكات الأميركيات وكن قريبات من إلحاق الخسارة الأولى بالبطلات عشر مرات، للمرة الأولى في الألعاب الأولمبية منذ عام 1992 عندما سقطن في نصف النهائي أمام منتخب تجمع دول الاتحاد السوفياتي.

وفي إعادة لنهائي 2012 في لندن حين فازت الولايات المتحدة 86 – 50، وجدت صعوبة كبيرة في تجديد الانتصار ولم تحسم النتيجة لصالحها حتى الثانية الأخيرة نتيجة عدم توفيق حاملات اللقب في التسديد (19 محاولة ناجحة من أصل 56) وكثرة خسارة الكرة (19 تورن أوفر).

وباتت الأسطورة الأميركية ديانا توراسي الرياضية الأكثر تتويجا في الرياضات الجماعية، سواء لدى الرجال أو السيدات، وذلك بعد إحرزاها في سن الثانية والأربعين الميدالية الذهبية السادسة، علما أنها لم تخض أي ثانية في مباراة الأحد.

ستظل الهولندية سيفان حسن واحدة من الرياضيات البارزات في هذه الألعاب. فازت بالماراثون الذي أقيم في منتزه ليزانفاليد، وأكملت مجموعتها من الميداليات بعد برونزيتي سباقي 5 آلاف م و10 آلاف م.

وتوجت الدنمارك، وصيفة بطلة النسخة الأخيرة وبطلة العالم ثلاث مرات وأولمبياد ريو دي جانيرو، بذهبيتها الثانية عندما تغلبت على ألمانيا 39 – 26 في نهائي مسابقة كرة اليد في مباراة وداعية لأحد أفضل اللاعبين في التاريخ، ميكل هانسن.

بعد مرور ستة عشر عاما على مشاركته الأولى في الألعاب الأولمبية، في بكين عام 2008، ظفر الرجل الذي يرتدي عصابة الرأس بلقبه الأولمبي الثاني.

حقق ملك سباقات السرعة الهولندي هاري لافريسن الثلاثية في منافسات الدراجات عندما نال الأحد ذهبية سباق كيرين.

تفوق بطل العالم 13 مرة بينها 3 مرات في سباق كيرين، على الأسترالي ماتيو ريتشاردسون صاحب الفضية، فيما عادت البرونزية للأسترالي الآخر ماتيو غلايتزر.

وجثا لافريسن على ركبتيه عقب تحقيق الـ”هاتريك” وقبَّل المضمار، بعدما أصبح الدراج الثالث الذي يفوز بجميع سباقات السرعة الثلاثة (السبرينت فردي وفرق وسباق كيرين) في نسخة واحدة من الألعاب بعد البريطانيين كريس هوي في عام 2008 في بكين وجايسون كيني في عام 2016 في ريو دي جانيرو.

وهذا هو اللقب الأولمبي الخامس للافريسين بعد ذهبيتي سباق السرعة (فردي وفرق) في طوكيو 2021 حيث لم يفلت منه سوى سباق كيرين (نال البرونزية). أصبح الرياضي الهولندي الأكثر تتويجا في التاريخ في فئتي الرجال والسيدات، في الألعاب الأولمبية الصيفية.

تسلم المشعل


على المستوى الرياضي، تصدّرت الولايات المتحدة جدول الميداليات النهائي، رغم تساويها مع الصين بأربعين ذهبية


انتهت دورة الألعاب الأولمبية في باريس ومرّرت عاصمة الأنوار المشعل إلى مدينة لوس أنجلس الأميركية بشواطئها وتلالها والسينما المشهورة بها، حيث يتعيّن عليها البدء في العمل كي تكون على أتم الاستعداد في عام 2028 بعد التنظيم الرائع في باريس.

بعد لندن (1908، 1948، 2012) وباريس (1900، 1924، 2024)، ستصبح لوس أنجلس في عام 2028 ثالث مدينة تستضيف الألعاب الأولمبية الصيفية للمرة الثالثة بعد عامي 1932 و1984، وستكون في الفترة من 14 إلى 30 يوليو 2028.

سيوفّر كوليسيوم مدينة الملائكة رابطا بين جميع الحقبات من خلال استضافته على غرار عامي 1932 و1984، منافسات ألعاب القوى والتي تمّت برمجتها في بداية الألعاب من أجل ترك الوقت لملعب سوفي التابع لفريقي رامز وتشارجرز (فريقان لكرة القدم الأميركية)، كي يصبح “ملعب إنغلوود”، وهي قاعة مائية غير عادية (38 ألف مقعد)، مسرحا لإنجازات جديدة للأميركية كايتي ليديكي والفرنسي ليون مارشان.

وكما جرت العادة، قدّمت لوس أنجلس لمحة أولى عن ألعابها بعرض مدته 15 دقيقة خلال الحفل الختامي لألعاب باريس مساء الأحد في ملعب فرنسا، لاسيما مع الممثل توم كروز، نجم هوليوود.

بعد أسبوعين من المشاهد الرائعة على المواقع الرياضية الأولمبية في باريس، يتعيّن على المدينة الكبرى في كاليفورنيا مضاعفة جهودها ومحاولة وضع طابع خاص على أسلوبها، لأنها غير قادرة على تقديم ما يعادل المعالم التاريخية للعاصمة الفرنسية.

وكتبت المجلة الأميركية سبورتس إيلوسترايتد “حظا سعيدا للوس أنجلس كي تحقّق أفضل من باريس”، معتقدة أن “لوس أنجلس خسرت مسبقا”. وأضافت “كيف يمكن لمدينة أن تتنافس مع باريس؟ يمكن لمدينة لوس أنجلس أن تنظم السباحة في مسبح بيونسيه وجاي – زي، إلا أنها لن تكون على نفس المستوى”.

في 13/08/2024 على الساعة 14:30