الشغف كروي يوحد الجاليات الإفريقية في المغرب

تعيش الجاليات الإفريقية المقيمة بالمغرب، هذه الأيام، على وقع أجواء استثنائية مع انطلاق منافسات كأس إفريقيا للأمم، حيث تمتزج مشاعر الفخر بالانتماء القاري بروح المنافسة الرياضية وقيم التعايش والانفتاح التي تميز المجتمع المغربي.

في 24/12/2025 على الساعة 15:00

وفي عدد من أحياء مدن الدار البيضاء والجديدة وسطات، تبدو ملامح هذا العرس الكروي القاري واضحة من خلال الأعلام الإفريقية التي تزين المحلات، والنقاشات اليومية حول حظوظ المنتخبات، واللقاءات الودية التي تجمع أفراد الجاليات الإفريقية، حيث تتحول كرة القدم إلى لغة مشتركة تتجاوز الحدود والانتماءات.

وتجمع شهادات، استقتها وكالة المغرب العربي للأنباء، لأفراد من الجاليات الإفريقية المقيمة بالمغرب، على أن كأس إفريقيا للأمم لا تقتصر على كونها بطولة رياضية، بل تشكل لحظة إفريقية متميزة تعبر على أن وحدة القارة في تنوعها، وتؤكد أن كرة القدم تظل جسرا للتقارب والتضامن بين الشعوب.

وتتواصل التحضيرات وسط أفراد هذه الجاليات للإعداد للتنقل وتهيئة الأعلام وأدوات التشجيع، قصد التوجه إلى الملاعب التي ستحتضن مباريات منتخباتهم الوطنية، كما هو الشأن بالنسبة لجالية جزر القمر، التي تعد الساعات في انتظار مباراة منتخبها الثانية أمام زامبيا الجمعة المقبل بالدار البيضاء.

ويبدو الشاب القمري نعيم مساهازي في ذروة حماسه، وهو ينخرط بنشاط في الاستعداد لتشجيع منتخب بلاده، حيث قال: « نشعر أننا نلعب على أرض إفريقية صديقة. المغرب بلد يحتضننا، وهذه التظاهرة تجعلنا نشعر بأننا في بيتنا وبين أهلنا ».

وأشاد الطالب القمري بالأجواء الحماسية التي تطبع تنظيم نهائيات كأس إفريقيا للأمم بالمغرب، معتبرا إياها تعبيرا صادقا عن انخراط مختلف مكونات الشعب المغربي، المعروف بكرمه وطيبته، في التحضير لهذا العرس الكروي القاري.وبالموازاة مع ذلك، تواصل الجالية المالية بالمغرب تشجيع منتخبها الوطني، الذي أوقعته القرعة ضمن المجموعة الأولى إلى جانب منتخبات المغرب وجزر القمر وزامبيا.

وفي هذا السياق، اعتبر كيتا ديمبا فالو، أن المغرب وفر كل الشروط الكفيلة بتنظيم بطولة استثنائية تليق بمكانة هذا الحدث الرياضي القاري.

وأضاف الشاب المالي أن البنيات التحتية المتطورة، إلى جانب الأجواء التشجيعية المميزة التي تعرفها الملاعب المغربية، من شأنها أن تجعل من هذه التظاهرة موعدا كرويا بارزا يسلط الضوء على التطور الذي تعرفه كرة القدم الإفريقية.

أما ميتوندوكيدي مويس، من جمهورية الكونغو الديمقراطية، فقد أكد أن الأجواء المصاحبة للنهائيات تعكس روح إفريقيا الحقيقية، مضيفا أن المغرب أبان، مرة أخرى، عن قدرته على جمع الأفارقة في أجواء آمنة ومنظمة.

وأكد المتحدث ذاته أن أفراد الجالية الكونغولية يشعرون بكثير من الحماسة لتشجيع منتخب بلادهم على ملاعب حديثة ومتطورة بكل من الرباط وطنجة، ضمن منافسات المجموعة الرابعة، معربا عن أمله في أن يحقق منتخب « الفهود » نتائج إيجابية خلال هذه البطولة.

ويبرز البعد الثقافي والإنساني لهذه التظاهرة بقوة لدى مختلف الجاليات الإفريقية المقيمة بالمغرب.

وفي هذا الصدد، أكد تراوري باموريبا هاباس، من بوركينا فاسو، أن كأس إفريقيا للأمم بالمغرب تشكل « فرصة سانحة للتعريف بثقافاتنا وموسيقانا وعاداتنا ».

واعتبر الشاب البوركينابي أن المغرب بلد مضياف، ويتوفر على تجربة تنظيمية رائدة، ما يؤهله للتوقيع على نسخة متميزة وغير مسبوقة من هذه التظاهرة الكروية القارية.

ويجمع المتتبعون على أن الحضور القوي للجاليات الإفريقية في هذه التظاهرة يضفي على كأس إفريقيا للأمم بعدا إنسانيا يتجاوز المستطيل الأخضر، ويجعل من المدن المغربية فضاءات للتلاقي الثقافي والتبادل الاجتماعي.

كما تشكل هذه الدينامية مناسبة للجاليات الإفريقية للتعبير عن انخراطها الإيجابي في المجتمع المغربي، والمساهمة في إنجاح حدث قاري يعكس عمق انتماء المغرب لإفريقيا.

تحرير من طرف le360
في 24/12/2025 على الساعة 15:00