ويتواجه الفائزان في المباراة النهائية الإثنين في الرياض، علما أن العاصمة السعودية احتضنت المسابقة في 2019 و2022 و2023 (النسخة الأولى بمشاركة أربعة فرق)، فيما كانت جدة مسرحا لنسخة العام 2018.
وتجمع المواجهة الأولى بين أفضل فريقين حتى الآن هذا الموسم في إيطاليا، إذ لا يفصل بينهما سوى نقطة واحدة في ترتيب الدوري الذي يتصدّره أتالانتا برصيد 41 نقطة (بفارق الأهداف عن نابولي بالرصيد عينه من النقاط) مقابل 40 نقطة لإنتر الثالث (يملك مباراة مؤجلة أمام فيورنتينا).
ويدخل إنتر بطل الكأس السوبر ثماني مرات، بما فيها النسخ الثلاث الماضية، المواجهة بصفوف شبه مكتملة، فباستثناء اصابة المدافعين فرانتشيسكو أتشيربي والفرنسي بنجامان بافار، لا يُعاني من غيابات مؤثرة.
ويعيش فريق المدرب سيموني إنزاغي فترة إيجابية للغاية، فمنذ خسارته محليا في ديربي ميلانو أمام ميلان في 22 أيلول/سبتمبر الفائت، خاض 18 مباراة في جميع المسابقات، فاز في 15 منها مقابل تعادلين وخسارة أمام بطل ألمانيا باير ليفركوزن 0-1 في دوري أبطال أوروبا.
ويُعوّل الـ« نيراتسوري » على قوة منظومته الهجومية حيث سجّل 54 هدفا حتى الآن هذا الموسم، والأهم أن مكامن خطورتها متعددة إذ شارك في التسجيل 18 لاعبا.
وتلقّى إنزاغي خبرا جيدا في الفوز الأخير على كالياري (3-0) في « سيري أ »، تمثّل بعودة نجمه الأرجنتيني لاوتارو مارتينيس إلى هزّ الشباك بعد فترة صيام دامت سبع مباريات متتالية.
وقال إنزاغي عشية المواجهة المنتظرة « نريد التتويج بالكأس السوبر. لن نواجه أتالانتا عينه الذي واجهناه قبل ثلاثة أشهر (فاز إنتر 4-0 في المرحلة الثالثة من الدوري) ».
وتابع « يتواجه غدا (الخميس) فريقان يقدّمان موسما كبيرا. وبعيدا عن تحقيق لقب مسابقة +يوروبا ليغ+، فإن النجاح الكبير الذي حققه أتالانتا كان البقاء في أعلى المستويات منذ أعوام. ستكون مباراة صعبة للغاية في مواجهتهم، كما كانت كذلك دائما، وسنحتاج إلى إنتر كبير ».
بدوره، لا يعيش أتالانتا فترة أقل بريقا من منافسه، فمنذ سقوطه أمام كومو في المرحلة الخامسة من الدوري المحلي في 24 أيلول/سبتمبر الفائت، خاض 19 مباراة في جميع المسابقات، فاز في 15 منها مقابل ثلاثة تعادلات وخسارة أمام ريال مدريد الإسباني 2-3 في دوري الأبطال.
كما حقق أتالانتا، قبل سقوطه في فخ التعادل أمام لاتسيو 1-1 في المرحلة الثامنة عشرة، سلسلة من 11 فوزا تواليا، وبات أول فريق يحقق هذا الانجاز منذ نابولي في موسم 2022-2023 الذي شهد تتويجه بلقبه الثالث في تاريخه.
ويحاول فريق المدرب جان بييرو غاسبيريني فكّ العقدة أمام إنتر، فآخر انتصار حققه على حسابه كان في 11 تشرين الثاني/نوفمبر 2018 بنتيجة 4-1، ومذّاك، تواجه الفريقان 13 مرة، فاز إنتر في ثمان منها، بما في ذلك في آخر ست مواجهات، مقابل خمسة تعادلات.
- مواجهة التعويض -
لكن تحقيق هذه المأمورية لن يكون سهلا، لاسيّما في ظل غياب المهاجمين الدوليين جانلوكا سكاماكا وماتيو ريتيغي للإصابة، غير أن جهوزية أفضل لاعب في إفريقيا في 2024 النيجيري إديمولا لوكمان لقيادة خط هجوم أتالانتا (ثاني أقوى خط هجوم في الدوري خلف إنتر برصيد 43 هدفا)، يبعث الأمل بفكّ العقدة والمضي قدما في محاولة التتويج بالكأس السوبر للمرة الأولى في تاريخه.
وأعرب غاسبيريني عن « فخره بقيادة أتالانتا إلى هذا المستوى. خضنا في 2024 ثلاثة نهائيات، وهذا النوع من المباريات يعطي هيبة للنادي. نواجه أقوى فريق في بطولتنا، وستكون مباراة إنتر وسيلة لاختبار الفريق ولمعرفة مدى قدرته التنافسية ».
وبخلاف جاره إنتر، يعيش ميلان، صاحب الألقاب السبعة في المسابقة، فترة سلبية تُوّجت بإقالة مدربه السابق البرتغالي باولو فونسيكا وتعيين مواطنه سيرجيو كونسيساو بدلا منه.
ولن يكون الاختبار الأول لكونسيساو أمام يوفنتوس سهلا، لاسيّما أن الإصابات تضرب أبرز نجوم فريقه، وقد غاب عنه في مباراته الأخيرة بالدوري أمام روما (1-1) نجمه البرتغالي رافايل لياو والأميركيان كريستيان بوليسيك ويونس موسى والإنكليزي روبن لوفتوس-تشيك والصربي لوكا يوفيتش والسويسري نواه أوكافور وأليساندور فلورنتسي، فيما غادر النيجيري صامويل شوكويزي الملعب مصابا في الدقيقة 62.
وسيحاول المدرب البرتغالي تحقيق بداية جيدة تُعيد بعضا من الاستقرار للفريق وتمنحه جرعة معنوية ضرورية لتعويض ما يمكن تعويضه في النصف الثاني من موسم خسر خلاله الفريق ست مباريات من أصل 24 مقابل 12 فوزا وستة تعادلات في جميع المسابقات.
بدوره، يحتلّ يوفنتوس، صاحب الألقاب التسعة القياسية في المسابقة، المركز السادس في الدوري برصيد 32 نقطة. صحيح أنه لم يذق طعم الهزيمة حتى الآن محليا، لكنه خرج متعادلا 11 مرة في 18 مباراة خاضها.
وحاله كحال ميلان، تبدو الكأس السوبر فرصة مؤاتية للتعويض لفريق المدرب الشاب تياغو موتا، خصوصا مع الابتعاد عن صدارة الدوري المحلي واستحالة التتويج نظريا بلقب دوري أبطال أوروبا، لذا تبدو هذه الكأس، ومعها كأس إيطاليا، باب العودة الوحيد إلى منصات التتويج.
ولا يُعاني فريق « السيدة العجوز » من غيابات مؤثرة باستثناء مدافعه المُصاب البرازيلي غليسون بريمر، وسيكون التعويل على لاعبيه الشباب لتخطّي عقبة الـ« روسونيري » وخوض النهائي للمرة 18 في تاريخه، وفي مقدمتهم البرتغالي فرانسيسكو كونسيساو نجل مدرب ميلان الجديد، والفرنسي كيفرين تورام والبلجيكي صامويل مبانغولا والتركي كينان يلديز.