وتحولت منصات مواقع التواصل إلى ساحة صراعٍ مصغّرة بين الغريمين التقليديين، من خلال منشوراتٍ وصورٍ ومقاطع فيديو تذكّر بأهداف تاريخية ورسائل مبطّنة تحمل في طيّاتها الكثير من الرموز والإيحاءات، إذ كل منشورٍ بدا وكأنه جزء من « المعركة » الكروية التي ستُخاض على أرضية مركب محمد الخامس بالدار البيضاء مساء اليوم الأربعاء.
وكان الرجاء الرياضي أول من أشعل فتيل المنافسة « الالكترونية » بنشر ملصقٍ خاص بالمباراة، يحمل نَفَساً ساخراً ولمحات ذكية تُعيد إلى الأذهان محطاتٍ مشتعلة من تاريخ الديربي، من بينها الإشارة الشهيرة إلى تيفو “Room 101”، واحتفال عمر نجاري في مواجهة سابقة، إلى جانب رموزٍ أخرى دقيقة في معناها وعميقة في دلالتها.
ثم واصل “النسور الخضر” تصعيد الأجواء بمقاطع فيديو تُبرز أجمل أهدافهم في مرمى الغريم، ولمحاتٍ فنية من لاعبيهم، وإحصاءاتٍ تُظهر تفوقهم في بعض المواجهات السابقة، في رسالة واضحة المعنى ومشحونة بالثقة.
في المقابل، لم يتأخر الوداد كثيراً في الرد، إذ نشر “الفريق الأحمر” تصميماً خاصاً بالمباراة تضمّن إشاراتٍ دقيقة للرد على منافسه، مثل ظهور النجمتين الذهبيتين اللتين ترمزان إلى لقبي دوري أبطال إفريقيا، وتاريخ 1949 في إشارة ضمنية إلى تأسيس الرجاء، فضلاً عن رموزٍ أخرى تحمل طابع التحدي.
كما بثّ الوداديون مقطعاً يُبرز أهدافهم في الديربيات التي خرجوا منها منتصرين، متبوعاً بصورة أخرى تُذكّر بهيمنتهم على المستوى الوطني، مرفقة بإحصاء 22 لقباً في البطولة الاحترافية، مقابل 13 فقط للرجاء، في رسالة تفاخر واضحة.
ورغم هذا السجال الإلكتروني المحتدم، فإن المعركة الحقيقية ستُحسم الليلة في مدرجات مركب محمد الخامس، حيث ينتظر الجمهور عرضاً استثنائياً من الألوان والأهازيج والتيفوهات، في مشهدٍ يُجسّد روح الديربي الأكثر سخونة في إفريقيا والعالم العربي.
المواجهة المرتقبة بين “الجارين اللدودين” ستُقام مساء الأربعاء 29 أكتوبر، على الساعة الثامنة ليلاً، لحساب الجولة الخامسة من البطولة الاحترافية “إنوي”.
