آيت مانة : تسلمنا الوداد بلا آلة طباعة... وسجن الناصيري عمّق الأزمة

عقد نادي الوداد الرياضي جمعه العام مساء الاثنين، في جلسة ماراثونية استمرت قرابة تسع ساعات متواصلة، حيث انطلقت فعالياته في حدود الساعة الثامنة ليلاً واختتمت مع حلول الخامسة من صباح يوم الثلاثاء.

في 16/09/2025 على الساعة 09:01

واستغل رئيس المكتب المديري للنادي، هشام آيت مانة، الجمع العام المذكور ليدلي بتصريحات « صادمة » وبسط أمام منخرطي النادي وكافة مكونات الوداد، حقيقة الوضع الذي وجد عليه الفريق الأحمر بعد تسلمه زمام التسيير.

أخطأنا تقدير حجم الأزمة المالية

في مستهل مداخلته، أكد آيت مانة أن المرحلة التي تولّى فيها قيادة النادي لم تكن سهلة، مشدداً على أنه ومكتبه المسير كانوا على دراية بوجود مشاكل، لكنهم لم يقدّروا حجم الأزمة المالية الحقيقية التي كانت تخنق الفريق. وقال:

« المرحلة التي مررنا منها لم تكن سهلة. كنا نعرف الأشياء التي دخلنا عليها، لكن لم نقدر جيداً حجم الأزمة المالية التي كان فيها الفريق الأحمر قبل تولينا زمام تسيير النادي »

وأضاف آيت مانة أن المكتب المديري كان يأمل في تلقي دعم من مختلف مكونات الفريق الأحمر، نظراً لحجم التضحيات التي قدمها أعضاؤه، سواء على المستوى المادي أو المعنوي:

« عند تولينا رئاسة الوداد كنا نأمل في بعض المساندة للمكتب المسير من مكونات الفريق، خاصة أن أعضاءه قدموا تضحيات مادية ومعنوية، وأرفض بشدة التشكيك في كفاءتهم. »

« مررنا بسنة من العذاب... وتحملناها في صمت »

آيت مانة لم يُخفِ حقيقة حجم المعاناة التي عاشها المكتب المسير منذ توليه قيادة النادي، حيث صرح قائلاً:

« أصارحكم، مررنا بسنة من العذاب ووجدنا مشاكل كثيرة، ورفضنا طرحها أمام الرأي العام الودادي للحفاظ على صورة النادي. »

وأشار إلى أن المكتب المسير وجد ديوناً ضخمة عند تسلمه المسؤولية:

« وجدنا ديونا بقيمة 10 ملايير سنتيم، وجدنا لاعبين وممولي الفريق وأبناكاً لم يتوصلوا مستحقاتهم المالية. »

« لا ألوم من سبقنا... لكن الواقع كان صعباً »

وفيما يخص تحميل المسؤولية للرؤساء السابقين، حرص آيت مانة على عدم الوقوع في فخ الاتهامات الجاهزة، مؤكداً أن لكل رئيس طريقته في التدبير:

« لن أقول إن هذا نتيجة سوء تسيير وتدبير الرؤساء الذين سبقونا، لأن هذا المعطى خاطئ. كل واحد منهم كانت له طريقته وفلسفته في تدبير الشؤون اليومية للوداد. »

ولم يفت آيت مانة الإشارة إلى الوضع القضائي الذي أطاح بالرئيس السابق سعيد الناصيري، قائلاً:

« لولا المشكل القضائي الذي لحق برئيسنا السابق سعيد الناصيري، رغم هذا الحجم من الديون، فأنا متأكد أنه كان يتوفر على حلول لها، غير أنه تم منعه من ممارسة مهامه نتيجة المشاكل القضائية. »

كما تطرق لفترة عبد المجيد البرناكي التي اعتبرها انتقالية:

« كانت فترة انتقالية تولى خلالها عبد المجيد البرناكي رئاسة الوداد، لن أقول إنه فشل فيها، لكنه دبر المرحلة وفق الإمكانيات المتاحة له، أو لم يسعفه الوقت لتنزيل مشروعه. »

« قادرون على تجاوز الأزمة في سنة »

رغم كل الصعوبات، أكد آيت مانة أن الفريق يسير في الطريق الصحيح لتجاوز الأزمة المالية خلال فترة لا تتجاوز السنة:

« الحمد لله أثبتنا أنه بقليل من العمل يمكننا تجاوز كل الإكراهات المالية في مدة لن تتجاوز، إن شاء الله، عاماً واحداً. »

« فشلنا رياضياً وأتحمل المسؤولية كاملة »

في الجانب الرياضي، أقر رئيس الوداد بفشل الفريق في تحقيق أهدافه خلال الموسم الماضي، خصوصاً بعد الخروج دون ألقاب:

« صحيح لم نحقق أهدافنا الرياضية وخرجنا بصفر لقب الموسم الماضي، وكنا نأمل خلاله احتلال الرتبة الثانية في البطولة الاحترافية وضمان المشاركة في دوري أبطال إفريقيا، غير أننا فشلنا في تحقيق هذا الهدف وأتحمل المسؤولية. »

وأوضح أن المكتب ضيّع الكثير من الوقت في الرد على الشائعات، وهو ما أثّر على تركيز الفريق:

« في الوقت الذي كان ينبغي أن نركز على أهدافنا الرياضية، المكتب المسير ضيّع الكثير من الوقت والجهد في الكشف عن عشرات المغالطات التي كان يتم الترويج لها، وبخطوة واحدة أضعنا فرصة المشاركة في دوري أبطال إفريقيا، ونتحمل مسؤوليتنا في الفشل. »

« تولينا الفريق دون طاقم تدريبي ولاعبين »

آيت مانة كشف حجم الفوضى التي وجدها في الجانب التنظيمي والفني، مشيراً إلى غياب التعاقدات والعقود الجارية:

« في الشق الرياضي وجدنا عقود معظم اللاعبين منتهية وبدون طاقم تدريبي، وتولينا المسؤولية قبل شهر من انطلاق الموسم الماضي، وكنا مطالبين بالتعاقد مع لاعبين جدد وطاقم جديد، غير أن اللاعبين الجيدين لم يعودوا متاحين حينها في سوق الانتقالات، ما أوقعنا في أخطاء كثيرة »

وأضاف:

« رغم ذلك حافظنا على فريقنا وقمنا بتطويره من خلال التعاقدات الجديدة. »

« بدأنا من نقطة الصفر »

من أبرز ما كشفه آيت مانة، هو غياب الحد الأدنى من البنية الإدارية في النادي عند توليه الرئاسة:

« عند تولينا رئاسة الفريق لم يكن هناك تنظيم إداري للنادي، بدليل أن أول عقد وقعته في الوداد لم أجد آلة طباعة في مقر النادي من أجل طباعته. »

وأضاف:

« لم نجد أرشيفاً للنادي، ما جعلنا نبني نادياً من نقطة الصفر. »

« لم نجد سياسة للتكوين... وندفع ثمن ذلك »

كما أشار رئيس الوداد إلى غياب أي استراتيجية واضحة في تكوين الفئات العمرية، وهو ما يُكلف النادي حالياً:

« عند تولينا رئاسة النادي لم نجد أي سياسة تخص مجال تكوين الفئات العمرية في الوداد. »

وأكد أن سياسة النادي كانت مبنية فقط على نتائج الفريق الأول:

« سياسة الفريق التي كان يعتمدها النادي هي سياسة نتائج الفريق الأول، وكانت سياسة جيدة لأنها كانت تمكن المكتب المديري من الاشتغال في أريحية أكثر. »

وتابع:

« اليوم نحن ندفع ثمنها، إذ بالرغم من هيكلة النادي إدارياً والاستثمار في فئاته العمرية، لكن لا أحد رأى هذا العمل الجبار الذي قمنا به، لأنه في الوداد تُحاسب فقط على الألقاب. »

« نعد الأوفياء بلقب هذا الموسم »

ورغم خيبة الموسم الماضي، شدد آيت مانة على أن المكتب المسير عازم على تحقيق الألقاب هذا الموسم إن وجد الدعم الكافي:

« للأسف لم نتمكن من إهداء جماهيرنا لقبا الموسم الماضي، لكن إن وجدنا الدعم والمساندة في الموسم الحالي، بكل تأكيد سنحققه. »

وختم حديثه بدعوة إلى الكف عن مهاجمة أعضاء المكتب المديري:

« الكثير ينتقد أعضاء المكتب المسير للوداد بداعي أنهم لم يقدموا أي إضافة تذكر، وأنا شاهد على العمل الجبار الذين يقومون به في النادي. لا تشككوا في كفاءة أعضاء المكتب المسير، ونحن مستعدون للمحاسبة. »

تحرير من طرف خليل أبو خليل
في 16/09/2025 على الساعة 09:01