ودخل المنتخب التونسي اللقاء بتركيز عالٍ، وفرض أفضليته منذ الدقائق الأولى، حيث لم ينتظر سوى عشر دقائق لافتتاح باب التسجيل عبر إلياس السخيري، الذي استثمر بداية قوية لنسور قرطاج
قبل أن يعزز إلياس عاشوري التقدم بهدف ثانٍ في الدقيقة 40، لينهي التوانسة الشوط الأول متقدمين بهدفين دون مقابل.
في الشوط الثاني، تعامل المنتخب التونسي بذكاء مع مجريات المباراة، معتمدًا على اقتصاد المجهود والحفاظ على المخزون البدني تحسبًا للاستحقاقات المقبلة في المجموعة، دون التفريط في السيطرة أو السماح للمنتخب الأوغندي بالعودة في النتيجة.
هذا الانضباط التكتيكي تُوّج بإضافة الهدف الثالث في الدقيقة 64، مجددًا بتوقيع إلياس عاشوري، مؤكّدًا تفوق تونس على مستوى الفعالية والحسم.
ونجح المنتخب الأوغندي في تسجيل هدفه الأول في المباراة، مستغلًا خطأً في التمركز والمراقبة داخل الدفاع، ليقلص الفارق في الوقت بدل الضائع.
وبهذا الفوز، نجح المنتخب التونسي في كسر عقدة المباراة الافتتاحية في كأس أمم إفريقيا، بعدما عجز عن تحقيق الانتصار في أول لقاء له خلال آخر خمس مشاركات، مكتفيًا بتعادلين وثلاث هزائم. كما أنهى نسور قرطاج صيامًا دام أكثر من 4700 يوم دون فوز افتتاحي، منذ آخر انتصار لهم في نسخة 2013 أمام الجزائر.
وتعزز هذه النتيجة التفوق التاريخي لتونس في مواجهاتها أمام أوغندا، حيث حقق المنتخب التونسي الفوز في جميع اللقاءات الرسمية السبعة التي جمعته بنظيره الأوغندي، مسجلًا 19 هدفًا مقابل هدف واحد، ما يؤكد الفارق التاريخي والتقني بين المنتخبين.
من جانبه، واصل المدرب سامي الطرابلسي حضوره اللافت في البطولة القارية، سواء كلاعب أو مدرب.
فقد شارك كلاعب في أربع نسخ من كأس أمم إفريقيا أعوام 1994 و1996 و1998 و2000، وبلغ المباراة النهائية في نسخة 1996، قبل أن يقود المنتخب مدربًا في نسختي 2012 و2013، حيث وصل إلى ربع النهائي في الأولى وودّع المنافسة من الدور الأول في الثانية.
وبهذا الانتصار، يحقق الطرابلسي فوزه الثالث كمدرب لنسور قرطاج في نهائيات كأس أمم إفريقيا، فاتحًا صفحة جديدة عنوانها استعادة الهيبة وتجاوز عقد الماضي.
و يعيد الفوز على أوغندا الثقة للمنتخب التونسي، ويمنحه دفعة معنوية كبيرة قبل بقية مشواره في «كان 2025»، في انتظار اختبارات أكثر صعوبة ستحدد ملامح طموحات نسور قرطاج في البطولة القارية.
