وانطلقت المواجهة بقوة من الجانبين وسط أجواء جماهيرية استثنائية، حيث سعى كل منتخب إلى فرض سيطرته منذ الدقائق الأولى.
وبعد محاولات متبادلة، جاء الرد المغربي سريعًا في الدقيقة 12، عندما نفذ ياسر زابيري كرة ثابتة بطريقة مذهلة سكنت شباك الحارس الأرجنتيني، معلنًا تقدم “أشبال الأطلس” في النهائي العالمي.
ورغم الضغط العالي الذي مارسه “التانغو” للعودة في النتيجة، أبان الدفاع المغربي عن صلابة كبيرة بفضل التنظيم المحكم ويقظة الحارس إبراهيم غوميز.
في الدقيقة 29، قاد عثمان مهما هجمة مرتدة سريعة من الجهة اليمنى، توغل ببراعة ثم مرر كرة عرضية دقيقة لياسر زابيري، الذي أكد تألقه في هذا النهائي وأضاف الهدف الثاني للمغرب، ليختتم الشوط الأول بتقدم ثمين ومستحق.
مع بداية الشوط الثاني، كثف المنتخب الأرجنتيني هجماته في محاولة لتقليص الفارق، لكن الدفاع المغربي ظل صلبًا، والروح القتالية للاعبين كانت حاسمة في الحفاظ على التقدم.
ورغم تفوق الأرجنتين في معظم مبارياتها السابقة، فإنها اصطدمت هذه المرة بعزيمة مغربية استثنائية حالت دون تسجيل أي هدف، لتنتهي المواجهة بنتيجة (2-0) لصالح المنتخب الوطني.
ولم يكن التتويج وليد الصدفة، فقد قدم المنتخب المغربي مشوارًا بطوليًا خلال البطولة، إذ تصدر مجموعته بـ 6 نقاط بعد الفوز على إسبانيا والبرازيل ، وتجاوز كوريا الجنوبية في ثمن النهائي (2-1)، وتفوق على الولايات المتحدة الأميركية بثلاثية مقابل هدف في ربع النهائي ثم أطاح بـ فرنسا في نصف النهائي بركلات الترجيح، وأخيرًا… كتب التاريخ أمام الأرجنتين في النهائي.
وبهذا التتويج، أصبح المنتخب المغربي أول منتخب عربي يتوج بكأس العالم للشباب، وثاني منتخب إفريقي يحقق هذا الإنجاز بعد غانا عام 2009. كما ألحق الهزيمة الأولى بالأرجنتين في البطولة، التي كانت قد استقبلت هدفين فقط طوال مشوارها قبل النهائي.
ويبقى مشهد رفع الكأس في سانتياغو لم يكن مجرد لحظة انتصار رياضي، بل كان تتويجًا لسنوات من العمل والتكوين والاستثمار في المواهب الشابة المغربية.
وبهذا الإنجاز، يفتح المغرب صفحة جديدة في تاريخ كرة القدم العالمية، ويبعث برسالة واضحة مفادها أن الكرة العربية والإفريقية قادرة على التتويج في أعلى المحافل الرياضية.
