10 سنوات من إصلاح « دونور » تعادل تهيئة أشغال بناء ملعب الدار البيضاء الكبير وتأهيل كورنيش عين السبع

الأشغال متواصلة بـ “دونور” استعدادا لكأس افريقيا 2025

الأشغال متواصلة بـ “دونور” استعدادا لكأس افريقيا 2025

عرف المركب الرياضي محمد الخامس بمدينة الدار البيضاء، سلسلة من الإصلاحات خلال السنوات العشر الأخيرة، وذلك بهدف تحديث مرافقه وإعادة تأهيل أرضية الملعب والمدرجات، وتعزيز نظام الإضاءة وإصلاحات أخرى تتعلق بالسلامة، لملائمته مع المعايير الدولية.

في 26/01/2025 على الساعة 11:10

وأدت الإغلاقات المتكررة لـ « دونور » من أجل الإصلاح لانتقادات كبيرة في ظل ضعف التخطيط وسوء التنسيق بين الأطراف المعنية، حيث كان من الممكن تفادي ذلك لو تم تنفيذ الأشغال بجودة عالية منذ البداية ووضع رؤية شاملة لصيانة الملعب وملائمته مع المعايير الدولية بدلا من إغلاقه بعد كل فترة.

تأهيل الملعب لاحتضان مباريات كأس افريقيا 2025 بالمغرب:

في شهر أكتوبر 2023، تم تخصيص ميزانية قدرها 225 مليون درهم لإعادة تأهيل وإصلاح الملعب، في إطار اتفاقية وقعت بين جماعة الدار البيضاء والشركة الوطنية لإنجاز وتدبير المنشآت الرياضية « سونارجيس »، ووزارة التربية الوطنية والتعليم الأولي والرياضة.

ويأتي ذلك بهدف تأهيل الملعب المذكور وموائمته مع متطلبات الاتحاد الإفريقي لكرة القدم « كاف » لاحتضان مباريات « الكان » في الفترة الممتدة ما بين 21 دجنبر 2025 إلى 18 يناير 2026.

وكان كريم كلايبي، عضو لجنة القيادة والتتبع للمرافق الرياضية بالدار البيضاء، قد قال في مقابلة صحفية مع Le360في وقت سابق، « إن الأشغال، التي انطلقت في شهر نونبر الماضي، متواصلة بوتيرة متسارعة، خاصة في ظل الزيارة الأسبوعية لوالي جهة الدار البيضاء-سطات وعامل عمالة مقاطعة أنفا وعمدة مدينة الدار البيضاء ومختلف المتدخلين، للوقوف على أطوار الأشغال ومدى تقدمها ».

وأوضح المتحدث نفسه، أن المحيط الخارجي لملعب «سطاد دونور» يخضع لأشغال إعادة تهيئة مهمة، حيث يجري إعادة تبليط الأرضية وتقوية الأساسات.

وأكد كلايبي، أن ملعب محمد الخامس سيعرف إنشاء متحف الذاكرة الرياضية، وإعادة تجديد أربعة مستودعات للاعبين، إضافة إلى كراسي مرقمة، من أجل احترام المعايرة المتطلبة من طرف الاتحاد الإفريقي لكرة القدم والاتحاد الدولي للعبة.

ومن المرتقب أن تنتهي أشغال تهيئة وتأهيل المركب لاحتضان فعاليات كأس إفريقيا 2025 في شهر مارس 2025.


إغلاقات متكررة:

تم إغلاق المركب الرياضي محمد الخامس بمدينة الدار البيضاء في أكثر من مناسبة خلال السنوات العشر الأخيرة ما جعل الشارع الرياضي ينتقد ذلك بقوة حيث نعود بكم إلى أبرز مراحل إغلاق الملعب.

في سنة 2016 تم إغلاق ملعب « دونور » لأعمال الصيانة وإعادة تأهيل أرضية الملعب والمدرجات وتحسين المرافق.

قبل أن يتم إغلاقه مجددا سنة 2019، لإجراء إصلاحات إضافية شملت تحسين المرافق الصحية وترميم المدرجات.

أما في سنة 2020، تم إغلاق الملعب لتنفيذ أعمال صيانة أخرى، مع التركيز على تعزيز نظام الإضاءة وإصلاحات أخرى تتعلق بالسلامة.

في حين تم إغلاق « دونور » مرة أخرى سنة 2023 لتأهيل الملعب الذي سيحتضن مباريات كأس افريقيا 2025.

أرقام فلكية:

وصلت ميزانية إصلاح وتأهيل المركب الرياضي محمد الخامس في السنوات الـ 10 الأخيرة لأرقام فلكية حيث تتجاوز 50 مليار سنتيم .

في سنة 2016 تم رصد 220مليون درهم، لإصلاح وتأهيل مركب محمد الخامس بمدينة الدار البيضاء، عبر شطرين، أول كلف 100 مليون درهم وثان بغلاف 120 مليون درهم، حيث هم ذلك مستودعات الملابس، تثبيت الكراسي الجديدة، شاشتان عملاقتان، نظام ولوج الملعب، وكاميرات المراقبة بالإضافة إلى المرافق الصحية، ومحيط الملعب.

وشهدت سنة 2019 ميزانية إضافية، حيث قدرت بحوالي 10 إلى 20 مليون درهم.

أما سنة 2023 فقد تم تخصيص غلاف مالي قدره 225 مليون درهم لإعادة تأهيل الملعب بما يتماشى مع معايير الاتحاد الإفريقي لكرة القدم « الكاف » استعدادًا لاستضافة مباريات كأس إفريقيا 2025.

هذه التكلفة المالية الكبيرة أثارت جدلاً واسعًا، حيث تساءل الشارع المغربي عن جدوى الإصلاحات المتكررة بدلاً من اعتماد خطة شاملة لإصلاح كامل ونهائي.

وباتت تطرح الميزانية الإجمالية للإصلاحات التي خضع لها مركب « دونور » منذ سنة 2014 وإلى الآن، والتي تفوق 50 مليار سنتيم، ما يطرح سؤال ربط المسؤولية بالمحاسبة والتدبير المعقلن لمشاريع تمول من جيوب المغاربة، علما أن التكلفة المالية لتلك الاصاحات تساوي أو تفوق الميزانية المخصصة لمشروعين كبيرين في الدار البيضاء، من بينها كلفة أشغال بناء ملعب الحسن الثاني بضاحية بن سليمان، الذي سيكون الأكبر في العالم (115 ألف مقعد)، والذي سيكلف بناؤه 36 مليار سنتيم، وتهيئة كورنيش عين السبع الذي سيكلف 10 مليار سنتيم،

فضائح « دونور »:

بالرغم من الإصلاحات المتكررة وبميزانية مرتفعة في السنوات العشرة الأخيرة، شهد ملعب « دونور » عددا من الأحداث والفضائح.

انتقدت الجماهير البيضاوية في أكثر من مناسبة ظروف ولوج الملعب، والتي تسببت في إصابة العديد من الأنصار خلال المباريات الكبيرة.

كما تم إغلاق المنطقة 6 في وقت سابق بعد انشار مقاطع فيديو لاهتزازات في المنطقة المذكورة عبر مواقع التواصل.

هذا وقد شهدت أرضية ملعب « دونور » انتقادات كبيرة في أكثر من مناسبة، أبرزها في المباراة التي جمعت الرجاء الرياضي أمام تونغيث السنغالي برسم مباريات دوري أبطال افريقيا، والتي تحولت فيها أرضية الملعب إلى « مستنقعات مائية » و »برك مائية متفركية » بعد هطول الأمطار.

بالإضافة، أثارت عملية تكسية الواجهة الخارجية لمركب محمد الخامس بالدار البيضاء جدلاً واسعًا في الأيام الماضية، وذلك بعد بتغليف الملعب بأقواس حديدية مغطاة بمواد بلاستيكية بيضاء، لمنح « دونور » مظهرًا عصريًا غير أن هذا التصميم قوبل بانتقادات حادة.

كما سبق للمكتب الجهوي للجمعية المغربية لحماية المال العام بالدار البيضاء، وأن وضع شكاية على مكتب الوكيل العام للملك لدى محكمة الاستئناف بالدار البيضاء، تتعلق بـ « شبهات فساد وهدر وتبديد أموال عمومية وتلقي فائدة على خلفية إصلاحات متكررة بالمركب الرياضي محمد الخامس فضلا عن شبهة فساد في التذاكر ».

البيضاء تطوي صفحة « كازا إفنت » في « دونور »:

صادق مجلس مدينة الدار البيضاء خلال دورة استثنائية عقدت الخميس 27 يوليوز 2023، بالإجماع على مشروع اتفاقية تأهيل وتدبير وصيانة المركب الرياضي محمد الخامس من طرف سونارجيس وكذا إلغاء اتفاقية انتداب شركة التنمية المحلية الدار البيضاء لتنشيط التظاهرات لتدبير الملعب المذكور.

وبإجماع مستشاري أحزاب الأغلبية المشكلة لمجلس المدينة الدار البيضاء، جرى المصادقة على اتفاقية شراكة مع الشركة الوطنية لإنجاز وتدبير المنشآت الرياضية لتأهيل وتدبير وصيانة المركب الرياضي محمد الخامس.

وبموجب المادة الأولى من الاتفاقية، تضع جماعة الدار البيضاء المركب الرياضي محمد الخامس والمرافق التابعة له بما فيها الملعب الملحق رهن إشارة وتحت تصرف الشركة الوطنية لإنجاز وتدبير المنشآت الرياضية، مع تحديد كيفيات وشروط الشراكة قصد تأهيل وتدبير واستغلال وصيانة المركب ومرافقه.

وتحدد مدة هذه الاتفاقية في عشرة سنوات تبتدئ من تاريخ دخولها حيز التنفيذ، وتخضع الاتفاقية للمراجعة والتقييم بعد مرور خمس سنوات من طرف لجنة القيادة ومجلس جماعة الدار البيضاء، وتدخل هذه الاتفاقية حيز التنفيذ ابتداء من تاريخ التوقيع والتأشير عليها من طرف والي جهة الدار البيضاء - سطات، عامل عمالة الدار البيضاء، هذا ويمكن تجديد هذه الاتفاقية متى اتفق الأطراف على ذلك وفق نفس الشكليات.

وتلتزم وزارة التربية الوطنية والتعليم الأولي والرياضة برصد ميزانية لا تقل عن 250.000.000,000 درهم، لتمويل برنامج تأهيل المركب الرياضي محمد الخامس والمرافق التابعة له بما فيها الملعب الملحق وفق المعايير والمواصفات الدولية المطلوبة لاحتضان منافسات كأس إفريقيا للأمم 2025.

تحرير من طرف إلياس البطاحي
في 26/01/2025 على الساعة 11:10