في إنجاز هو الأول من نوعه عربياً وإفريقياً، توّج المنتخب المغربي تحت 20 عاماً بلقب كأس العالم للشباب 2025، بعد فوزه في النهائي على منتخب الأرجنتين بهدفين دون رد، على ملعب « خوليو مارتينيز برادانوس » بالعاصمة التشيلية سانتياغو.
بقيادة المدرب الوطني محمدوهبي ، فرض « أشبال الأطلس » سيطرتهم على البطولة منذ البداية، حيث تجاوزوا منتخبات كبرى مثل إسبانيا والبرازيل، وتغلبوا على أمريكا وكوريا الجنوبية، ثم ثأروا من فرنسا بركلات الترجيح في نصف النهائي، قبل أن يضعوا اللمسة الذهبية في النهائي أمام منتخب « التانغو ».
الأولمبياد.. برونزية بطعم الذهب
وقبل إنجاز الشباب، كان المنتخب الوطني الأولمبي قد خطف الأنظار في دورة الألعاب الأولمبية باريس 2024، بإحرازه أول ميدالية عربية في تاريخ منافسات كرة القدم في الأولمبياد، بعد تحقيقه البرونزية بقيادة مدربه طارق السكتيوي.
وقدم الأولمبيون مسارًا مشرفًا، بدأ بفوز على الأرجنتين وخسارة دراماتيكية أمام أوكرانيا، قبل الانتصار العريض على العراق. وفي ربع النهائي، اكتسح العناصر الوطنية المنتخب الأمريكي 4-0، إلا أن الحلم بالذهب توقف أمام إسبانيا في نصف النهائي. لكن الرد المغربي جاء قاسيًا في مباراة تحديد المركز الثالث، بفوز تاريخي 6-0 على المنتخب المصري.
أسود الأطلس.. حجر الأساس في نهضة الكرة المغربية
المنتخب الأول، بقيادة وليد الركراكي، كان صاحب الشرارة الأولى لهذا المد التصاعدي. ففي مونديال قطر 2022، دوّن منتخب الأسود التاريخ بوصولهم إلى نصف النهائي، كأول منتخب عربي وإفريقي يحقق هذا الإنجاز، بعد إسقاط عمالقة مثل بلجيكا، إسبانيا والبرتغال.
وقد استمر التألق بالتأهل المبكر لكأس العالم 2026، للمرة الثالثة توالياً، في انتظار استضافة تاريخية لمونديال 2030 بالشراكة مع إسبانيا والبرتغال، وقبلها نسخة غير مسبوقة لمسابقة كأس أمم إفريقيا.
نجاحات لا تعرف الفئة أو النوع
ولم تتوقف الإنجازات المغربية عند المنتخبات الكبرى، بل شملت أيضاً منتخب أقل من 17 سنة بقيادة نبيل باها، الذي تُوج بكأس أمم أفريقيا للناشئين للمرة الأولى.
ولم يحد المنتخب الوطني المحلي تحت قيادة الناخب الوطني طارق السكتيوي، عن القاعدة وأحرز كأس أمم إفريقيا للمحليين 2024، ليرفع رصيده إلى ثلاث بطولات، كأكثر المنتخبات تتويجًا.
منتخب السيدات يواصل مقارعة كبار إفريقيا ويواصل تطوره بالوصول إلى نهائي كأس أمم إفريقيا للمرة الثانية، ما يعكس نضجًا تصاعديًا في كرة القدم النسوية المغربية.
الفوتصال.. عرش بلا منازع
وعلى صعيد كرة القدم داخل القاعة، يواصل المنتخب الوطني تربعه على العرش القاري والعالمي، بقيادة المدرب هشام الدكيك، بتحقيقه 3 ألقاب متتالية في كأس أمم إفريقيا (2016، 2020، 2024)، بالإضافة إلى إنجازه الكبير بالفوز بكأس القارات 2022، كأول منتخب إفريقي يحقق هذا اللقب العالمي.
استضافة الأحداث الكبرى.. تأكيد على المكانة الدولية
تعزز هذه النجاحات من مكانة المغرب كوجهة رياضية عالمية، خاصة مع استعداده لاستضافة كأس الأمم الإفريقية 2025، بعد أن سبق له تنظيم كأس العالم للأندية في مناسبتين (2013 و2014)، ويبدو أنه يمضي بخطى واثقة نحو تنظيم مونديال 2030.
خاتمة: مشروع رياضي نموذجي يقوده أبناء الوطن
ما تشهده الكرة المغربية حاليًا هو ثمرة رؤية استراتيجية تعتمد على التكوين، تمكين الكفاءات الوطنية، والاستثمار في البنية التحتية والموهبة. من الذهب الأولمبي إلى التتويج العالمي في الشباب، مرورًا بالتألق النسوي والفوتسال، تبدو « الدار دارهم » بالفعل في جميع البطولات، ويبقى الأمل في استمرار هذا النموذج ليكون قدوة لباقي الدول العربية والإفريقية.
