استهل عفيف العام الحالي بأفضل طريقة ممكنة عندما ساهم في قيادة منتخب بلاده إلى احراز كأس اسيا التي استضافتها بلاده للمرة الثانية تواليا، خلافا لجميع التوقعات التي كانت تصب في صالح كبار القارة وعلى رأسها منتخبا اليابان وكوريا الجنوبية.
وقال عفيف اثر تتويجه الثلاثاء في سلسلة متتالية للاعبين العرب منذ 2014 « أشعر بالتوتر الآن أكثر مما شعرت به خلال تنفيذي 3 ركلات جزاء في نهائي كأس آسيا هذا العام ».
وأضاف « أهدي هذه الجائزة إلى زوجتي التي تعتبر السند الأول لي. لقد تعبت وصبرت لكن صبرها لم يذهب سدى ». وختم « اشكر لاعبي النادي وزملائي في المنتخب ».
وبات عفيف (27 عاما) ثالث لاعب يحرز الجائزة مرتين بعد الياباني هيديتوشي ناكاتا (1997، 1998) والأوزبكي سيرفر دجيباروف (2008، 2011). وهو ثالث لاعب من نادي السد يفوز بالجائزة، بعد خلفان إبراهيم (2006) وعبد الكريم حسن (2018).
كما واصل عفيف التألق مع ناديه السد وقاده الى الفوز بلقب الدوري القطري السابع عشر القياسي، بعدما سجل 26 هدفاً وقدّم 11 تمريرة حاسمة خلال 22 مباراة، وأضاف كأس الأمير لإكمال الثنائية المحلية.
تحوّل عفيف من صاحب أعلى معدّل من التمريرات في تاريخ كأس آسيا في الامارات عام 2019، إلى هداف خطير في النسخة الأخيرة فخلف مواطنه المعزّ علي الذي حقق الانجازين قبل خمس سنوات عندما توجت قطر للمرة الأولى في تاريخها.
ساهم في 22 هدفاً في آخر نسختين من كأس آسيا بواقع 9 أهداف و13 تمريرة حاسمة، وهو ما يشكّل 67% من أهداف العنابي.
أصبح أول لاعب يسجل ثلاثية (هاتريك) في المباريات النهائية لكأس آسيا، وثالث لاعب يسجل ثمانية أهداف أو أكثر في نسخة واحدة بعد الإيراني علي دائي (8) في 1996 وزميله المعز علي (9) في 2019.
كان العلامة الفارقة في المباراة النهائية ضد الاردن من خلال صناعة اللعب، الاختراق، الحصول على ركلات الجزاء والأهم ترجمتها في مرمى الحارس الأردني يزيد أبو ليلى.
وفي كل مرة، كان يحتفل بطريقة السحرة برفع بطاقة عليها صورتها وكُتب على مقلبها الثاني حرف S.
كان هدفه حاسماً في خروج العنابي فائزاً من موقعة فلسطين، حيث سجل من ركلة جزاء مطلع الشوط الثاني ليمنح فريقه الفوز 2-1 بعد ان تخلّف في النتيجة.
كما سجّل أحد اجمل اهداف البطولة، عندما منح بلاده التقدم 2-1 على ايران في نصف النهائي أواخر الشوط الأوّل. وصلته الكرة على مشارف المنطقة، فسار بها بين اكثر من مدافع ايراني واطلقها صاروخية في الشباك ليمهد الطريق أمام بلوغ فريقه المباراة النهائية.
- ثقة « تينتين » -
حظي عفيف بثقة مدرّبه الاسباني « تينتين » ماركيس لوبيس الذي اشرف عليه في أكاديمية « اسباير » في الدوحة، وقال الأخير في هذا الصدد « اشرفت على أكرم عندما كان شاباً وكنت أدرك حينها انه لاعب رائع يستطيع صنع الفارق ».
وتابع « أنا سعيد جداً الآن لرؤية تطوّر مستواه والوصول الى ما وصل اليه ».
وكان عفيف ظهر إلى الاضواء خلال بطولة آسيا تحت 19 عاماً، عندما قاد منتخب بلاده إلى التتويج باللقب على حساب كوريا الشمالية عام 2014.
خاض ثلاث تجارب في القارة الاوروبية مع فياريال وسبورتينغ خيخون الاسبانيين وأويبن البلجيكي، قبل ان ينضم الى صفوف السد في 2018.
لم يقفل الباب امام العودة في أحد الأيام إلى أحد الأندية الأوروبية بقوله « بطبيعة الحال أود اللعب في أوروبا غداً إذا أمكن، لكني لا اريد الذهاب إلى هناك لكي أكون أسير مقاعد اللاعبين الاحتياطيين وبالتالي من الأفضل في هذه الحالة أن أبقى في بلادي وألعب ».