فقد تم إنجاز هذا الورش الطموح بتنسيق وثيق بين عدد من الشركاء المؤسساتيين، في مقدمتهم الوزارة الوصية، والجامعة الملكية المغربية لكرة القدم، ووزارة التربية الوطنية والتعليم الأولي والرياضة، ووزارة الاقتصاد والمالية، وبدعم من ولاية جهة فاس مكناس، ومجلس الجهة، إضافة إلى الشركة الوطنية لإنجاز وتدبير المنشآت الرياضية (سونارجيس)، والوكالة الوطنية للتجهيزات العامة (ANEP).
Le360
ولمواكبة هذه المرحلة النهائية من المشروع، تم تقديم تفاصيل أشغاله خلال ندوة صحفية، بحضور عدد من الفاعلين والمؤسسات الإعلامية، تلتها زيارة ميدانية لهذا الصرح الرياضي، أتيحت خلالها الفرصة لوسائل الإعلام لاكتشاف مختلف المرافق الجديدة التي خضعت للتحديث، مثل قاعات الندوات، مستودعات الملابس، قاعة التدليك، غرفة المراقبة بالفيديو (VOD)، فضلاً عن فضاءات الاستقبال الفاخر (VIP وVVIP) التي أضحت تستجيب لأعلى المعايير الدولية.
وفي تصريحه لموقع le360، أبرز محمد أنس الرغوني، مدير المركب الرياضي لفاس، أن مشروع تأهيل المركب الرياضي لفاس شهد في ظرف وجيز تدخلات متكاملة همّت الجوانب الهيكلية والجمالية والتقنية للمنشأة، في إطار مقاربة شمولية تروم رفع جاهزيته لاستضافة كبريات التظاهرات الرياضية، فقد أصبح الملعب قادراً حالياً على استقبال 35,468 متفرجاً، مع خطة توسعة مستقبلية سترفع هذه القدرة إلى 55,000 مقعد، تماشياً مع متطلبات تنظيم كأس العالم 2030.
كما خضعت البنية التحتية الداخلية لعملية تحديث شاملة، همت مدرجات الصحافة والمرافق الإعلامية بأحدث التقنيات، فيما شُيّدت قاعات ضيافة راقية (VIP وVVIP)، وقاعة ندوات، وغرف تغيير الملابس الخاصة باللاعبين والحكام، ومدرجات الجماهير، وأنظمة الإنارة والصوت، إلى جانب المقاعد التي تم تجديدها لتوفير مزيد من الراحة وسلامة المتفرجين.
ومن جانبها، أكدت إيمان بن السايح، مهندسة معمارية بالشركة الوطنية لتدبير المنشآت الرياضية، في تصريحها لموقع le360, أن المشروع في حلته الجديدة استند إلى حلول أمنية وتكنولوجية جد متطورة، حيث تم تزويد الملعب بأكثر من 500 كاميرا ذكية مزودة بتقنيات التعرف على الوجوه والمركبات، إلى جانب نظام ذكي للتحكم في الولوج يضمن أعلى شروط الأمان، فضلاً عن قاعة قيادة متطورة تضم تجهيزات رقمية عالية الجودة، بما في ذلك ماسحات التذاكر الإلكترونية، ومنصات المراقبة، وشاشات LED محيطية مخصصة لبث المباريات.
أما على مستوى التصميم والهوية المعمارية، أُولي اهتمام خاص للخصوصيات الثقافية المحلية عبر توفيق ذكي للبعد المعماري العصري والهوية الثقافية لمدينة فاس، فقد عمل المهندسان المعماريان فكري بنعبد الله ورشيد الأندلسي المشرفان على المشروع، على دمج عناصر من الزليج الفاسي والجبس والخشب والنقوش التقليدية في بعض المرافق، دون الإخلال بوظائف الملعب التقنية، مما أضفى على المنشأة طابعاً جمالياً يُكرّم التراث المعماري العريق للعاصمة العلمية للمملكة.
وستنطلق المرحلة الثانية من التحديث، مباشرة بعد نهاية البطولة الإفريقية، لتشمل أشغالاً هيكلية دقيقة، أبرزها إزالة الحلبة المطاطية لألعاب القوى، خفض مستوى أرضية الملعب لتقريب الجماهير من أرضية اللعب، تغطية المركب بالكامل، وتجديد شامل لمواقف السيارات مع توسيع طاقتها الاستيعابية.
ومن المنتظر أن يستضيف ملعب فاس الكبير في نسخته الجديدة، أولى مواجهاته الرسمية نهاية الأسبوع الجاري، حيث سيخوض المنتخب الوطني المغربي مباراتين وديتين أمام كل من تونس يوم 6 يونيو، والبنين يوم 9 يونيو الجاري، ما يشكّل اختبارًا فعليًا لجاهزية المرافق واستعداد المدينة لاحتضان جمهور وطني ودولي.