فبدل المدربين أو اللاعبين السابقين أو المسؤولين، كان اللاعبون الصغار هم من تصدّروا المشهد وتحدثوا أمام وسائل الإعلام، في صورة نادرة ضمن التغطيات الرياضية.
هؤلاء الأطفال ينتمون إلى مجموعة تضم 100 لاعب شاب يستفيدون من مشروع inDrive. يمارسون كرة القدم بشكل منتظم في الأحياء، وساحات المدارس، أو الفضاءات المفتوحة، بعيدًا عن الأكاديميات والمنافسات المنظمة. وبالنسبة لعدد منهم، كانت هذه أول تجربة إعلامية في حياتهم.

تحدثوا عن طريقة لعبهم، عن الأماكن التي يمارسون فيها الكرة، وعن معنى كرة القدم بالنسبة لهم. لم يتحدثوا عن الألقاب أو الاحتراف، بل عن مباريات مع الأصدقاء، انتظار الدور، واللعب كلما توفرت المساحة. شهادة بسيطة أعادت التذكير بكيفية عيش كرة القدم في مراحلها الأولى.
تهدف مبادرة inDrive إلى دعم هؤلاء اللاعبين الصغار بمعدات كروية، لمساعدتهم على الاستمرار في اللعب في ظروف أفضل. المشروع لا يقوم على اكتشاف المواهب أو تقييم الأداء، بل على الاعتراف بالشغف والممارسة في مرحلة مبكرة من المسار الكروي.
ومن بين هؤلاء المئة لاعب، تم اختيار أربعة أطفال ليكونوا الوجوه الممثلة للمبادرة. لم يتم اختيارهم بسبب تفوق تقني أو نتائج، بل لأن قصصهم تشبه قصص آلاف الأطفال المغاربة الذين يتعلمون كرة القدم من خلال التكرار، التأقلم، واللعب المستمر.
وفي الأيام التي سبقت الحدث، كانت المبادرة قد بدأت بالفعل في لفت الانتباه من خلال حضور غير مألوف في الفضاء العام. فقد ظهرت ملصقات مجهولة المصدر تحمل صورًا قريبة جدًا لوجوه لاعبين شبان في الدار البيضاء وطنجة وأكادير، وُضعت على الجدران والأسوار وعدد محدود من الشاشات الرقمية.
ومن دون شعارات أو هوية تجارية أو تفسير مباشر، لم تحمل هذه الصور سوى رسالة واحدة: «وأنا؟ أنا لاعب كرة قدم أيضًا». وقد أثارت هذه المقاربة الفضول وفتحت باب النقاش، ممهّدة الطريق للكشف الرسمي عن المشروع في الدار البيضاء.
وشهدت الفعالية أيضًا عرض مقاطع من فيلم قصير تم تصويره مع اللاعبين الصغار، لقطات ركّزت على تفاصيل يعرفها كل محب لكرة القدم: التحكم في الكرة، التركيز، إضاعة الفرص، والمحاولة من جديد. وسيتم الكشف عن الفيلم كاملاً مع انطلاق الحدث الكروي القاري الكبير المرتقب.
وتساهم شراكة Burger King المغرب، من خلال تفعيل يحمل اسم «مستقبل كرة القدم»، في توسيع صدى المبادرة وجعلها أقرب إلى الجمهور، عبر الحضور داخل المطاعم والمنصات الرقمية، وربط كرة القدم اليومية بالفضاءات اليومية للمغاربة.
مشروع inDrive لا يعد بمسارات احترافية، لكنه يسلّط الضوء على مرحلة غالبًا ما تبقى في الظل، رغم أنها تغذي كرة القدم في كل مستوياتها. وفي بلد تعلّم فيه كثير من اللاعبين كرة القدم في أماكن بسيطة، تبقى الرسالة واضحة:كرة القدم تبدأ قبل الملاعب… والبدايات تصنع كل شيء.

