وأكدت الجولة الثانية مدى صعوبة التنافس والحدة التي ت ميز مباريات هذه البطولة القارية عن غيرها.المتأهلون لثمن النهائي: محمد صلاح ومحرز وأوسيمين في الموعد!.
وواصل منتخب مصر، بقيادة نجمه محمد صلاح، مساره المميز بتحقيق فوزه الثاني على التوالي، ليحجز تذكرة العبور إلى الدور ثمن النهائي.
وبفضل صلابتهم الدفاعية وفعاليتهم الهجومية في اللحظات الحاسمة، اعتمد « الفراعنة » مرة أخرى على نجمهم الأول محمد صلاح، الذي نجح في تسجيل هدف المباراة الوحيد أمام جنوب إفريقيا من نقطة الجزاء.
ولم يختلف الحال بالنسبة للمنتخب الجزائري، الذي حقق الأهم خلال مباراته الثانية، حيث أحسنت« ثعالب الصحراء » التعامل مع ضغط اللقاء وتحقيق الفوز على بوركينا فاسو، لتضمن بدورها تأهلا مبكرا إلى دور خروج المغلوب.
وكان لرياض محرز دور حاسم، حيث نجح في ترجمة ضربة الجزاء الوحيدة إلى هدف التأهل، قبل أن يغادر أرضية الميدان بعد مرور ساعة من اللعب.
أما منتخب نيجيريا، فقد خطف الأنظار بأدائه القوي والمثير في الوقت ذاته، ما جعل « النسور الخضر » تضمن عبورها إلى ثمن النهائي بفضل قوة عناصرها الهجومية وصلابتهم الذهنية الواضحة، مؤكدة طموحاتها الكبيرة في هذه النسخة من البطولة.
وبفضل خط هجومه الناري بقيادة فيكتور أوسيمين المتألق، إلى جانب أديمولا لوكمان بعث وصيف نسخة 2023 رسالة واضحة مفادها أنه سيكون رقما صعبا لا يجب إغفاله حتى نهاية المنافسة.
وباتت المغرب والكاميرون وكوت ديفوار على بعد « خطوة صغيرة » من ثمن النهائي بعد أن اكتفى منتخب البلد المضيف، المغرب، بنتيجة التعادل مع نظيره المالي (1-1)، وهي نتيجة أبقت باب التأهل مفتوحا على مصراعيه داخل المجموعة، ولم يحسم أي شيء بعد، حيث يرتقب خوض جولة ثالثة نارية.
ولا يزال المنتخب المغربي ممسكا بزمام مصيره، وسيكون مطالبا بحسم الأمور أمام زامبيا لتأكيد طموحاته ومكانته في هذه النسخة من كأس إفريقيا للأمم.
وبعد غيابه عن المباراتين الأوليين، سيعود أشرف حكيمي إلى صفوف « أسود الأطلس »، حيث صرح الناخب الوطني وليد الركراكي أن صاحب الكرة الذهبية الافريقية سيشارك في مواجهة منتخب مالي، في خطوة هي بمثابة دعم مهم لطموحات المنتخب المغربي.
وفي ما يعرف بـ « مجموعة الموت »، فقد انتهت مباراة منتخبي الكوت ديفوار والكاميرون على وقع التعادل (1-1)، في لقاء قوي ومثير. وهي نتيجة أبقت حسابات التأهل معلقة، وأجبرت العملاقين الإفريقيين على خوض الجولة الأخيرة بطموح واحد هو تحقيق الانتصار.
المحطات الأبرز في الجولة الثانية
ستبقى الجولة الثانية عالقة في الأذهان، لاسيما بفضل إنجاز منتخب الموزمبيق، الذي حقق فوزا تاريخيا على حساب الغابون ،هو الأول له في تاريخ مشاركاته في كأس إفريقيا للأمم. هذا الانتصار أعاد إحياء آمال « الأفاعي السوداء » في سباق التأهل، وأكد مرة أخرى أن « الكان » تبقى بطولة مفتوحة على كل الاحتمالات.
ومن جهته، سجل منتخب البنين أول فوز له في تاريخ مشاركاته بدور المجموعات من كأس إفريقيا للأمم، بعد خمس مشاركات سابقة. وهو فوز له رمزيته الكبيرة، حيث جاء ثمرة انضباط جماعي وروح قتالية عالية، ليؤكد أن « الفهود » دخلوا مرحلة جديدة ،ولم يعودوا مجرد ضيف عابر في كرة القدم الإفريقية.
كما أن فوز منتخب السودان على غينيا الاستوائية شكل هو أيضا محطة بارزة أخرى، إذ قلب موازين المجموعة وأعاد الأمل لمنتخب لم يكن مرشحا للذهاب بعيدا في هذه البطولة.« كان » أكثر غموضا من أي وقت مضى بعد نهاية الجولة الثانية، طفت على السطح حقيقتان واضحتان هما أن المنتخبات الكبيرة تبرز مكانتها، في حين ترفض « الأحصنة السوداء » الاستسلام. لتثبت كأس إفريقيا للأمم 2025 مرة أخرى أنها بطولة صارمة جدا، لدرجة أن مباراة واحدة من شأنها إعادة خلط الأوراق.
وتتجه الأنظار الآن إلى الجولة الثالثة والأخيرة من دور المجموعات، التي تعد بالكثير من التشويق، في ظل استمرار الصراع على بطاقات التأهل إلى الدور ثمن النهائي، وحسابات معقدة ست بقي الإثارة قائمة إلى غاية صافرة النهاية.
