وأطلقت الطنجاويات العنان للزغاريد التي اختلطت بأصوات «الفوفوزيلا» ومنبهات السيارات، في مشهد عكس حيوية كبيرة داخل الفضاءات العامة. ولم تقتصر هذه المظاهر على الشوارع فقط، بل امتدت لتشمل المطاعم والمقاهي التي غصت بالمشجعات اللواتي اخترن متابعة المباراة في أجواء جماعية، مؤكدات اقتحام المرأة المغربية لهذا الفضاء الذي ظل لفترات طويلة حكرا على الرجال.
ويجسد هذا الحضور النسوي القوي تحولا نوعيا في ثقافة تشجيع المنتخب الوطني، وهي الظاهرة التي برزت بوضوح منذ ملحمة كأس العالم «قطر 2022»، لتتكرر في منافسات كأس العرب وتترسخ خلال البطولة الإفريقية الحالية. فلم يعد المشهد الاحتفالي يقتصر على المشجع التقليدي، بل أصبحت المرأة عنصرا فاعلا في صناعة الحدث عبر رفع الأعلام الوطنية وقيادة الهتافات الحماسية، مما أضفى لمسة جمالية وخاصة على احتفالات «عروس الشمال».