استمارة البحث

مباشر
توخيل
© حقوق النشر : Dr

دوري أبطال أوروبا: على تشلسي التعلم من أتلتيكو أهمية الثبات

22/02/2021 Le360 مع أ.ف.ب على الساعة 15h32

عندما استلم الألماني توماس توخيل قبل أقل من شهر مهمة الإشراف على تشلسي الإنكليزي، كان على دراية تامة بمخاطر تدريب فريق يملكه الملياردير الروسي رومان أبراموفيتش.

وبجملة مقتضبة جدا أجاب الألماني في مؤتمره الصحافي الأول عن سؤال عما إذا كان يشعر بالقلق نتيجة منحه عقدا مع النادي اللندني لعام ونصف فقط، قائلا: "ماذا يغيّر هذا الأمر؟ لو منحوني أربعة أعوام ونصف العام ولم يكونوا سعداء، فسيقومون بإقالتي في كافة الأحوال".

ورغم ما حصل مع مدربين بارزين آخرين مثل البرتغالي جوزيه مورينيو والإيطالي كارلو أنشيلوتي ومواطنه أنتونيو كونتي الذين أقيلوا من المنصب بعد قيادتهم الفريق اللندني الى لقب الدوري المحلي، أو حتى الإيطالي روبرتو دي ماتيو الذي منحهم لقبهم الوحيد في دوري الأبطال عام 2012 من دون أن يشفع له هذا الأمر، قبل توخيل التحدي الذي يواجهه كخليفة لضحية بارزة أخرى، أسطورة النادي فرانك لامبارد.

وشاءت الصدف أن تضع قرعة الدور ثمن النهائي لدوري أبطال أوروبا تشلسي في مواجهة الفريق الأكثر ثباتا أوروبيا من حيث المدربين، أتلتيكو مدريد الإسباني الذي يستقبل يومه الثلاثاء الـ"بلوز" في بوخارست عوضا عن العاصمة الإسبانية، بسبب قيود السفر المفروضة من السلطات للحد من تفشي النسخ المتحورة من فيروس كورونا.

ومنذ أن استلم الأرجنتيني دييغو سيميوني مهمة الاشراف على أتلتيكو عام 2011، شهد تشلسي مرور تسعة مدربين دائمين من دون احتساب المؤقتين، وذلك في تناقض صارخ في النهج المعتمد من قبل الناديين.

ورغم انفاقه 220 مليون جنيه استرليني هذا الموسم لتعزيز فريقه بلاعبين جدد رغم الأزمة المالية الهائلة الناجمة عن تداعيات تفشي فيروس كورونا، يجد تشلسي نفسه في المركز الخامس محليا في حين يتصدر أتلتيكو ترتيب "لا ليغا" أمام العملاقين ريال مدريد وبرشلونة.

وحتى بعد تعثره في المرحلتين الماضيتين بتعادل وهزيمة، ما زال أتلتيكو في صدارة الدوري بفارق ثلاث نقاط عن جاره الخصم اللذوذ ريال مع مباراة أقل من الأخير، ما يعزز حظوظه باحراز اللقب للمرة الأولى منذ 2014، فيما تنحصر طموحات تشلسي في نيل مركز يعيده الى دوري الأبطال الموسم المقبل.

وبامكان أبراموفيتش أن يزعم بأن فلسفته قد أعطت نتائجها لأن أي فريق في الدوري الممتاز لم يحرز ألقابا بقدر تشلسي خلال أعوامه الـ18 تحت "سلطة" الملياردير الروسي.

- "الأفضلية لمن يجيد استخدام جنوده" -

ويتضمن ذلك بالطبع فوزه بلقب دوري الأبطال عام 2012، ما جعل الـ"بلوز" النادي اللندني الوحيد حتى الآن الذي رفع الكأس الغالية.

لكن بالنسبة لنادي يتمتع بموارد مالية هائلة مثل تشلسي، فإن عدم الثبات على مدرب له عواقبه على صعيد المسابقة القارية الأهم على الإطلاق لأنه منذ خسارته أمام أتلتيكو بالذات في نصف نهائي موسم 2013-2014 (صفر-صفر ذهابا في مدريد و1-3 إيابا في لندن)، لم ينجح النادي اللندني في الخروج منتصرا من أي مواجهة إقصائية.

صحيح أن أتلتيكو بدوره فوت فرصتين ذهبيتين لإحراز اللقب للمرة الأولى بخسارته في النهائي بطريقة دراماتيكية أمام جاره ريال مدريد عامي 2014 و2016، لكن تجديد ثقته على الدوام بسيميوني جعل من "لوس روخيبلانكوس" منافسا دائما وخصما يحسب له ألف حساب في المراحل المتقدمة من البطولة القارية.

فإلى جانب وصوله الى النهائي مرتين، خاض أتلتيكو نصف النهائي في مناسبة أخرى وربع النهائي مرتين، وفاز بلقب الدوري الأوروبي "يوروبا ليغ" في الموسمين اللذين عجز خلالهما عن تخطي دور المجموعات في دوري الأبطال بقيادة سيميوني.

وما يزيد من أهمية ما يحققه أتلتيكو هو أن قدراته المالية متواضعة جدا مقارنة مع منافسيه المحليين ريال وبرشلونة، وحتى أن سيميوني وجد نفسه مضطرا مرارا وتكرارا الى إعادة بناء فريقه بعد خسارة نجومه لفرق منافسة، بينها تشلسي الذي جرده من الثنائي دييغو كوستا والبرازيلي فيليبي لويس من الفريق الذي توج بلقب الدوري موسم 2013-2014.

وخلال الأعوام الماضية، خسر أتلتيكو جهود لاعبين مثل البرتغالي راداميل فالكاو والتركي أردا توران والفرنسيان أنطوان غريزمان ولوكاس هرنانديز، رودري والغاني توماس بارتي في صفقات كان بحاجة إليها من أجل تسديد الديون المتوجبة عليه، لكنه في الوقت عينه ضم الموهبة البرتغالية جواو فيليكس بنحو 125 مليون يورو.

بالنسبة لسيموني "في الحرب، من يفوز ليس الطرف الذي يملك أكبر عدد من الجنود، بل الذي يجيد استخدام ما لديه بأفضل طريقة ممكنة".

والآن، الجميع يعي بأن مواجهة أتلتيكو في مسابقة دوري الأبطال يعني أن بانتظاره معركة شرسة، وهذه هي الطريقة التي يريدها ويحبذها سيميوني.

22/02/2021 على الساعة 15h32 Le360 مع أ.ف.ب

الرسالة الإخبارية

ادخل باريدك الإلكتروني للتوصل بأخر الأخبار le360