خسر الفريق اللندني مبارياته الـ12 السابقة في الدوري امام سيتي، قبل ان يضع هدف مارتينيلي في الدقيقة 86 حدا لمسلسل هذه الهزائم اثر تسديدة ارتدت من راس المدافع الهولندي نايثن أكيه وخدعت الحارس البرازيلي إيدرسون، قبل ان تشعل فرحة هيستيرية في ملعب الامارات.
وللمرة الاولى منذ دجنبر 2015، تذوق الـ"غانرز" طعم الفوز امام سيتي، وهو ما فسّر ردة الفعل الصاخبة من جماهيره التي قارب عددها 60 ألفا في المدرجات الممتلئة عن بكرة ابيها.
وسبق لأرسنال ان فاز على سيتي بركلات الترجيح في الدرع الخيرية على ملعب ويمبلي في غشت الماضي، وهو الفوز الذي احتفلوا به ايضًا بصخب كبير على غرار انتصار الاحد.
لكنّ النتيجة الاخيرة تنطلي على اهمية اكبر بكثير، اذ انّها جاءت في وقت يتنافس فيه الفريقان بقوة من جديد على لقب الدوري، بعد موسم أخير نجح فيه سيتي بانتزاع اللقب من "فم" أرسنال في الامتار الاخيرة.
إذ كان النادي اللندني يتقدم بفارق ثماني نقاط في صدارة الترتيب في أبريل الماضي، قبل ان ينهار في الخط المستقيم الاخير حيث تمكن سيتي من الظفر باللقب للعام الثالث تواليًا في طريقه ايضا لتحقيق الثلاثية (كأس الاتحاد الانكليزي ودوري ابطال أوروبا).
وعوضا عن جعل تلك التجربة تحبط عزيمتهم، تسلح أرتيتا ولاعبوه بحماس متجدد في السعي الى وضع حد لعقم النادي الباحث عن لقب "برميرليغ" للمرة الاولى منذ قرابة الـ20 عامًا.
وكان لافتًا أن يدفع أرسنال بسيتي بقوة إلى الخلف في الدقائق الأخيرة من الشوط الثاني حيث كان يبحث عن هدف الفوز فيما بدا حامل اللقب راضيا بنقطة واحدة.
وأثمر تعطش أرسنال في نهاية المطاف بهدف دراماتيكي، وهو ما فسّره أرتيتا على انّه لحظة حاسمة في تقدم النادي.
وقال "إنه شعور رائع. يمكنك الشعور به. لقد مرت سنوات عديدة دون الفوز عليهم، لكننا الآن فزنا على أفضل فريق في العالم دون أدنى شك".
وأضاف "لقد فعلنا ذلك بطريقة رائعة لأنه كانت هناك لحظات كان علينا أن نعاني فيها. إنها تبعث برسالة إلى فريقنا لمواصلة الإيمان بما يفعلونه.
وتابع "لا أعرف إذا كان ذلك عائقًا، لكنه كان شيئًا كنا بحاجة إلى تجاوزه. خسرنا أمامهم بطريقتين مختلفتين الموسم الماضي. لكن الفريق أظهر نضجا حقيقيا اليوم وهذا يأتي من الخبرات".
- "الجميع كان يرقص" -
يدخل أرسنال، ثاني الترتيب، الى فترة التوقف الدولية متقدما بنقطتين عن سيتي الثالث، فيما يتصدر توتنهام الترتيب على حساب جاره اللندني بفارق الاهداف فحسب.
وستصبح الذكريات المريرة لـ15 مباراة في الدوري دون الفوز على السيتي في مدونة التاريخ الآن، حيث أظهر أرسنال أنه قادر على مواجهة فريق المدرب الإسباني بيب غوارديولا المرصع بالنجوم من الآن فصاعدًا.
وتمكن أرسنال من تقليص حصيلة سيتي في المباراة الى 4 تسديدات فقط، ولم يسمح ايضا للضيوف بالهيمنة على الوسط من خلال مرونة التمرير والتحرّك.
وقال أرتيتا "مانشستر سيتي يطرح عليك أسئلة باستمرار، ويهددك في مناطق معينة. عليك أن تكون واعيًا حقًا. عاطفيًا، ليس من السهل المطاردة لمدة 15 أو 20 دقيقة".
وأضاف "اعتقد أن اللاعبين كانوا ممتازين، وكان الجميع يرقصون في غرفة الملابس بعد ذلك!".
خسر سيتي مباراتين متتاليتين في الدوري للمرة الاولى منذ دجنبر 2018، وسقوطه الأحد كان الثالث في آخر اربع مباريات في جميع المسابقات.
وردا على سؤال عن سبب تراجع سيتي بشكل فجائي بعد فوزه في أول ست مباريات في الدوري هذا الموسم، أشار غوارديولا إلى غياب مواطنه لاعب الوسط الموقوف رودري.
غاب اللاعب الإسباني عن المباريات الأخيرة التي خسرها سيتي، فيما فاز الفريق الانكليزي بتواجده على مضيفه لايبزيغ الالماني 3-1 الاربعاء في الجولة الثانية من دور المجموعات لمسابقة دوري أبطال أوروبا.
وقال غوارديولا "هذه إحصائية. لا يمكننا إنكارها. نجعل اللاعبين يتحكمون في المزيد من التمريرات لكن أرسنال يتسم بالشراسة في هذه المناطق".
وأردف "رودري لاعب مهم لكنه ليس هنا للسبب الذي يعرفه الجميع".
ولا يرى غوارديولا أي ضرر في العودة من الخلف في سباق اللقب بعد أن فعلها فريقه بمواجهة أرسنال الموسم الماضي.
وقال "لم يسبق لأي فريق أن فاز بأربعة ألقاب متتالية في الدوري الإنكليزي. نحن في تشرين الاول/أكتوبر. ربما من الجيد أن نتخلف عنهم ونحاول اللحاق بهم. الموسم الماضي كنا متخلفين بفارق كبير".
وتابع "أعرف هؤلاء اللاعبين منذ سنوات عديدة وما فعلناه معًا. إنه لشرف وامتياز مشاهدتهم وهم يركضون ويقاتلون".