وكان مورينيو قد اشتكى من برود إدارة "اليونايتد" بسبب تأخرها في تلبية مطالبه الفنية لتدعيم صفوف الفريق بتعاقدات هذا الصيف ، قبل ساعات قليلة من إغلاق باب الانتقالات الصيفية الإنكليزية، رغم انه طالب بإبرام هذه الصفقات بعد نهاية الموسم الماضي.
وسارعت وسائل الإعلام المحلية والعالمية إلى وضع المدرب البرتغالي في موقف محرج أمام إدارة "اليونايتد" ، بعدما أكدت دعم النادي لمورينيو بشكل كامل ، منذ تعيينه على رأس الجهاز الفني للفريق في صيف عام 2016 ، من خلال نشرها لتقارير إحصائية عن التعاقدات التي تم إبرامها وتكاليف كل صفقة.
ولم يشعر مورينيو بأي حرج وهو يوجه عبارات اللوم لإدارة النادي لتأخرها في القيام بعدد من التعاقدات التي طالب بها لتعزيز خياراته التكتيكية ، رغم انه يعمل مع تركيبة بشرية ثرية ، مما فسره المراقبون على انه تبرير مسبق لفشل محتمل له في موسمه الثالث مع "الشياطين الحمر" في ظل تصاعد تقارير عن احتمالية رحيله عن الفريق هذا الموسم ، وإسناد مهمة تدريب الفريق للفرنسي زين الدين زيدان.
واشارت المصادر الى أن المقربين من مورينيو فهموا من تسريب خبر زيدان بأن الهدف منه استفزازه وإيصال رسالة غير مشفرة ، على اعتبار ان زيدان تألق مع ريال مدريد و احرز 9 ألقاب بإنفاق لم يتجاوز 100 مليون جنيه إسترليني على مدار ثلاثة مواسم ، لم يطالب خلالها المدرب الفرنسي من الرئيس فلورنتينو بيريز اي تدعيم لصفوف الفريق ، ورغم ذلك فقد حقق نجاحاً باهراً.
دعم كامل لمورينيو
ونشرت صحيفة "ذا صن " البريطانية تقريراً استعرضت خلاله جميع الصفقات التي ابرمها نادي مانشستر يونايتد في عهد مدربه البرتغالي ، ومقارنتها بالأرقام التي انفقتها بقية الأندية الستة الكبار في إنكلترا ، ليتضح بأن مانشستر يونايتد كان الأكثر إنفاقاً في سوق انتقالات اللاعبين ، إلا انه على الرغم من ذلك عجز عن تحقيق الاهداف المنشودة بعدما فشل في الفوز بلقب الدوري الممتاز و لقب دوري ابطال اوروبا مكتفيا بلقب الفاشلين - على حد تعبيره هو شخصياً - بإحرازه للقب الدوري الأوروبي (اليوروبا ليغ) بشق الانفس أمام نادي أياكس امستردام الهولندي الذي لعب بتشكيلة من اللاعبين الشباب.
وبحسب التقرير، فإن صافي إنفاق إدارة مانشستر يونايتد منذ تولي مورينيو الإشراف على جهازه الفني قد بلغ 302 مليون جنيه استرليني دون احتساب صفقة المهاجم السويدي زلاتان إبراهيموفيتش الذي انتقل إلى مانشستر يونايتد في صفقة انتقال حر (مجاناً) بعد انقضاء عقده مع نادي باريس سان جيرمان الفرنسي ، ودون احتساب أيضا صفقة المهاجم التشيلي اليكسيس سانشيز الذي انضم للفريق قادماً من مواطنه نادي أرسنال في صفقة تبادلية.
وتؤكد الأرقام أن إدارة مانشستر يونايتد لم تكن سخية مع أي مدرب من قبل مثلما كانت مع المدرب البرتغالي ، وظهر ذلك جلياً في موافقتها على التعاقد مع لاعب الإرتكاز الفرنسي بول بوغبا الذي استقطبته من نادي يوفنتوس مقابل 89 مليون جنيه استرليني دون ان يستفيد الفريق من خدماته بشكل إيجابي ، كما وافق صناع القرار بالنادي على التعاقد مع المهاجم البلجيكي روميلو لوكاكو من نادي إيفرتون مقابل 90 مليون جنيه إسترليني قبل ان يتراجع مستواه بشكل لافت ، مقارنة بأدائه و مردوده مع "التوفيز".
اليونايتد جاء ثانياً في الإنفاق
و يعتبر مانشستر سيتي النادي الوحيد الذي انفق بشكل أكبر من مانشستر يونايتد منذ صيف عام 2016 غير انه نجح في الاستفادة من الخسائر التي تكبدها في التعاقدات والتي بلغت قيمتها 388 مليون جنيه استرليني ، وذلك من خلال التتويج بلقب الدوري الممتاز في عام 2018 تحت إشراف المدرب الإسباني بيب غوارديولا الذي نجح في بناء فريق قوي قادر على خوض استحقاقات الموسم الرياضي الجديد بفرص قوية لتحقيق إنجاز "الثلاثية التاريخية".
وفي المقابل، فإن بقية الأندية الستة الكبيرة انفقت بشكل أقل في سوق الانتقالات،وحققت نتائج افضل وعلى رأسها نادي توتنهام هوتسبير الذي انفق على تعاقداته نحو 76 مليون جنيه إسترليني ، ورغم ذلك نجح في تحقيق المركز الثاني في سلم ترتيب الدوري في عام 2017 والمركز الثالث في عام 2018.
اما نادي ليفربول فقد بلغت تكاليف تعاقداته في ذات الفترة نحو 114 مليون جنيه إسترليني ، ونجح في بلوغ نهائي دوري أبطال أوروبا الموسم الماضي، ويستعد هو الآخر لخوض بطولات الموسم الجديد بكل قواه ، إذ يرشحه الخبراء لاكتساح منافسيه بالنظر إلى ما يمتلكه من لاعبين مميزين في تشكيلته الأساسية.
اما نادي تشيلسي فقد انفق ما يقارب من 168 مليون جنيه استرليني على تعاقداته بما فيها صفقاته الصيفية لهذا العام ، حيث نجح في الفوز بلقب الدوري الممتاز عام 2017 ، وأيضاً الفوز بكأس الاتحاد في عام 2018.
وأخيراً، فإن نادي أرسنال بلغت تكاليف تعاقداته نحو 110 ملايين جنيه استرليني منذ صيف عام 2016 ، وهو الوحيد بين الفرق الستة، الذي كانت حصيلته الفنية اضعف من حصيلة مانشستر يونايتد ، بعدما اكتفى بحصد لقب يتيم ، عندنا نال كأس الاتحاد الإنكليزي في عام 2017.