جامعة "أحيزون" ..أسفل من الحضيض

Dr

عندما كان الراحل محمد نودير، الرئيس الأسبق للجامعة الملكية المغربية لألعاب القوى، يُسأل عن سر الإنجازات التي راكمها في فترة رئاسته، ولاسيما منها الفوز بذهبيتين أولمبيتين في دورة لوس أنجليس الأمريكية لسنة 1984، بفضل نوال المتوكل وسعيد عويطة، كان يتحدث عن العمل الجاد لأناس عارفين بأم الرياضات.

في 13/06/2022 على الساعة 15:00, تحديث بتاريخ 13/06/2022 على الساعة 15:23

فرغم أن ميزانية الجامعة لم تتعد، حينها، 60 مليون سنتيم، إلا أن النتائج كانت كبيرة، ولم يقتصر الأمر على الفوز بالميداليات، والحضور القوي في بطولة العالم (انطلاقا من نحاسية سعيد عويطة بهيلسينكي سنة 1983)، وفي الألعاب الأولمبية، بل كان التميز في وجود العدائين والعداءات، الذين يمثلون المغرب، في أغلب سباقات المسافات المتوسطة وشبه الطويلة والطويلة، مثل سباقات 800 متر و1500 متر و5000 و10 آلاف متر، وكذلك الماراطون.

هذا لم يقع مع عبد السلام أحيزون، الذي تسلم رئاسة الجامعة الملكية المغربية سنة 2006، ووضعت الدولة رهن إشارته ميزانية ضخمة بملايين الدراهم، ووقعت معه اتفاقية بملايير السنتيمات، وجهزت له عشرات المضامير، في عدد من المدن، حيث يوجد عداؤون أبطال محتملون، وأنشأت له مركزا دوليا لإعداد رياضيي ألعاب القوى في مدينة إفران، كما أنه وجد تاريخا عريقا وكبيرا من الإنجازات المهمة، وعددا من الأبطال يمكنهم المساعدة في المضي قدما بأم الرياضات.

ولو أن أحيزون، الذي وعد بالكثير من الأشياء دون أن يحققها، جاء بعدائين وعداءات عمرهم سنة واحدة فقط، إلى معهد ألعاب القوى بالرباط، ثم أخضعهم للتكوين على مدى 16 سنة، لكان المغرب يملك اليوم مئات من الأبطال يقبلون على حمل القميص الوطني، وتمثيل بلادنا في أكبر المنتديات الجهوية والقارية والعالمية. وهو ما لم يحدث، ويبدو أنه بعيد المنال، على اعتبار الأخطاء التي وقع فيها الرجل، وتكررت كثيرا، حتى أصبحت هي القاعدة في تدبير شؤون ألعاب القوى المغربية.

بالنسبة إلى الذين يدافعون عن الحصيلة الهزيلة لأحيزون، فهم يقدمون البطل سفيان البقالي نموذجا، باعتبار فوزه بالميدالية الذهبية الأولمبية لأولمبياد طوكيو اليابانية، وكونه مرشحا للفوز بذهبية بطولة العالم بأوجين الأمريكية، غير أنهم لا يقولون إن هذا البطل تم تكوينه بمجهودات ذاتية، بعيدا عن الجامعة، إلى أن اتضح بأنه سيصبح منقذا، ويغطي بشجرته غابة الفشل الذريع لأم الرياضات على عهد الرئيس الحالي.

والدليل على صحة هذا الكلام أن المغرب، الذي ظل يوجد مع كبار إفريقيا في البطولات، خرج من البطولة القارية، التي جرت بجزر الموريس، نهاية الأسبوع الماضي، لم يتمكن من الحضور في الصدارة، بل اكتفى بالمركز السادس عشر، بفضية ونحاسيتين.

وهو ما يثبت بأن أم الرياضات المغربية بلغت أدنى مستوى لها عبر التاريخ، بحيث حتى لو حضر البقالي، وفاز بذهبيتين، مثلا، لكان ترتيب المغرب سادسا، وهي مرتبة لا تليق بصورة ألعاب القوى المغربية، والأسماء التي مثلتها، بداية من حدو جادور وعبد السلام الراضي وباكير بنعيسى والغازي الزعراوي، ثم جيل سعيد عويطة ونوال المتوكل وفاطمة عوام وفوزي اللهبي، ثم جيل هشام الكروج وخالد السكاح وبولامي ونزهة بيداون وزهرة واعزيز وصلاح حيسو وإبراهيم لحلافي وعبد القادر مواعزيز، والبقية من العدائين والعداءات الذين بلغوا القمة العالمية، بالبطولات والأرقام القياسية.

ولمعرفة الصورة التي توجد عليها ألعاب القوى المغربية اليوم، يكفي الاطلاع على الأصوات المتعالية، منذ فترة، عبر مواقع السوشل ميديا، لعدائين وعداءات لم يعد لديهم صبر على الواقع المزري للتكوين والتدريب، والاختيارات.

لتمثيل المغرب في البطولات، بالإضافة إلى غياب المساواة بين العصب والأندية، ما يؤدي إلى إشكاليات يكون ضحيتها الأول هو الرياضي، وفي النهاية هو المنتخب الوطني، وبالنتيجة الراية المغربية.

في 13/06/2022 على الساعة 15:00, تحديث بتاريخ 13/06/2022 على الساعة 15:23